مستودع مهجور يتحول إلى مكتبة في دمشق
بجهود تطوعية جديدة للفنان التشكيلي موفق مخول، تم إنشاء مكتبة ضخمة في العاصمة السورية دمشق تضم ما يقارب خمسين ألف كتاب من الكتب القيمة، جمعت من مدارس المناطق المدمرة أو التي تحولت بسبب الحرب إلى مراكز إيواء، وعدد من المدارس الأخرى.
انطلقت فكرة المكتبة منذ أربع سنوات حين وجد مخول أثناء جولاته على المدارس في سوريا عدداً كبيراً من الكتب ذات القيمة العلمية والمعرفية مهملة في المستودعات، حسب ما أوضحه . «أقوم بتجميع الكتب منذ حوالي أربع سنوات، كل مدرسة تحوي مئة كتاب على أقل تقدير لا يتم الاستفادة منها، قمنا بتجميعها وإعادة ترميم التالف منها، كما جمعنا كتب المدارس في المناطق المدمرة جراء الحرب مثل منطقة «جوبر» و «القابون» و «التضامن» و «مخيم فلسطين»، حين كانت آمنة، تفاجأنا بكمّ ونوعية الكتب الموجودة، بعضها ثقافي وآخر اجتماعي والكثير من الكتب العلمية والتاريخية التي يعود بعضها إلى عام 1800 بالإضافة إلى عدد من الكتب السياسية التي كانت ممنوعة في حقبة معينة. أردنا من خلال المكتبة تقديم الحرية الثقافية والفكرية للقارئ، وفتحنا المجال أيضاً للتبرع بالكتب».
أنشئت المكتبة في مستودع مهجور داخل مدرسة «عبد القادر أرناؤوط»، قام فريق العمل بتأهيله بالاعتماد على مبدأ تدوير الأشياء التالفة وبإمكانيات بسيطة: «الأثاث الموجود في المكتبة عبارة عن خزائن وطاولات وكراسيّ تالفة، قمنا بإصلاحها لتخدم مشروعنا بطريقة جمالية فنية، قسّمنا المكتبة إلى أقسام ثقافية اجتماعية علمية سياسة وتاريخية، وجهزنا قاعة خاصة للكتب النادرة، وقاعة للانترنت، ومكتبة الكترونية سيتم تطويرها». أتاحت المكتبة للطلاب إمكانية الدراسة داخلها، خصوصًا مع الظروف التي فرضتها الحرب والانقطاع المستمر للكهرباء ووجود أكثر من أسرة في منزل واحد، ما يصعّب إيجاد جو مناسب للدراسة.
من جانبها، ترى المسؤولة عن الإخراج الفني للمكتبة رجاء وبي ان أهمية إنجاز مشروع المكتبة يكمن في خلقه من العدم: «وجدت المكتبة من لا شيء، أعدنا إحياء المكان والكتب والأثاث بطريقة بسيطة تحمل الكثير من الفن والإبداع، إضافة إلى غناها المعرفي بالعلوم السياسية والأدبية والعلمية. استغرق إنجاز المشروع أربعة أشهر وتعتبر ثاني أهم مكتبة في دمشق، بإمكانيات بسيطة جداً».
تضيف وبي: «أطلقنا على المشروع اسم (المكتبة التربوية الوطنية) لأن مشروعنا إنساني تربوي بالدرجة الأولى ثم ثقافي، أردنا أن نؤكد أنه يمكن الإبداع من لا شيء، الغاية ليست معرفية فقط أو علمية، الدخول إلى المكتبة للحصول على الكتاب سلوك إنساني، معرفة أهمية الكتاب وكيفية الحفاظ عليه أيضاً سلوك تربوي، بالإضافة لنشر ثقافة الكتاب وإعادته الى الحياة».
حسانة سقباني
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد