نصرالله: الأسد رفض صفقة للبقاء في لبنان مقابل نزع سلاح المقاومة
أكد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله أن ما يحمي لبنان من أي تهديد إسرائيلي هو وجود توازن ردع ورعب مع هذا العدو الإسرائيلي ووجود خشية إسرائيلية من أن من يملك هذا السلاح يملك أيضا شجاعة وجرأة الرد على العدوان في أي وقت.
وقال نصرالله في كلمة له خلال حفل الإفطار السنوي لهيئة دعم المقاومة أمس إن الاستراتيجية الدفاعية المناسبة حاليا للبنان هي وجود جيش قوي ومقاومة قوية مع وجود تناغم وتنسيق بينهما.
وأوضح نصرالله أن إسرائيل هزمت عام 2000 وخرجت ذليلة فيما انتصر لبنان وتحقق إنجاز تاريخي بفضل تضحيات المقاومة التي لم تطلب الحكم أو السلطة بل أهدت النصر للبنانيين ودعت الدولة إلى تحمل مسؤولياتها على الحدود معتبرا أن أي كلام آخر هو كلام مجانين أو حساد.
ولفت نصرالله إلى أن هدف الولايات المتحدة وإسرائيل بعد انتصار عام 2000 أصبح نزع سلاح المقاومة وخاصة سلاح حزب الله كما أن بعض القوى السياسية في لبنان تبنت هذا الهدف ووضعت البلد أمام معركة سياسية وإعلامية جديدة ومعركة تفاوض ونقاش داخل لبنان وخارجه اسمها نزع سلاح المقاومة.
وأشار نصرالله إلى أن مساومات عرضت على المقاومة مقابل السلاح وتتعلق بالسلطة والمال من أميركا وغيرها ولكن المقاومة رفضت لأنها ترى في أن خيار المقاومة هو ضمان وقوة للبنان وحماية للشعب الذي تخلى عنه كل العالم.
وقال الأمين العام لحزب الله إن تسوية مماثلة عرضت على سورية عام 2004 قبل صدور القرار 1559 حيث جاء أحد الحكام العرب وقال للرئيس بشار الأسد إنه إذا أردت البقاء في لبنان فيمكنك ذلك مع الدخول إلى الجنوب أيضا ولكن الثمن هو نزع سلاح حزب الله والفلسطينيين ولكن الرئيس الأسد رفض هذا العرض لأنه ينظر إلى المقاومة في لبنان وفلسطين كجزء من استراتيجية أمن قومي عربي.
وذكر نصرالله بكلام سيلفان شالوم وزير خارجية كيان الاحتلال عام 2004 الذي قال حينها إن صدور القرار 1559 كانت حصيلة جهود دبلوماسية طويلة ومضنية لوزارة الخارجية الإسرائيلية وإننا أمام قرار إسرائيلي تبنت بعض القوى اللبنانية هذا القرار ومضمونه.
وأضاف نصرالله إن حزب الله كان يرفض الدخول في أي نقاش رسمي حول موضوع سلاح المقاومة ولكن من أجل أن يطمئن اللبنانيين قدم تنازلا وقبل بمناقشة سلاح المقاومة وهذا الأمر حصل في التفاهم مع التيار الوطني الحر في شباط عام 2006.
وتابع نصرالله إن حزب الله شارك في جلسات الحوار الوطني دون أي تحفظ وذهب إليها بصدق وجدية وأمل بإمكان التوصل إلى تفاهم وطني وكان على جدول الجلسات بحث استراتيجية دفاعية تحمي لبنان وحزب الله قدم رؤيته التي شملت شرح مقدرات العدو وأشكال عدوانه ونقاط قوته وضعفه إضافة إلى نقاط قوة وضعف المعتدى عليه لبنان.
وقال نصرالله إن مداخلة حزب الله أشارت إلى أن لبنان بحاجة لاستراتيجية دفاعية متكاملة سياسيا وتربويا واقتصاديا وعسكريا أي انها بحاجة إلى ركيزتين أساسيتين هما جيش قوي ومقاومة شعبية قوية وتكامل بينهما لافتا إلى أنه تم تسجيل المداخلة في محضر جلسات الحوار.
ولفت نصرالله إلى أنه قال على طاولة الحوار ان المقاومة تستطيع الحاق الهزيمة بالعدو بأي حرب برية وهذا ما حصل في حرب تموز التي انتهت إلى اعتراف إسرائيلي واضح بالهزيمة وإنكار للهزيمة ممن راهن على الحرب.
واعتبر نصرالله أن أي كلام يتهم حزب الله بأنه لا يريد تقديم استراتيجية دفاعية هو وقاحة مشيرا إلى أن حزب الله استجاب لدعوة الرئيس ميشال سليمان لطاولة الحوار والتي كان موضوعها الوحيد الاستراتيجية الدفاعية ولكن لم تناقش ورقة حزب الله للاستراتيجية الدفاعية حتى هذه اللحظة لأن المطلوب ليس النقاش بل أمر واحد فقط هو نزع سلاح المقاومة.
وأكد الأمين العام لحزب الله أن الهدف من طاولة الحوار لم يكن حماية لبنان وأن قوى 14 آذار لم تجلس على الطاولة لبحث كيفية حماية لبنان بل لتنفيذ طلب أمريكي واحد هو نزع سلاح المقاومة لافتا ألى أن أوراقا قدمت من بعض أطراف 14 آذار ولكنها لا تستند إلى تجارب وفيها شيء واحد فقط هو تسليم السلاح للجيش وهذا الطرح ليس هدفه حماية لبنان بل التخلص من سلاح المقاومة فقط لأن من يتحدث عن تسليم سلاح المقاومة للجيش يضيع المقاومة ويفرط بالجيش.
وأوضح نصرالله أن حزب الله مهتم بالوصول إلى استراتيجية تحمي لبنان ولكنه يرفض أن تتحول مشاركة ذاك الفريق في الحوار إلى مادة ابتزاز للرئيس أو الحكومة بأمور لا علاقة لها بالحوار.
وقال نصرالله إن وجود السلاح تحت إمرة الدولة سيفقد قوته في الردع لأن آليات اتخاذ القرار فيها معطلة وباستطاعة الأميركي حينها أن يطلب من المسؤولين اللبنانيين عدم الرد على أي اعتداء إسرائيلي.
وأضاف نصرالله إننا بحاجة إلى استراتيجية تحرير واستراتيجية دفاع لأن تلال كفرشوبا والجزء اللبناني من مزارع شبعا مازالت تحت الاحتلال وهي بحاجة إلى تحرير وهذا الموضوع سيادي والسيادة لا تتجزأ مطالبا طاولة الحوار بوضع استراتيجية تحرير أيضا وقال إذا أرادت الدولة ألا تضع هكذا استراتيجية فمن حق أهل الجنوب وأي لبناني أن يقول إن هناك أرضا محتلة ونحن سنقوم بالواجب.
وتوجه نصرالله إلى مؤسسة الجيش اللبناني وقائدها وجنودها بالتحية والتبريك لهم بعيدهم آملا أن يتعاون اللبنانيون للحفاظ على هذه المؤسسة ووحدتها وتقويتها كي تقوم بالمهام الوطنية الجسيمة الملقاة على عاتقها.
إضافة تعليق جديد