مصر: دماء في شوارع «جمعة الحسم»
عاد أمس عدّاد القتلى فى مصر الى العمل من جديد بعدما نظم الآلاف من مناصري جماعة «الاخوان المسلمين» وبعض الحركات الشبابية تظاهرات ومسيرات في القاهرة والجيزة وعدد من المحافظات، تحت شعار «جمعة الحسم».
واعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة عن سقوط 3 قتلى في اشتباكات وقعت في منطقة الجيزة و3 في محافظة الشرقية مسقط رأس الرئيس المعزول محمد مرسي و4 آخرين في اشتباكات متفرقة في محافظات اخرى.
وفيما انتشرت قوات الجيش والشرطة في الشوارع الرئيسية في العاصمة المصرية، واغلاق الميادين الرئيسية ـ كميدان التحرير وميدان رمسيس ـ بصفوف عناصر قوات الامن المركزي والمدرعات والآليات، لجأ المحتجون الى تنظيم مسيراتهم في الشوارع الجانبية والميادين غير الرئيسية للابتعاد عن قوات الامن والاشتباك معها.
وقريبا من ميدان رابعة العدوية، الذي شهد فض اعتصام «الاخوان» فى الرابع عشر من آب الحالي، شهدت مدينة نصر النصيب الاكبر من المشاركة في التظاهرات «الإخوانية»، إذ طاف ما يقرب من 15 الف محتج شوارع المنطقة مرددين هتافات «اسلامية اسلامية رغم انف العلمانية.. والانقلاب هو الارهاب».
واطلق المحتجون على تحركاتهم، التي ظلت محدودة من ناحية العدد برغم محاولات الحشد طوال الأسبوع الماضي، تسمية «جمعة الحسم»، في اشارة الى انهاء ما يصفونه بـ«الانقلاب العسكري»، وهو ما اكد عليه القيادي «الإخواني» محمد البلتاجي في كلمة مسجلة بثت قبل القبض عليه عصر أمس الأول، بدا فيها واثقاً من أن محمد مرسي سيعود الى قصر الاتحاديه يوم الاحد!
وشهدت شوارع العاصمة المصرية مسيرات متفرقة للمحتجين، الذين رفعوا صور محمد مرسي وبطاقات ضخمة باللون الاصفر وعليها اشارة «رابعة».
ونقلت صفحة «حزب الحرية والعدالة» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» تصريحاً صحافياً للدكتور سيف عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، والمستشار السابق للرئيس المعزول، وفيه أن «تظاهرات مؤيدي الشرعية اجتاحت مصر»، وأن «ثورة الغضب شملت جميع المحافظات».
لكن الواقع كان مغايراً تماماً، فالحشود «المليونية» التي تحدّث عنها مؤيدو الرئيس المعزول كانت في الواقع تجمعات «مئوية» في بعض شوارع القاهرة وعدد من المدن المصرية.
وتجمع ما يقرب من 5 آلاف شاب من حركة «أحرار» الاسلامية في ميدان سفنكس القريب من منطقة المهندسين في الجيزة، وذلك تحت شعار «لا لحكم الاخوان والعسكر والفلول» ونجحوا في كسر الحواجز الامنية والتظاهر حتى موعد بدء الحظر في السابعة ليلا، حيث انطلقت مدرعات الشرطة والجيش في الشوارع وأطلقت عبر مكبرات الصوت رسائل تحذيرية قبل بدء اجراءات الفض.
وتستعد جماعة الاخوان المسلمين لتنفيذ خطة لـ«العصيان المدني» منذ صباح اليوم، وذلك وفقا لبيان «التحالف الشعبي لدعم الشرعية» الذي اكد ان «العصيان المدني» وسيلة مؤثرة في وجه «الانقلابيين»، وذلك بهدف «إجبارهم على إنهاء الانقلاب»، و«تحقيق جميع مطالب الثورة».
مصطفى صلاح
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد