نصوص تزاوج بين الأصالة والمعاصرة في مجموعة “صلاة البياض الكثيف”
يقدم الشاعر عباس حيروقة في مجموعته الشعرية الصادرة حديثا بعنوان “صلاة البياض الكثيف” نصوصا تناولت مواضيع إنسانية وعاطفية شملت نوعين من الشعر الأول التفعيلة الذي اعتمد فيه تفعيلة واحدة ضمن نمطه الشعري الذي جاء به والثاني أسلوب الشطرين الذي جاء على بحور الخليل.
أما نمط التفعيلة عند حيروقة فجاء عبر دلالات وإيحاءات مختلفة من الطبيعة والبيئة والكون لتكوين البنية الشعرية المتوازنة في أسلوبها الحركي الذي اعتمد على مواضيع انتقاها الشاعر جمع فيها بين العاطفة والمؤثرات البيئية فقال في قصيدة “لأبقي أصيح على الريح”:
“أي ريح تدق بخوف .. طبول الغياب..ساقها الرعد لي .. كي تقص
لأبنائنا .. أغرب القصص الحالمة..هي في قلبنا كالضواري تجول”.
وتتجلى عاطفة القرابة الشديدة بدافع الأخوة السامية والمحبة الكبيرة لشقيقه الشهيد لتطغى الأشواق والعاطفة على ألفاظ النص الذي اعتمد في قصيدته “قم يا حبيبي” على فكرته ذات الموضوع المتوازن منذ بدايتها وحتى نهايتها فقال:
“تياهة آمالنا .. أحلامنا .. آهاتنا في سفر..ذياك الزمن..من
ذا يقول لسامر .. قلبي الذي ألف التصدع ..لن يصدق .. أنك الآن .. الملفع بالكفن”.
وفي النصوص رؤى نفسية فلسفية جاءت عبر نصه “أنت القميص” التي عارض فيها قصيدة الشريف الرضي “يا ظبية البان” مقابلاً في قصيدته بحرف الروي الكاف كما جاء في قصيدة الشاعر العباسي فقال:
“كتبت للريح لو تأتي لتؤنسني..فهذه الروح ملت قلبي الباكي
نأت بحالي إلى حال يضوجني..حد التماهي كحال المدنف الشاكي
أنا الذي كنت مثل النهر في دعة..يجري فيروي ثراك أو ليلقاك”.
وفي النصوص التي صدرت عن الهيئة العامة السورية للكتاب والتي تقع في 157 صفحة من القطع المتوسط مواضيع أخرى انبثقت عن تفكير الشاعر بمحاولات جادة بإثبات الحداثة الشعرية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
يشار إلى أن الشاعر عباس حيروقة عضو في اتحادي الصحفيين والكتاب العرب ونال عددا من الجوائز الأدبية محليا وعربيا وصدرت له ست مجموعات شعرية منها “تراتيل الماء” و”قيامات الفرات”.
محمد خالد الخضر
إضافة تعليق جديد