ميقاتي يترشح لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة وجنبلاط يؤيده
أعلن زعيم تكتل اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط أنه منح تأييده لترشيح نجيب الميقاتي مرشح قوى 8 آذار (المعارضة) خلال الاستشارات النيابية التي جرت الاثنين لاختيار رئيس جديد للحكومة اللبنانية.
وبحصول الميقاتي على تأييد تكتل جنبلاط يكون الميقاتي قد حصل عى الأغلبية الازمة للقيام بتشكيل الحكومة.
ويحظى الميقاتي بتأييد من المعارضة اللبنانية بقيادة حزب الله وحلفائه الذين يشغلون 57 مقعدا في مجلس النواب اللبناني.
وقد أيد جنبلاط ترشيح الميقاتي مع 6 من بين11 نائبا هم أعضاء كتلته البرلمانية خلال التصويت مما جعل الميقاتي، الذي ينتمي الى السنة، يحصل على تأييد 65 من أعضاء البرلمان البالغ عددهم 128 نائبا.
كان رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري، قد أعلن انه لن يشارك في اي حكومة يترأسها مرشح قوى 8 آذار.
وقال الحريري بحسب ما جاء في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي، ان تيار المستقبل الذي يترأسه "يعلن من الآن رفض المشاركة في اي حكومة يترأسها مرشح الثامن من آذار".
وفي أول تعليق له على ترشح نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة اعلن الحريري أن ميقاتي هو مرشح قوى الثامن من آذار/ مارس وليس مرشحا توافقيا قائلا إن "اي كلام عن وجود مرشح توافقي هو محاولة لذر الرماد في العيون".
وأكد الحريري على استمراره في ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة نافيا بذك ما قاله ميقاتي نفسه أنه مرشح توافقي.
واضاف "ليس هناك من مرشح توافقي مطروح امام الاستشارات النيابية اليوم، انما هناك مرشح اسمه الرئيس سعد الحريري، ومرشح آخر لقوى الثامن من آذار،والخيار في هذا المجال واضح لا لبس فيه".
يذكر أن قوى 14 آذار (سعد الحريري وحلفاؤه) ممثلة حاليا في البرلمان بستين من اصل 128 نائبا وقد اعلنت تأييدها للحريري.
في المقابل يمثل 57 نائبا قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) التي تحتاج الى ثمانية اصوات اضافية من اجل ترجيح كفة مرشحها.
وتتالف كتلة جنبلاط من 11 نائبا خمسة دروز وخمسة مسيحيين وسني واحد.
وقالت مصادر مطلعة أنه اتفق أيضا على أن تكون الحكومة المقبلة خالية من اي تمثيل لحزب الله أو تيار المستقبل وان تكون حكومة تكنوقراط.
وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد دعا إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية إذا تمت الموافقة على مرشح المعارضة لرئاسة الحكومة اللبنانية.
وأضاف نصر الله في كلمة بثها تلفزيون المنار التابع لحزب الله مساء الأحد "سنطالب الرئيس المكلف إذا دعمته الأغلبية النيابية، بحكومة شراكة وطنية، لا ندعو إلى حكومة لون واحد لا ندعو إلى الاستئثار، المعارضة لا تفكر بتجاوز أو تهميش الآخرين".
واكد أنه التقى برئيس الوزراء الأسبق عمر كرامي وطلب منه الترشح لرئاسة الحكومة اللبنانية.
وأوضح أن كرامي اعتذر لظروف سنه لكنه أبدى استعدادا لقبول ذلك إذا كان هو الخيار الأخير.
وقال نصر الله أيضا إن عمر كرامي لم يترشح لرئاسة الحكومة ولم يسع إلى رئاستها بأي شكل، ولم يتصل بأحد.
كما أعرب عن تقديره لوليد جنبلاط زعيم تكتل اللقاء الديمقراطي لوقوفه "إلى جانب المقاومة وسورية". وأضاف "سنؤسس على هذا الموقف سويا مرحلة سياسية جديدة من التعاون والتفاهم".
وأكد أن الحكومة الجديدة يجب أن تكون "متعاونة لا تعمل على إلغاء أحد ولا تتصرف بكيدية"، وقال "نحن مارسنا حقنا الدستوري في إسقاط الحكومة وليس هناك أحد بصدد إلغاء أحد او اغتيال أحد".
وأضاف: "هناك أطراف دولية تحاول ممارسة الاغتيال السياسي للمقاومة اللبنانية".
وحذر نصر الله من أنه إذا توصلت الاستشارات النيابية التي تبدأ الاثنين إلى مرشح غير سعد الحريري "سنسمع كلاما آخر يختلف عما تردد مؤخرا عن احترام الشرعية اللبنانية"
ومضى قائلا "سنبدأ حينها في سماع لغة جديدة من إسرائيل وستردد من عواصم عربية ودولية" وصفها بـ " التحريض المذهبي"، وقال إنها ستتضمن عبارات مثل "المشروع الفارسي والمشروع الشيعي وحكومة يقودها حزب الله"
واعتبر أن مثل هذه الإدعاءات "تزوير وتضليل وتحريض، ونحن لسنا طلاب سلطة أو مواقع وأولوتينا هي المقاومة".
وطالب نصر الله العالم ان يحترم المؤسسات الدستورية والشرعية اللبنانية ويتم منح مرشح المعارضة إذا تم الاتفاق عليه الفرصة لتشكيل الحكومة.
وبدأ نصر الله كلمته بالقول إن التسريبات التي حدثت مؤخرا بشأن قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري كانت تهدف إلى النيل من حزب الله وسورية.
وأضاف نصر الله "بعد صدور القرار الاتهامي لن نخضع لخيارات سياسية مفروضة علينا"
وقال إن الحزب يعلم مضمون القرار ويعمل حاليا للرد عليه، وأضاف "عندما يعلن عن مضمون القرار الظني يبقى لنا كلام".
وكان ميشال عون زعيم كتلة التغيير والإصلاح قال في حديث لبي بي سي إن المعارضة "لا تضع فيتو على خيار المسلمين السنة في لبنان إنما على سعد الحريري" متهما رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية بالفساد .
وهدد عون بـ"استنساخ" النموذج التونسي في لبنان، لكنه أشار إلى ان المعارضة لا تعارض تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان.
من جهة أخرى اعتبر مجلس الإفتاء في لبنان الذي اجتمع بصورة استثنائية بدعوة من مفتى الجمهورية محمد رشيد قباني أن ما يجري هذه الأيام هو استهداف متعمد للطائفة السنية وهي طائفة مؤسسة للكيان اللبناني.
وحذر المجلس من "تجاهل الأكثرية السنية والأكثرية النيابية ومن تجاوز أسس الدستور".
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد