مصطفى الخاني من «الحارة» إلى Jurassic Park
رغم أن «الزير سالم» كان بمثابة الفرصة الحقيقية لانطلاقته، إلا أنّ مصطفى الخاني (1979) لعب دور «جحدر» في ذلك المسلسل فور تخرّجه من «المعهد العالي للفنون المسرحية». بعدها، غاب طويلاً ولم يكن يطل إلا في أدوار محدودة... إلى أن شرّع «باب الحارة» ذراعيه للممثل السوري. هكذا، انطلقت شهرته التي تعدّت حدود سوريا والوطن العربي لتصل إلى العالمية. وقد يكون بعض النقاد والصحافيين محقّين حين قالوا إنّ الفضل يعود إلى «النمس» (شخصيّته في «باب الحارة») الذي انتشل الجزء الرابع من المسلسل الشامي من الرتابة. لكن النجاح لم يقف عند حدود الشام ببوّاباتها السبع بل وصل إلى بلاد العم سام.
هكذا، حظي الممثل الشاب بتكريمات عدة في الوطن العربي والعالم، لعلّ أبرزها تكريم أقيم له أخيراً في مدينة ديترويت في ولاية ميتشغن الأميركية. بحضور حاكم الولاية ومندوبين عن محطة «فوكس نيوز» وشبكة «سي إن إن» وأكثر من 1500 متفرج، عُرض شريط يلخِّص أعمال «النمس» ومسيرته. وهنا، صار الحظ حليف النمس الأكبر مع حضور مجموعة من المخرجين والمنتجين الهوليووديين في الحفلة. هكذا، اختاره أحد المخرجين للمشاركة معه في فيلمه المقبل. وعلى الرغم أنّه ليس معروفاً عالمياً، إلا أنّ «النمس» وافق على العمل معه.
لم تكن تلك الفرصة الحقيقية التي انتظرت الممثل السوري عقب تكريمه في أميركا. إذ سرعان ما فُتحت له أبوابٌ لم يكن يتوقعها، أو يحلم بها مثله غيره من الممثلين السوريين. وفي وقت زار «النمس» بلاد العام سام، كانت التحضيرات تجري على قدم وساق لتحويل فيلم ستيفن سبيلبرغ الشهير Jurassic Park ــــ وهو من أهم أفلام الخيال العلمي ــــ إلى مسلسل تلفزيوني ضخم يُعرض على مجموعة كبيرة من المحطات العالمية. هكذا حضر صنّاع العمل تكريم الخاني في ديترويت وشاهدوا مقتطفات من مجمل أعماله، وأعجبتهم إمكاناته وقدراته التمثيلية، وخصوصاً أنه يجيد الإنكليزية بطلاقة. هذه العوامل شجّعت صناع العمل على اختيار الخاني كي يجسّد إحدى الشخصيات في المسلسل الذي سيتعاقب على إنجازه مجموعة مخرجين يكون نصيب كل واحد منهم ثلاث حلقات. هكذا، سيكون الممثل السوري حاضراً في الحلقات الثلاث الأولى التي سيخرجها واحد من ممثلي النسخة الأصليّة للفيلم.
«لم أعرف أنّ هناك مُنتجاً سورياً يعيش في هوليوود وقد سبق أن تعاون مع سيلفستر ستالون وغيره من النجوم الكبار» يقول الخاني في حديثه مع «الأخبار» ويضيف: «المنتج هو يوسف مرعي أو جو مرعي حسب جنسيته الأميركيّة. وقد التقيت به ليس من باب المصادفة بل لأنّه المنتج الذي سيشرف على إنجاز مسلسل «حديقة الديناصورات» الذي سأشارك فيه».
هكذا سيلتقي أبناء البلد في عمل واحد بتوقيع هوليوودي. وبعدما أبرم الخاني اتفاقاً على Jurassic Park، تراجع عن العرض السابق الذي تلقّاه، كما أجّل الاتفاق على شريط سينمائي مصري مفضّلاً التريّث لإنجاز «حديقة الديناصورات». علماً بأنّ تصوير المسلسل سيبدأ مطلع آذار (مارس) المقبل في كوستاريكا ثم في استوديوهات هوليوود. ولا يعرف الخاني بعد إن كان دوره سينتهي عند الحلقات الثلاث الأولى كما عرض عليه، أم أنّه سيُكمل المشوار وتطول الرحلة أمام كاميرات هوليوود.
إذاً، نجم الجزء الرابع من «باب الحارة» صار على موعد مع العالمية التي لم يكن يترك لنفسه فرصة التفكير بها: «كنت أحلم بالعمل في مصر، لكنّني كنت أشعر بأنّ مجرد التفكير بالعمل في هوليوود أمر مستحيل» يفصح النجم السوري مستطرداً «أكتشف بأنّ الأمر أبسط مما تخيّلنا طويلاً. إنّه لا يزيد عن مجرد التواصل مع سينمائيين في هوليوود».
ورغم أنّ العمل سيضع «النمس» على أعتاب العالمية، وربما يكون بوابته إلى الشهرة على مستوى العالم، إلا أنّه ما زال يعتبر أنّ همّه الأساسي وهاجسه في عمله هو المتعة التي يعيشها خلال تأديته الدور مهما كان وأينما كان هذا الدور.
لكن ماذا عن «باب الحارة» في جزئه الجديد؟ هنا لا ينكر الخاني فضل المسلسل الشامي عليه، بل يعترف بأنّه كان بوّابته الحقيقية إلى العالمية على اعتبار «أنّه كلما أغرقنا في محليّتنا، كلما استطعنا الوصول إلى العالم كلّه». بالتالي، ومنذ اللحظات الأولى للاتفاق، أعلمَ الخاني صنّاع المسلسل الهوليوودي بموعد تصوير مشاهده من «باب الحارة» في جزئه الجديد. ويجزم بأنّه لن يتخلى أبداً عن أي فرصة جيدة للعمل في سوريا مهما كان حجم المغريات ومهما كانت الأدوار العالمية التي قد يحصل عليها إذا كُتب لتجربته الجديدة النجاح.
بين الملا وأنزور
رغم ارتباط مصطفى الخاني بمشروع عالمي، إلا أن الممثل الشاب يستعد لتصوير مشاهده من الجزء الجديد من مسلسل «باب الحارة». كما يستعدّ للتعاون مع المخرج السوري بسام الملا في مسلسل جديد بعنوان «القنوات». في هذا الوقت، بدأ تصوير مشاهده مع المخرج نجدة أنزور في مسلسل «ما ملكت أيمانكم». هنا، يجسّد الخاني شخصية تاجر تربى في بيئة محافظة، لكنّه يذهب نحو التطرف. هكذا، يتورط في الإرهاب ويكوّن خليةً صغيرة تحاول تنفيذ عمليات إرهابية. وقد توقع الخاني أن يلقى المسلسل رواجاً كبيراً، مستبعداً أن يتلقى تهديدات من منظّمة إرهابية على خلفية هذا العمل.
وسام كنعان
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد