مشهد من همجية إسرائيلية: اعتداء على عامل فلسطيني
لم يخطر في بال عبد الله كتيفات، ابن منطقة عقبة جبر في مدينة أريحا، أن رحلته من أجل «لملمة» الرزق لأطفاله ستواجه باعتداء وحشي من جندي إسرائيلي حاقد أراد أن يجعل منه «عبرة لمن يعتبر»، فكسر له جميع أسنانه بعد ضربه مباشرة على وجهه بالسلاح.
كان كتيفات تعرض لهذا الاعتداء مع عمال آخرين قبل ثلاث سنوات، حيث اكتفت اسرائيل بسجن المعتدي لمدة شهرين فقط لم يكملهما. ويوم أمس فقط بثت القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي فيديو الاعتداء، لتعرض القليل جداً من الانتهاكات الخطيرة، التي يواجهها العمال الفلسطينيون، الذين لم يجدوا مناصاً سوى العمل داخل أراضي الـ48.
وفي حديث إلى «السفير» قال كتيفات «كنت في طريقي إلى عملي حين هاجمنا الجندي واعتدى علي. لو كان الأمر معاكساً لكنت قضيت عمري كله في السجن». وأضاف «انا لا اريد أن اعمل في اسرائيل، لكن لم يكن امامي أي خيار سوى الذهاب إلى هناك للحصول على الخبز لأولادي، والنتيجة كانت تكسير جميع اسناني وإهانتي».
استمر علاج عبد الله كتيفات أكثر من عامين، ولا يزال الألم النفسي يلاحقه حتى اليوم، فالضرب الذي تعرض له كان ممزوجاً بالشتيمة والحقد والكراهية. «انصرفوا من ارضنا، عودوا من حيث اتيتم»، هذا ما ردده الجندي الإسرائيلي أثناء الاعتداء. وهي بحسب عبدالله، «عبارات ما زالت تكرس المفارقات التي فرضها الظلم والاحتلال على شعبنا».
كتيفات هو واحد من بين حوالي 300 الف فلسطيني يعملون داخل الأراضي المحتلة من دون تصاريح من الاحتلال، وفقاً لتقديرات غير رسمية. ويخاطر هؤلاء بحياتهم يومياً حين يمرون من خلف الحواجز الاسرائيلية، أو يجتازون مناطق في جدار الفصل العنصري، ويضطرون للمبيت في أراضي الـ48 عدة أيام.
ويقول المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية ايهاب بسيسو إن «ما تعرض له عبدالله كتيفات ليس سوى القليل مما لم تستطع الكاميرات التقاطه»، مشدداً على «ضرورة تدخل المجتمع الدولي وجمعيات حقوق الإنسان الدولية والعربية والفلسطينية لاتخاذ موقف حاسم تجاه اعتداءات قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني».
وبحسب تقارير للبنك الدولي، فقد تراجع النمو الاقتصادي الفلسطيني بسبب العراقيل الاقتصادية التي يفرضها الاحتلال على الحركة والمعابر الفلسطينية. وتعد العمالة الفلسطينية في أراضي الـ48 احد اهم مقومات الاقتصاد الفلسطيني، في ظل ارتفاع الدخل المقبل منها وتدني فرص العمل في أراضي الـ67.
وتمنع اسرائيل دخول العمال إلا بتصاريح تمنحها لعدد قليل من الفلسطينيين. وتقدر القوى العاملة في الارض الفلسطينية بنحو مليون عامل، وفقاً لجهاز الاحصاء الفلسطيني، ويعمل ثلثهم تقريباً في أراضي الـ48.
لمشاهدة فيديو الاعتداء على عبد الله كتيفات:
http://www.youtube.com/watch?v=1GvLkScJPeE&feature=youtu.be
أمجد سمحان
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد