نصر الله: أمريكا وإسرائيل وأطراف لبنانية رفضت المسعى السوري- السعودي

17-01-2011

نصر الله: أمريكا وإسرائيل وأطراف لبنانية رفضت المسعى السوري- السعودي

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الأميركيين والإسرائيليين وأطرافا لبنانية مسؤولون عن إفشال المسعى السوري- السعودي لحل الأزمة في لبنان.

وقال السيد نصر الله في كلمة بثتها قناة المنار الليلة الماضية: إن الأميركيين والإسرائيليين رفضوا منذ البداية المسعى وتركوه يسير لفترة من الزمن وكانوا يراهنون على أن سورية والسعودية لن تستطيعا التوصل إلى اتفاق لأن الموضوع معقد وصعب وهم ليسوا بحاجة للتدخل للتعطيل ولكنهم عندما رأوا أن الأمور تقدمت بشكل كبير وهناك أجواء ايجابية لإنجاز اتفاق حول هذا الأمر تدخلوا بقوة وبشكل حاسم وأبلغوا أن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر وعليه أن يتوقف ولذلك توقف بهذا الشكل المفاجئ. ‏

وأضاف الأمين العام لحزب الله: إن هناك أطرافاً سياسية في لبنان كانت تنكر أصلاً وجود تسوية أو مسعى عملت في الليل وفي النهار وحرضت أطرافا أميركية وغربية وعربية لإفشال المسعى السوري السعودي مشيراً إلى انه بمجرد ذهاب سعد الحريري إلى الولايات المتحدة تم إجهاض المسعى والعودة إلى نقطة الصفر.
 
وقال نصر الله: في هذا السياق أنا أفهم بأن الرئيس الحريري وفريقه إما هم منذ البداية لا يقبلون أو لا يريدون المسار والتفاهم السوري السعودي وساروا به نتيجة ضغط السعودية وبالتالي هم لا يريدون فقط بل هم ذهبوا وحرضوا الولايات المتحدة وغيرها للضغط على الجانب السعودي لإيقاف هذا المسعى وإما لا هم كانوا سائرين مع الملك عبد الله ومع الجانب السعودي ولكن هناك إرادة أميركية قاهرة وهذا يؤكد أن هذا الفريق لا يمكن ائتمانه على القرار اللبناني ولا على المصلحة اللبنانية ولا على استقرار لبنان ولا يملك القدرة على قيادة لبنان لتجاوز أي محنة أو مصاعب يمكن أن يواجهها إذا كانت مساعي أشهر يمكن أن تنتهي خلال ساعات في الولايات المتحدة الأميركية. ‏

وأضاف الأمين العام لحزب الله: لن نسكت على أي حكومة تحمي شهود الزور أو تتآمر على المقاومة أو تحمي الفساد المالي أو لا تتحمل مسؤوليتها بشكل رسمي وجدي لمعالجة قضايا الناس الذين يعيشون على كل صعيد أسوأ الظروف الحياتية. ‏

وتابع السيد نصر الله: ما كان مطلوباً منا من بنود وطلبات موجود عندي وكنا نناقشها وقد أعطينا أجوبة للبعض منها والبعض الآخر كنا نتعاطى معه بشكل ايجابي وإذا تم كشف هذه البنود فسيرى اللبنانيون أن فيها بنداً أو بندين يمكن القول إن فيهما مصلحة وطنية أما بقية البنود فهي مصلحة للفريق السياسي والأمني للرئيس الحريري وهذا ما كنا نتفاوض عليه ومع ذلك كنا نتعاطى بايجابية وكنا حاضرين نعطي مكاسب سياسية وغير سياسية لفريق الحريري مراعاة للسلامة والمصلحة الوطنية ولكن حتى هذا أجهض بمعزل عن النقاش في بعض البنود والتفاصيل. ‏

وجدد الأمين العام لحزب الله دعوته إلى محاكمة شهود الزور ومحاسبتهم لأنهم أدوا إلى كوارث أخلاقية وإنسانية ووطنية وأمنية, مشيراً إلى أن المعارضة الوطنية ذهبت بهذا الطلب إلى الحكومة وليس إلى مكان آخر ولم تشهر بأحد وطلبنا أخذه إلى المجلس العدلي. ‏

وقال السيد نصر الله: نحن دعاة الديمقراطية التوافقية ونحن الطرف الخاسر من عملية التصويت ونقول صوتوا وهذا ليس عيباً علينا بل على العكس هو ايجابية منا أننا نحتكم إلى المؤسسات وأننا نقبل بالتصويت على حسابنا وعلى حساب قضية بهذا الحجم ولكنهم لم يقبلوا التصويت وقلنا: إننا نقبل النتيجة وهذا الأمر هو الذي عطل مجلس الوزراء وليس نحن من عطله. ‏

وأضاف الأمين العام لحزب الله: المطلوب إغلاق ملف شهود الزور وهذا جزء من التسوية.. لماذا هذا الاهتمام بطي ملف شهود الزور. ‏

وأشار السيد نصر الله إلى انه عند تقييم عمل الحكومة بعد تجربة سنة وعدة أشهر نرى أنه لا يمكن الاستمرار بها بعد كل هذه التطورات وقبل هذه التطورات كان هناك معاناة بأن هذه الحكومة غير منتجة لأن رئيس الحكومة ليس في البلاد لمتابعة الوزارات والملفات والخطط والبرامج. ‏

