مواجهات ساخنة في درعا... وتمديد هدنة الزبداني
كبّد الجيش السوري أمس المسلحين عشرات القتلى والجرحى أثناء اشتباكات واسعة دارت في درعا، في وقت تم فيه تمديد الهدنة في الزبداني وكفريا والفوعة يوماً إضافياً لتغدو نهايتها يوم غد الأحد. ولا تزال مدينة درعا وريفها يشهدان مواجهات عنيفة بين الجيش السوري ومسلحي «جبهة النصرة» و«حركة المثنى الإسلامية». أمس، صدّ الجيش سلسلة من الهجمات التي نفذها المسلحون على الأطراف الجنوبية والغربية من مدينة درعا، والتي ترافقت مع قصف لأحيائها بالعديد من قذائف الهاون والصواريخ.
ورغم تكبّد المسلحين أول من أمس خسائر كبيرة أثناء هجومهم على أطراف درعا الجنوبية والغربية، واصل مسلحو «النصرة» و«حركة المثنى» هجومهم على المدينة. ويروي مصدر ميداني أن وحدات الجيش كانت «بكامل جاهزيتها للتصدي للهجمات المتوقعة من المسلحين، والتي بدأت عملياً في المنطقة الواقعة شرقي ساحة بصرى، من خلال محاولة مجموعة مسلحة التسلل باتجاه مدخل المخيم، حيث جرى التصدي لها والقضاء على معظم أفرادها». كذلك دمّر الجيش رتلاً من العربات التابعة للمسلحين في المنطقة الواقعة بين حي البحار ومبنى الجمرك القديم، كان قادماً من جهة الحدود الأردنية لنجدة قوات المسلحين في محيط المدينة. عقب ذلك ردّ المسلحون بقصف أحياء المدينة، ما أدى إلى إصابة 18 مدنياً. وأدّت مواجهات أمس إلى مقتل العديد من المسلحين، من بينهم محمد نضال الشمري المسؤول في «جيش اليرموك»، إضافة إلى سقوط عشرات الجرحى في صفوفهم. وكانت «تنسيقيات» معارضة قد أعلنت أمس مقتل ثمانية من مسلحيها في اشتباكات يوم الخميس، من بينهم زعيم كتيبة «شهداء حوران» حسن محمد منصور الصالح. وفي موازاة ذلك، استهدف الجيش نقاطاً للمسلحين على نطاق واسع في ريف المحافظة، شمل الغارية الغربية ونوى واليادودة والنعيمة وخراب الشحم وبصرى الحرير والشيخ مسكين، إضافة إلى عتمان وعلما وزيزون وابطع والغارية الشرقية وصيدا.
وفي الزبداني (الريف الشمالي الغربي للعاصمة)، اتفقت الأطراف المشاركة في الهدنة التي شملت المدينة، إضافة إلى بلدتي كفريا والفوعة في ريف إدلب، على تمديدها يوماً إضافياً. وكان من المفترض أن تنتهي الهدنة اليوم السبت، وأصبحت نهايتها بعد التمديد حتى يوم غد. وفي موازاة ذلك، قام مسلحو وادي بردى بقطع المياه عن العاصمة أمس مطالبين بوقف العملية العسكرية التي يخوضها الجيش وحزب الله على الزبداني. وفي بيان صدر عن «مجلس مجاهدي وادي بردى»، أعلن المسلحون أنهم سيواصلون قطع المياه حتى «انسحاب آخر عنصر من الجيش وحزب الله من المدينة». إلى ذلك، شهدت المزارع المحيطة بمدينة دوما في الغوطة الشرقية مواجهات بين الجيش ومسلحي «جيش الإسلام» تخللتها رمايات مدفعية على مزارع عالية الملاصقة للمدينة.
من جهة أخرى، سقطت قذيفة هاون بالقرب من ساحة المحافظة في دمشق، مصدرها الغوطة الشرقية. بالتوازي، كثّف الجيش قصفه المدفعي والجوي على مدينة داريا في الغوطة الغربية، ما أدى إلى تقدم طفيف للوحدات الراجلة للجيش، إضافة إلى مقتل وجرح عدد من المسلحين. كذلك دارت اشتباكات مماثلة على طريق زاكية ــ خان الشيح وقرية حسنو في الريف الجنوبي الغربي للعاصمة.
وفي القنيطرة (جنوباً)، استهدف الجيش آليات للمسلحين بواسطة صواريخ موجهة في التلول الحمر ومنطقة أبو شبطة في الريف الشمالي الشرقي للمحافظة، ما أدى إلى تدمير تلك الآليات ومقتل وجرح عدد من المسلحين.
ليث الخطيب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد