مسامير صليب المسيح حقيقة أم خيال؟
لم يقدم الصحفي الاسرائيلي سيمخا جاكوفيتش، في المؤتمر الصحفي الذي عقده حول الموضوع، اي دليل رصين على انه المسمارين اللذين عرضهما كانا على صليب يسوع المسيح، كما ان عددا قليلا من العلماء يميليون نحو هذا الرأي.
لكن ماذا اذا ثبتت نظرية جاكوفيتش، عندئذ سيتحول هذان المسماران الى احد اهم الآثار المسيحية.
وكان جاكوفيتش، وهو منتج افلام وثائقية اسرائيلي حائز على جوائز عالمية، قد بدأ تحقيقا صحافيا حول اصل هذين المسمارين.
ويرى جاكوفيتش ان الدلائل التي توفرت لديه لا تجزم بان المسمارين هما لصليب يسوع المسيح، لكن هناك احتمالات قوية تدعم صحة هذا القول.
وقال جاكوفيتش، خلال المؤتمر الصحفي: "أظن انه لدينا ما يكفي من الادلة لتقديمها إلى العالم، اذ توجد مجموعة من الأدلة التي تدعم تقديمنا للقصة، وللعلماء ان يعودوا إلى بحثهم مرة اخرى".
وكان المسماران قد ظهرا في أحد مختبرات جامعة تل ابيب بعد بحث طويل، لكن التساؤل هنا هو: أين عثرت سلطة الاثار الاسرائيلية عليهما اصلا؟
الجواب هو في صندوق عظام الموتى في قبر رئيس الكهنة قيافا الذي يقول الانجيل إنه سلم يسوع للصلب واتهمه بالتجديف وطالب الرومان بصلبه سريعا.
وسيعرض الفيلم الوثائقي الذي أعده سيمخا على عدد من قنوات التلفزيون العالمية لمناسبة عيد الفصح.
وقد اعتمد سيمخا على انجيل قديم يعود للقرن السادس الميلادي كتب بالعبرية، كما قال، ولكن لم تعترف به الكنيسة، والذي يشير إلى ان قيافا آمن بيسوع المسيح، وان المسمارين وضعا في قبره للتبرك.
متحف الكفن في كنيسة النوتردام تعرض أمثلة للادوات التي استخدمت في الصلب.
اما الكفن نفسه فهو معتمد من الكنيسة الكاثولكية وموجود في ايطاليا، والباباوات يزورونه للتبرك باستمرار.
الا ان علماء الآثار قالوا بعد فحصه انه لا يعود لفترة الصلب بل الى قرون بعدها.
وتخالف الرواية الكنسية حول مكان وجود المسمارين ما جاء به سيمخا.
اذ قال الدكتور بيتر مدروس مدرس الكتاب المقدس وتاريخ فلسطين، لـ بي بي سي: "لا يوجد اي دليل علمي، وانما الدليل من التاريخ هو ان المسامير الحقيقية نقلت إلى القسطنطينة منذ القرن الرابع الميلادي حسب المؤرخين، وبعد ذلك ادخلت المسامير إلى بدلة الامبراطور وصهوة حصانه".
وتعتبر النظريات حول الفترة التي تسمى بالعهد المسيحي الاول، عند المسيحيين، او فترة الهيكل الثاني، لدى اليهود، من اكثر النظريات إثارة للجدل بين أوساط المؤرخين، والأكاديميين، والكتاب المهتمين.
أحمد البديري
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد