مصر : منظمو الاحتجاجات يشكلون "مجلسا للأمناء للدفاع عن الثورة"
قرر قادة الاحتجاجات في مصر التي أدت إلى تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة تشكيل مجلس أمناء مهمته " الدفاع عن الثورة والتفاوض مع المجلس العسكري الحاكم".
وصرح خالد عبد القادر عودة أحد النشطاء بميدان التحرير بأن " الهدف من مجلس الأمناء هو إجراء حوار مع المجلس العسكري الأعلى ودفع الثورة إلى الأمام خلال المرحلة الانتقالية".
وأضاف عودة " ستكون للمجلس سلطة الدعوة إلى خروج التظاهرات أو إلغاءها طبقا لما يقتضيه الوضع".
وقال عودة إن "المجلس سيدعو إلى تظاهرات كبرى للاحتفال بنجاح الثورة يوم الجمعة المقبل".
ويضم المجلس عشرين عضوا بمن فيهم قادة الاحتجاجات وشخصيات مرموقة وزعماء من كافة الأطياف السياسية حسبما ذكر عودة.
- ويأتي القرار في أعقاب طلب الجيش المصري من الحكومة الحالية "تسيير الاعمال"، واعداً بانتقال سلمي "نحو سلطة مدنية منتخبة".
وأعلن الناطق باسم المجلس العسكري الحاكم في بيان تلفزيوني ان "الحكومة الحالية ستبقى في مكانها مؤقتاً لتسيير الاعمال حتى يتم تشكيل حكومة جديدة".
ولفت بيان الجيش الى انه "يتطلع الى الانتقال السلمي للسلطة الذي يسمح بتولي سلطة مدنية منتخبة لبناء الدولة الديمقراطية الحديثة".
ويعد هذا الاعلان جزءا من "البيان رقم 4،" الصادر بعد يوم من تنحي الرئيس المصري حسني مبارك وتسليمه السلطة الى الجيش المصري.
ويرسل الجيش بذلك رسالة تطمين للمصريين وللخارج بانه لا يعتزم الاستمرار في الامساك بالحكم وانما ينوي نقله الى سلطة مدنية.
ويؤكد كذلك التزامه بالديمقراطية التي كانت مطلبا رئيسيا للثورة التي اسقطت مبارك بعد 18 يوما من الاحتجاجات.
وأضاف أن "مصر ستبقى ملتزمة بكل المعاهدات الإقليمية والدولية"، في اشارة الى ان اتفاق السلام مع اسرائيل ما زال سارياً.
- من جانبها رحبت إسرائيل ببيان المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والتزامه بالمعاهدات الدولية.
وقال وزير المالية يوفال شتاينيتز في تصريح للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي "هذا إعلان جيد ، السلام ليس في مصلحة إسرائيل وحدها ولكن في مصلحة مصر أيضا وإنني سعيد جدا بهذا الإعلان".
وبدأ الجيش منذ الصباح الباكر بتحريك دباباته وفتح الطرقات المؤدية الى ميدان التحرير، الذي كان مركز الاحتجاجات الشعبية المطالبة باسقاط النظام، بينما عمل مدنيون على مساعدة عناصره في ازالة العوائق، وتنظيف المكان.
وفككت كذلك الحواجز المحيطة بالمتحف الوطني.
وقال اسامة توفيق سعد الله وهو مهندس في الاربعين من عمره: "انه يوم عيد، لقد ولدنا من جديد". واضاف لوكالة فرانس برس "الان ولى الظلم، نريد ان يطلق سراح كل السجناء السياسيين".
وابدى محمد رضا (26 عاما) امله في أن تشكل "حكومة مدنية" بسرعة. وأضاف: "ننتظر بيانا جديدا من الجيش، لا نريد حكما عسكريا، نتطلع الى حكومة تضم اشخاصا من ذوي الخبرة".
وقرر الجيش تخفيف حظر التجول ليبدأ من منتصف الليل وحتى السادسة صباحا (10:00 الى 0400 بتوقيت جرينيتش).
