مقتل 32 عراقياً وجرح 6 من جنود الاحتلال الأمريكي
ذكرت القوات الأمريكية العاملة في العراق، أن المواجهات التي تدور منذ الثلاثاء في مدينة الصدر شرقي بغداد بين وحدات تابعة لها وعناصر مشيعية مسلحة على صلة بجيش المهدي أسفرت حتى الساعة عن مقتل 32 مسلحاً، في الوقت الذي أشارت فيه بعض التقارير إلى تسجيل ضحايا في صفوف المدنيين.
وبالتزامن مع هذه التطورات، قالت مصادر أمريكية أن مسلحين تنكروا بزي الشرطة قتلوا ناشطاً حقوقياً في ديالى داخل منزله، في حين قد صد تقرير أمريكي جديد قد يزيد من حرج الحكومة العراقية حيال تمويل عمليات الإعمار، مع إشارته إلى أن مداخيلها تضاعفت إلى 70 مليار دولار بسبب أسعار النفط.
قال الجيش الأمريكي إنه قتل 32 مسلحاً ممن وصفهم بـ"القوات المعادية" في مدنية الصدر التي تعتبر معقلاً لجيش المهدي المقرب من الزعيم الشيعي، مقتدى الصدر، وذلك في مواجهات بدأت منذ صباح الثلاثاء، في حين قالت السلطات العراقية إنها سجلت مقتل 16 شخصاً في مناطق سكنية.
ولفت الجيش الأمريكي إلى أن المواجهات اندلعت بعدما كمنت مجموعة مسلحة لدورية أمريكية في مدينة الصدر، تحت ستار العاصفة الرملية التي تضرب بغداد حالياً، والتي أدت إلى تعطيل حركة المطار.
وقامت المجموعة بإطلاق النار على الدورية الأمريكية، الأمر الذي تسبب بجرح جندي أمريكي، ولدى محاولة وحدته نقله من أرض المعركة، تعرضت عربة مصفحة تابعة لها لانفجار عبوات ناسفة كانت مزروعة على جانبي الطريق، ليرتفع عدد جرحى الدورية إلى ثلاثة.
وتبادلت الدورية الأمريكية النار مع المسلحين الذين استخدموا الصورايخ والقنابل في المواجهات، متسببين بجرح ثلاثة جنود آخرين، وقامت الدورية بعد ذلك باستخدام نظام الصورايخ المتعددة الموجهة ضد المسلحين.
وذكرت مصادر في وزارة الداخلية العراقية أن بعض الصواريخ أصاب مناطق سكنية في مدنية الصدر، ورد الناطق باسم الجيش الأمريكي بإبداء أسفه حيال ذلك، رافضاً التعليق على تقارير أشارت إلى أن القوات الأمريكية غير قادرة على استخدام سلاحها الجوي في الفترة الحالية بسبب الظروف المناخية.
وبالتزامن مع هذه التطورات، قال مصدر أمني أمريكي أن خمسة مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي هاجموا منزل أحد الناشطين في مجال حقوق الإنسان في ديالى، حيث قتلوا كل سكانه، كما قتلوا جندياً عراقياً يقطن الحي نفسه.
وأدانت الرائد بيغي كاغيليري، الناطقة باسم القوات المتعددة الجنسيات - شمال - الهجوم بشدة، قائلة إن "مهاجمة المدنيين في منازلهم يشكل أمراً إجرامياً ووحشياً."
عادت الضغوطات على الحكومة العراقية لرفع مساهمتها المالية في مشاريع إعادة إعمار البلاد، إذ أشار تقرير حديث أعدته لجنة الرقابة العسكرية المعنية بمتابعة مشاريع إعادة إعمار العراق الثلاثاء إلى أن عوائد الحكومة العراقية من النفط ستسجل 70 مليار دولار، أي ضعف ما كان متوقعاً، بسبب ارتفاع الأسعار عالمياً.
وجاءت هذه البيانات التي ستعيد الجدل في الكونغرس حول المخصصات الضخمة التي تدفعها واشنطن لهذه المشاريع في التقرير الفصلي الجديد الذي أعده المفتش الخاص لمشاريع إعادة إعمار العراق، ستيورت باون.
واعتبر التقرير أن الحكومة العراقية تدفع حالياً نصف تكاليف إعادة الإعمار، لكن زيادة مساهمتها سيكون مرهوناً بقدرتها على مكافحة الفساد الذي وصفه بـ"تمرد مسلح آخر."
كما شدد على أن بعض المشاريع تصطدم بعراقيل لم تكن موجودة في الحسبان، ومنها نقص الطاقة الذي يحول دون تشغيل بعض مشاريع الري والمياه، إلى جانب التأخير في التنفيذ أو نقص الصيانة الذي أدى إلى إلغاء 112 مشروعاً.
يذكر أن العديد من أعضاء الكونغرس الأمريكي كانوا قد أبدوا امتعاضهم من ارتفاع تكاليف إعادة إعمار العراق دون مساهمة الحكومة العراقية فيها بقوة، وذلك رغم ارتفاع أسعار النفط الذي ضاعف عوائدها وشكل بالمقابل ضغطاً اقتصادياً على المستهلك الأمريكي.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد