مصر:مقتل 3 في اشتباكات بين قوات الأمن و«الإخوان»

واصلت جماعة «الإخوان المسلمين»، أمس، توتير الأجواء في الشارع المصري تحت شعار «إسقاط دستور الدم»، حيث قُتل ثلاثة أشخاص في اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وقوات الأمن، في ما بدا محاولة من قبل الجماعة لعرقلة التصويت في الاستفتاء على الدستور الجديد، والمقرر أن يجرى يومي 14 و15 كانون الثاني الحالي، في وقت كثفت الحكومة المصرية استعداداتها لوضع وتنفيذ خطط التأمين عبر الدفع بـ360 ألف عنصر من القوات المسلحة ووزارة الداخلية على مستوى المحافظات المصرية كافة.
وبرغم استمرار الصدامات بين قوات الأمن ومؤيدي «الإخوان»، إلا أن الوضع في الشارع بدا هادئاً مقارنة بيوم الجمعة الماضي، الذي انتهى بمقتل 18 شخصاً في اشتباكات مماثلة.
واقتصرت التظاهرات في القاهرة يوم أمس على منطقة المطرية ومدينة نصر في شمال القاهرة، حيث وقعت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن بعد إشعال النيران في إحدى سيارات الشرطة القريبة من أحد المراكز الأمنية.
وتركزت الأحداث الساخنة في محافظة السويس حيث قتل اثنان من المتظاهرين في اشتباكات بين أنصار المعزول محمد مرسي والأهالي وقوات الأمن. وقال شهود عيان ان قوات الأمن استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين وان المطاردات استمرت في الشوارع الضيقة بمنقطة ميدان الاربعين.
وصرح مدير مباحث الاسكندرية اللواء ناصر العبد بأن «أحد الأهالي من الباعة الجوالين في منطقة الرمل (في شرق الاسكندرية) لقي مصرعه بطلق ناري وأصيب آخرون بعد قيام أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المشاركين في مسيرة هناك بإطلاق الأعيرة النارية على الأهالي الذين حاولوا التصدي لهم بعد ترديدهم هتافات تهاجم الجيش». وأضاف العبد أن الأمن «تمكن عقب ذلك من ضبط المتهم بإطلاق النار على الأهالي وبحوزته السلاح الناري المستخدم وتبين أنه أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين».
وذكرت وزارة الداخلية، في بيان رسمي، أن قوات الشرطة تمكنت من التعامل مع عدد من التظاهرات والمسيرات التي نظمتها جماعة «الإخوان المسلمين» بعد صلاة الجمعة، حيث ألقت القبض على 169 متهماً من أنصار الجماعة في القاهرة والمحافظات.
وذكرت مصادر في «تحالف دعم الشرعية» المؤيد لمرسي أنه ستكون هناك مسيرات وتظاهرات ضخمة في شوارع القاهرة في الليلة التى تسبق يومي الاسفتاء على أن تستمر في التظاهر حتى موعد غلق لجان التصويت.
وفي محاولة لطمأنة المصريين ودفعهم للمشاركة في الاستفتاء، نشر المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، عبر صفحته على موقع «فايسبوك»، معلومات عن خطة تأمين الاستفتاء وصور الضباط والجنود وهم يستعدون في معسكرات التدريب للانتشار على اللجان الانتخابية في كل المحافظات المصرية.
وأشار المتحدث العسكري إلى أنه «تنفيذاً لتوجيهات الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، اتخذت القيادة العامة للقوات المسلحة كل الترتيبات والإجراءات المرتبطة بمعاونة وزارة الداخلية في تنظيم أعمال التأمين للاستفتاء على مشروع الدستور... وقد جرى التأكد من تفهم جميع القوات المشاركة (في هذه العملية) للمهام المكلفة بها لحماية المواطنين والتصدى لكل التهديدات والمواقف الطارئة... وتوفير المناخ الآمن لـ52.742.139 مواطناً للإدلاء بأصواتهم داخل 30317 لجنة عامة وفرعية ومقر انتخابي يعاون في تأمينها أكثر من 160 ألف ضابط ومجند من الجيوش الميدانية والمناطق العسكرية على مستوى الجمهورية بالتنسيق مع وزارة الداخلية واللجنة العليا للانتخابات وباقي الأجهزة المعنية».
كذلك، أعلنت وزارة الداخلية عن خطتها لتأمين الاستفتاء، بمشاركة ما يقرب من 200 ألف ضابط ومجند و500 مجموعة قتالية و2200 تشكيل أمن مركزي على مستوى المحافظات.
وقالت مصادر حكومية ان الرئيس عدلي منصور سيصدر تعديلات على قانون مباشرة الحقوق السياسية لتغليظ العقوبات في جرائم الانتخابات التي تتعلق بالتصويت مرتين أو محاولة التزوير أو الشغب وتعطيل عملية التصويت وانه قد يعقبها ببيان متلفز لطمأنة الجميع ودفعهم للمشاركة.
وواصل المصريون فى الخارج التصويت في الاستفتاء على الدستور حيث شهدت اللجان الانتخابية زيادة ملحوظة في نسب المشاركة قياساً إلى اليومين الأولين، وهو ما أكده السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية، الذي أوضح أنه حتى السادسة من مساء يوم أمس شارك على مستوى العالم ما يقرب من 60 الف مواطن في الاستفتاء، الذي يستمر التصويت فيه حتى مساء يوم الأحد.

مصطفى صلاح

المصدر: السفير