ملتقـى «أوغارو» للنحت على الرمل في اللاذقية
رغم حداثة النحت بالرمل في المشهد الفني السوري، إلا أنه يشهد إقبالاً كبيراً من الجمهور والفنانين على حد سواء، فالملتقى الثالث للنحت بالرمل «أوغارو»، الذي أقامته الجمعية الوطنية لإنماء السياحة برعاية وزارتي السياحة والثقافة ومحافظ اللاذقية وبالتعاون مع مجلس مدينة اللاذقية واتحاد الفنانين التشكيليين ومديريتي الفنون الجميلة وثقافة الطفل بدمشق، حمل علامات إبداعية مدهشة أكد من خلالها المشاركون أنه عبر الرمل يمكن تقديم الكثير من الجماليات غير المتوقعة.
على شاطئ نادي اليخوت في اللاذقية، شكل الملتقى تظاهرة فنية ثقافية لم تقتصر على النحت بالرمل بل تضمنت معرضاً للفن التشكيلي وأنشطة تفاعلية عديدة للأطفال.
عن الملتقى قالت سحر حميشة- رئيسة الجمعية الوطنية لإنماء السياحة: إن تسمية الملتقى بـ«أوغارو» من أوغاريت وهي من اللغة الأوغاريتية التي تعني الحقل، فنحن نزرع في المجتمع والأطفال كما نزرع الحقل، وعندما نزرع سنحصد بالتأكيد، ووضعنا عنوان هذه الدورة من الملتقى باسم الكاتب الكبير حنا مينا ابن اللاذقية للتذكير بأعماله ورواياته التي تحكي عن البحر والصيادين.
شارك في الملتقى عشرة فنانين معروفين بتجربتهم النحتية الرائدة، وهم أصحاب أدوات وأساليب مختلفة يمكنها أن تعزز التفاعل والتواصل بين الأفراد والفنون..
الفنان علي معلا -مدير الملتقى يقول: التواصل مع البشر غايتنا وهدفنا،أصبحنا نرى الابتسامة وجهاً لوجه مع الناس وليس فقط «السمايل» أي «الوجه الضاحك» على الموبايل.. شارك معلا بعملين الأول يمثل كتابات أوغاريتية، والثاني بعنوان «عرس الوطن» وهو احتفال بالنصر.
الفنان أكسم السلوم رأى تجربة جميلة تعلم منها الكثير، رغم أنه في البداية كان متردداً ، لأنه يرى أن أهم صفة للنحت هي الديمومة كما في النحت على الخشب والحجر،بينما الرمل يحتاج التحايل على الكتلة فأي خطأ يجعل كل ما عملته ينهار في لحظة، وهنا يكمن التحدي.
أما الفنانة ميسون حبل فتشارك أيضاً للمرة الأولى وقدمت أسطورة إله البحر والحوريات، وترى أن الرمل هو السهل الممتنع ويحتاج الكثير من الحذر، فهو أصعب من النحت على الخشب والحجر، ويمكن أن ينهار العمل بلحظة لكنك لا تحزن ولا تمل فهناك متعة كبيرة ويمكنك أن تعمل أكثر من عمل قابل للتجديد.
الفنان عفيف آغا أكد أن حبيبات الرمل غير متماسكة، لذلك فإن التحدي الحقيقي أن نقدم منها عملاً فنياً، فأي مادة هي تحد للإنسان والإنسان يجب أن ينتصر على المادة ويشكل ما يريد منها. الفنان محمد بعجانو أراد أن يوصل رسالة عن مدى أهمية القراءة في حياتنا بجعل الأبقار تفتح الكتاب وتقرأ في الوقت الذي هجر الكثيرون القراءة، ودائماً الثور موجود في أعمال بعجانو وهو أحد عناصره التشكيلية المهمة و يرمز للارتباط بالأرض .
أما عن الأنشطة التفاعلية للأطفال التي أعطت الملتقى المزيد من الحيوية والنشاط، قالت ضحى محرز -مسؤولة الأنشطة: فقد تضمنت النحت على الصلصال والرمل ورسماً وألعاباً حركية بالبالون والطابة والماء وشد الحبل وتمارين يوغية.. وغيرها، وهدف تلك النشاطات تعريف الأطفال ببعضهم ما يشكل ألفة وعلاقات اجتماعية حميمية، وتؤكد على التعاون والمحبة وأهمية مساعدة الآخرين، هذه المشاركات تنمي الخيال لدى الأطفال وتحثهم على الإبداع وتخلق آفاقاً للتفكير، ولضمان المزيد من النجاح لهذه الأنشطة تم التشبيك مع عدة جهات أخرى مثل الكشافة ومركز اليوغا السوري.
تشرين
إضافة تعليق جديد