وأضاف الأمين العام لحزب الله: إن حكومة عاجزة عن مواجهة تداعيات القرار الاتهامي وتريد أن تواصل تمويل محكمة تتآمر على لبنان وعلى المقاومة ويكون قضاتها اللبنانيون شركاء في هذا التواطؤ وهذا التآمر وتريد وضع نفسها في موضع صعب لذلك فهي حكومة غير مؤهلة وإجهاض المسعى السوري السعودي أكد ذلك. ‏

وتابع الأمين العام لحزب الله: عندما يصدر القرار الظني الاتهامي ويتهم عناصر من حزب الله عندها ينكشف البلد فهذه الحكومة تركت لبنان ينكشف مشيراً إلى أن رئيس الحكومة تصرف بما يمنع هذه الحكومة من حماية لبنان أمام أي تداعيات القرار الظني وأمام هذا الواقع كان لابد من الاستقالة ومن إسقاط حكومة عاجزة. ‏

وقال الأمين العام لحزب الله: إن إسقاط الحكومة العاجزة قد يفتح الباب أمام لبنان لتشكيل حكومة قادرة ومسؤولة ومخلصة تحمل العبء.. حاضرة تتابع وتعالج الأمور وتتحمل المسؤوليات, أما إبقاؤها فسوف يبقي الباب مسدوداً ولذلك كان واجبنا الوطني والأخلاقي أن نذهب إلى إسقاط الحكومة. ‏

وأكد السيد نصر الله أن استمرار الواقع الحكومي الحالي كان مستحيلاً وظلماً للدولة ولمؤسساتها وللناس وهو مقتضى السلامة الوطنية وليس العكس. ‏

وأوضح الأمين العام لحزب الله: إننا قمنا بخطوة دستورية قانونية ديمقراطية طبيعية جداً وهذا حقنا الطبيعي فلم نسقط حكومة بالشارع ولم نقطع طرقات ولم نحرق الإطارات ولم نتظاهر ولم نستخدم السلاح مثلما يحاول البعض الترويج دائماً. ‏

وأضاف السيد نصر الله: إن المعارضة اللبنانية تتحمل مسؤولياتها الوطنية وما تقتضيه هذه المسؤوليات الوطنية ونحن نمارس قناعتنا وتشخيصنا لمصلحة بلدنا والوسيلة التي اعتمدناها هي وسيلة من حقنا. ‏

وقال الأمين العام لحزب الله: إن المعارضة مجمعة على عدم تسمية الرئيس سعد الحريري لتكليفه حكومة جديدة ونحن في المرة الماضية لم نسمه ولكن قبلنا أن نشترك في حكومة وحدة وطنية ولكن بعد هذه التجربة والمساعي وفهمنا وتقييمنا لكل ما جرى وخصوصا في الفترة الأخيرة نحن لسنا في صدد هذه التسمية وسنأخذ اتجاهاً آخر وستعلن كتل المعارضة النيابية غداً (اليوم) في الاستشارات عن اسم مرشحها. ‏

وقال السيد نصر الله: إن من يحمي لبنان أمام التهديد الإسرائيلي والأطماع والأخطار الإسرائيلية القائمة والمحدقة هو أهله وجيشه وشعبه ومقاومته ومن يتآمر على عناصر القوة الموجودة في لبنان حكومة أو غير حكومة لن نسكت عنه. ‏

ورأى الأمين العام لحزب الله أن ما جرى في تونس يجب أن يكون عبرة.. العبرة في لبنان هي أن أي حكومة وسلطة لا تستمر إلا بالحوار بين اللبنانيين. ‏

ولفت السيد نصر الله إلى أنه إذا أرادت أميركا والغرب التدخل في الموضوع اللبناني فهذا سيؤدي إلى تدويل الأزمة في لبنان وتعقيد المشكلة وتشابك مصالح كبيرة وخطيرة فيه, مشيراً إلى أن اللبنانيين قادرون على حل مشاكلهم, لكن هناك إصرار من الفريق الآخر أنهم لا يريدون الحل وحتى عندما جاء المسعى السوري السعودي وكان من الممكن أن يوصل إلى حل تم إجهاضه بمشاركة لبنانية. ‏

وقال الأمين العام لحزب الله: إن مستقبل لبنان متوقف على الحوار والتلاقي والتعاون والايجابية ولكن إذا كان أحد يريد الاستقواء على جزء من الشعب اللبناني بأميركا والغرب والعالم فهو مشتبه فيه وعليه أن يتعظ من كل التجارب التي تحصل في المنطقة. ‏

وأضاف السيد نصر الله: إننا ننتظر ما سيحدث غداً وبعد غد (اليوم وغداً) بموضوع القرار الظني وعلى ضوئه سنتصرف وندافع عن كرامتنا ووجودنا وسمعتنا, أما كيف سنتصرف فهذا أمر أصبح له علاقة بقيادة حزب الله وبالتشاور والتواصل مع حلفائه مؤكداً انه لن يتم السماح بأن تمس سمعة المقاومة وكرامتها أو أن يتآمر عليها أو أن يأتي أحدهم ويلبسنا ظلماً وعدواناً دم الرئيس الشهيد رفيق الحريري ولو ظناً ولو اتهاماً.‏

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...