وكان حظر التجول فرض مساء في 28 يناير/ كانون الثاني في كل من القاهرة والاسكندرية والسويس حتى اشعار اخر عقب الصدامات العنيفة بين المتظاهرين المطالبين بسقوط النظام وبين قوات الامن في "جمعة الغضب".
- الى ذلك، نقلت مصادر إعلامية عن سلطات مطار القاهرة، انه تلقى اليوم السبت تعليمات رسمية بمنع سفر القيادات والمسؤولين السابقين إلى خارج البلاد إلا بموافقات من السلطات المختصة.
وقالت مصادر في المطار: "اتُخِذت الإجراءات اللازمة لتنفيذ هذه التعليمات التي تهدف لمنع محاولات هروب بعض الشخصيات التي تحملت المسؤولية خلال الفترة الماضية، خوفا من المساءلة عن مخالفات خلال عملها، وشملت الوزراء السابقين وكبار المسؤولين ورؤساء الشركات".
واحتفل المصريون باليوم الاول لرحيل مبارك بالهتافات والاغاني والرقص في الشوارع.
فعلى الجسر المؤدي الى ميدان التحرير وسط القاهرة تجمع حشد من الشباب رافعين الاعلام المصرية واستوقفوا السيارات لتحية ركابها وتهنئتهم.
وكان أحد هؤلاء الشباب يصيح "يا صباح الحرية"، فيما كان بعض المعتصمين في الميدان ممن امضوا ليلتهم فيه يستعدون للنهوض واستقبال اليوم الاول بعد رحيل مبارك.
وامضى الكثيرون ليلتهم في ميدان التحرير وسط القاهرة في اجواء احتفالية تواصلت حتى الصباح.
وبحت حناجر الكثيرين منهم جراء صراخهم وهتافاتهم لا سيما عقب الاعلان مساء الجمعة عن تنحي مبارك وتكليفه الجيش ادارة شؤون البلاد.
وتحلقت مجموعات من الشباب حول النار، بينما هتف آخرون لمواصلة النضال في سبيل مصر ديمقراطية.
وصباح السبت اذاع التلفزيون المصري بيانا هنأ فيه الشعب والجيش على نجاح "الثورة العظيمة".
وأعلن ان اتحاد الاذاعة والتلفزيون يهنىء "الشعب المصري بثورته العظيمة التي قادها خيرة شباب مصر، ويقدم كل التحايا لقواتنا المسلحة لدورها العظيم في حماية الثورة وحفظ الوطن والمواطنين".
وتعهد بأن يكون "امينا في رسالته".
وتحدثت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية المصرية عن "ارتياح يسود البلاد" اثر تنحي مبارك، ونقلت وجود احتفالات في مختلف نواحي البلاد.
في المقابل، قالت خيرية شعلان عضو مجلس الإدارة المنتخب بوكالة أنباء الشرق الأوسط إن جموع الصحفيين والإداريين والعمال بالوكالة الوطنية للأنباء نظموا اليوم اعتصاماً بمقر الوكالة وسط القاهرة، وقرروا إتخاذ قرار بعزل عبد الله حسن رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير الوكالة متهمينه بتهميش دورهم ومنع مقالاتهم واخبارهم التي كانت تدعم ثورة الشباب.
وأكدت خيرية شعلان عضو مجلس إدارة الوكالة، إنهم يجهزون حاليا لعقد جمعية عمومية للوكالة لإدخال قرارهم بعزل رئيس مجلس إدارة الوكالة إلى حيز التنفيذ الفعلي وإكسابه الصيغة القانونية.
على جانب آخر أعلنت جماعة الاخوان المسلمون أنها لا تسعى للسلطة وأشادت بجهود المجلس العسكري الحاكم لانتقال السلطة إلى حكومة مدنية.
وقالت الجماعة " نحن لا نسعى لمكاسب شخصية ولهذا لن ننافس على منصب الرئاسة أو الحصول على أغلبية داخل البرلمان بل سنقوم بخدمة الجماهير".
وأضافت " نحن نساند ونقدر جهود المجلس العسكري الأعلى في سعيه لانتقال سلمي للسلطة وتشكيل حكومة مدنية توافقا مع رغبة الجماهير".
المصدر: BBC
إقرأ أيضاً:
إضافة تعليق جديد