هبوط أسواق المال وارتفاع أسعار الذهب والنفط
أعادت مشكلة السيولة لدى بنك بريطاني يوفر قروضا عقارية هاجس أزمة القروض العقارية وتداعياتها على أسواق المال مما دفع مؤشرات أسواق المال الأميركية وسعر صرف الجنيه الإسترليني للانخفاض.
وأعادت الحكومة البريطانية التأكيد بأنها سوف تضمن جميع الودائع الموجودة في بنك نورذرن روك الذي وقع ضحية الأزمة.
وقام المستثمرون الذين ساورهم القلق بسحب ملياري جنيه إسترليني (4 مليارات دولار) منذ صباح الجمعة عندما أعلن البنك أنه طلب من البنك المركزي أموالا طارئة.
وكانت المرة الأولى في 15 عاما التي يتدخل فيها بنك إنجلترا المركزي لإنقاذ بنك بريطاني.
وانخفض سهم البنك في السوق أكثر من 35% إلى 282.75 بنسا الاثنين بسبب الأزمة.
وقال كبير المستشارين الاقتصاديين بمؤسسة إيرنس أند يونغ بيتر سبنسر, إن من أسوأ السيناريوهات المتوقعة أن تؤدي الأزمة إلى خفض معدل نمو الاقتصاد البريطاني بنسبة 1% في 2008 و2009.
وقال رئيس الاحتياطي الاتحادي السابق آلان غرينسبان إن بريطانيا كانت دائما معرضة لأزمة قروض عقارية أكثر من الولايات المتحدة بسبب وجود أنواع أكثر من قروض الرهن العقاري تتسم بإمكانية تغيير سعر الفائدة عليها, بينما دعا محافظ بنك إنجلترا ميرفين كينغ أكثر من مرة سوق المساكن إلى توخي الحيطة.
كما انعكست الأزمة على سعر الذهب الذي ارتفع ستة دولارات الاثنين ليصل إلى 715.80 دولارا للأوقية في ظل توقعات بخفض سعر الفائدة على الدولار الأميركي هذا الأسبوع لإنعاش الاقتصاد الأميركي.
ويبدو أن سعر المعدن الأصفر يتجه إلى مستوى 730 دولارا للأوقية الذي وصله في مايو/أيار في 2006, وكان أعلى مستوى في 2006.
وانخفض سعر الجنيه الإسترليني إلى أقل من دولارين لأول مرة هذا الشهر.
كما انعكست الأزمة على أسعار النفط, فقفز سعر النفط الأميركي الخفيف إلى أكثر من 80.70 دولارا للبرميل وهو الأعلى على الإطلاق.
وقالت المؤسسة المالية غولدمان ساكس إن أسعار النفط قد تصل إلى 85 دولارا للبرميل نهاية العام ولم تستبعد وصولها إلى 90 دولارا بسبب شح في الإمدادات.
وتمثل هذه التقديرات ارتفاعا يصل إلى 13 دولارا عن قديرات سابقة عندما وصل سعر برميل الخام الأميركي الخفيف إلى 80.36 دولارا يوم الجمعة الماضي.
وقال تقرير غولدمان ساكس إن قرار منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الأسبوع الماضي زيادة إنتاجها بمقدار نصف مليون برميل يوميا لم يكن كافيا لتهدئة الأسواق.
وأضاف أن الأسعار قد تلامس مستوى 95 دولارا العام القادم, مشيرا إلى أن معدل الأسعار في 2008 سيصل إلى 85 دولارا للبرميل.
كما ألقت الأزمة بظلالها على أسواق المال فانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 67.55 نقطة أو 0.50% إلى 13374.97 نقطة, بينما انخفض مؤشر ستاندرد أند بورز 11 نقطة أو 0.74% إلى 1473.25 نقطة وانخفض مؤشر ناسداك 24.61 نقطة أو 0.95% إلى 2577.57 نقطة.
وفي أوروبا انخفض مؤشر فايننشيال تايمز يورو فيرست 300 بنسبة 1.3% إلى 1487.3 نقطة ليفاقم انخفاض الجمعة الماضية الذي وصل إلى 1.1%, في أعقاب هبوط أسهم قطاع البنوك.
وقالت فيليكس لانترز مديرة محفظة الأسهم في مؤسسة ثيودور غليسين إن الأسواق تنظر إلى الضحية القادمة في الأزمة, وفي هذه الحال فإن كل البنوك تقريبا مرشحة لتكون الضحية التالية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد