مصر: شباب الثورة في الشارع لليوم الثالث: مواجهات في التحرير والعباسية
شارك مئات الآلاف من المصريين، يوم أمس، في تظاهرات حاشدة عمت المدن المصرية، وخصوصاً القاهرة، حيث وقعت اشتباكات بين المتظاهرين ومؤيدين للمجلس العسكري في حي العباسية، وأخرى بين المتظاهرين ومناصري جماعة «الإخوان المسلمين» في ميدان التحرير.
في هذا الوقت، اقترح المعارض البارز محمد البرادعي خريطة طريق لإصلاح المسار السياسي في مصر، وتتضمن انتخاب رئيس مؤقت للجمهورية من قبل البرلمان، وصياغة دستور جديد للبلاد، تجرى على أساسه الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ولليوم الثالث على التوالي، استمر تدفق المصريين إلى ميادين التظاهر في مصر لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون البلاد، بالتنحي وتسليم السلطة لمجلس رئاسي مدني، وذلك في إطار ما أطلقت عليه القوى الثورية اسم «جمعة العزة والكرامة»، التي تتزامن مع الذكرى الأولى لـ«جمعة الغضب».
وقبل بدء تظاهرة شارك فيها آلاف الناشطين من مسجد الاستقامة في ضاحية الجيزة، قرأ المتظاهرون الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء الثورة، مرددين قسماً يقول «أقسم بالله العظيم أن أحافظ على مطالب
25 يناير وأن أضحي من أجلها». كما رددوا الهتاف البارز للاحتجاجات «يسقط يسقط حكم العسكر»، إلى جانب هتافات أخرى من بينها «يا طنطاوي يا مشير... غصباً عنك فيه تغيير»، و«يا مصري انزل من دارك... سامي عنان هو مبارك».
ولوّح سكان من شرفات المنازل بعلامة النصر للمشاركين في المسيرة، كما رددت مجموعات من السكان هتاف «قول متخافشي... المجلس لازم يمشي».
وفي تظاهرة انطلقت من مسجد مصطفى محمود في ضاحية الجيزة، رفع الناشطون دمية لعسكري تلطخت يده بالدماء، فيما حمل آخرون صوراً للشهداء، من بينها صورة لشهيد مذبحة ماسبيرو مينا دانيال، وأطلقوا هتاف «اقتل خالد اقتل مينا... كل رصاصة بتقوينا».
وفي حي العباسية، اعتدت مجموعات من المؤيدين للمجلس العسكري على المسيرة التي نظمها مئات من المتظاهرين القادمين من منطقة مصر الجديدة، مستخدمين الحجارة والسيوف وقنابل المولوتوف. وأسفرت الاشتباكات عن إصابة العشرات من المتظاهرين بإصابات مختلفة.
وفي ميدان التحرير، احتشد نحو 400 ألف متظاهر خلال صلاة الجمعة مرددين هتافات تطالب بتنحي المجلس العسكري. وقال خطيب الجمعة في ميدان التحرير الشيخ مظهر شاهين «لم آت إلى هنا راقصاً أو مغنياً إنما أتيت للمطالبة بالقصاص من قتلة شهدائنا... من الغباء أن نحتفل ودماء شهدائنا لم تجف، ولن نحتفل وهناك مصابون ما زالوا يعانون، ولن نحتفل وهناك معتقلون في السجون».
وطالب شاهين مجلس الشعب بإنشاء محاكمات ثورية تختص بمحاكمة النظام السابق، حتى يستطيع الشعب المصري استعادة حقوقه المنهوبة. وأضاف إن البرلمان المصري هو الثمرة الوحيدة لثورة 25 يناير حتى الآن، ولذلك فإنه مطالب بتحمّل مسؤولياته تجاه الثورة.
وأضاف «أذكركم بما قلته يوم 4 شباط الماضي، بعد معركة الجمل بيومين، حيث طالبت برحيل النظام وتعديل الدستور وحل البرلمان وحل جهاز أمن الدولة والإفراج الفوري عن المعتقلين، وأنا أنادي وأتساءل اليوم عن المطلب الأول: هل رحل نظام مبارك فعلاً أم أنه ما زال هناك بعض من ينتمون إليه يتحكمون في مقدرات هذا الشعب العظيم».
وانتقد شاهين من يرددون أن الشرعية ليست من ميدان التحرير، قائلا إن ميدان التحرير يمثل الأب لكافة الميادين الثائرة في مصر وهو أطاح بالنظام السابق.
وتصاعدت حدة التوتر بين المتظاهرين المتواجدين في ميدان التحرير وشباب جماعة «الإخوان المسلمين»، حيث اشتبك الطرفان بالأيدي والأحزمة، وتبادلا الرشق بزجاجات المياه، أمام منصة الجماعة، وذلك بعد قيام بعض المتظاهرين بحرق علم «الإخوان».
وتحدثت منصة «الإخوان» عن «وجود مأجورين هدفهم إيقاع الفتنة بين الجماعة والثوار»، مؤكدة استعداد شباب الجماعة للبقاء في ميدان التحرير إلى حين استكمال مطالب الثورة، ورد عليهم المتظاهرون «كذابين.. كذابين».
وفي تطور لافت، تغيرت هتافات مناصري «الإخوان» مساءً، حيث بدأوا يرددون «احنا الشعب الخط الأحمر... يسقط يسقط حكم العسكر»، و«النهارده مش يوم عيد... جاي أجيب حق الشهيد»، فيما نزعت لافتة «العيد الأول للثورة» عن منصتهم.
في هذا الوقت، اقترح محمد البرادعي خريطة طريق لتصحيح المسار السياسي في مصر. وكتب البرادعي على «تويتر» إن «التسلسل المنطقي يكون كالآتي: أولاً، رئيس مؤقت منتخب من مجلس الشعب. ثانياً، تشكيل لجنة الدستور فوراً. ثالثاً، دستور يحدد شكل النظام ويضمن مدنية الدولة والحقوق والحريات. رابعاً، انتخاب رئيس معروفة صلاحياته طبقاً للدستور. خامساً، انتخاب برلمان على أساس الدستور الجديد».
واعتبر البرادعي أنه «بعد عام من التخبط حان الوقت للتوافق على تصحيح المسار». وانتقد الدعوات إلى الانتظار حتى انتهاء انتخابات الشورى لتشكيل لجنة وضع الدستور قائلاً: «سننتظر إلى ما بعد الشورى لتشكيل لجنة الدستور بدلاً من تشكيلها فوراً لإتاحة الوقت للانتهاء من الدستور قبل الانتخابات الرئاسية... أي منطق هذا؟».
وأضاف «سنهدر الكثير من الوقت والمال لانتخاب مجلس شورى لا صلاحيات له، وفى أغلب الأحوال سيلغى قريباً في الدستور الجديد».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد