مخاوف متصاعدة من «القاعدة» في ليبيا وسوريا

21-09-2012

مخاوف متصاعدة من «القاعدة» في ليبيا وسوريا

أعاد الهجوم الأخير الذي استهدف القنصلية الأميركية في بنغازي تسليط الضوء على المخاوف من تصاعد دور تنظيم «القاعدة» في ظل التغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، وخصوصاً في ليبيا وسوريا، حيث تشهد الأولى غياب أي دور أساسي للسلطة المركزية خارج نطاق العاصمة طرابلس، في ظل الانتشار الواسع للميليشيات المسلحة، فيما تبرز في الثانية وقائع ميدانية تفيد بأنّ من بين مقاتلي المعارضة المسلحة مجموعات سلفية وإسلامية متشددة، منها ما هو مرتبط، وإن بشكل «غير علني»، بالتنظيم المتشدد. أحد مقاتلي «القاعدة» في ليبيا (عن «الانترنت»)
ونقلت مجلة «ويكلي ستاندرد» عن تقرير لوزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون»، ومكتبة مجلس الشيوخ «الكونغرس» نشر في آب الماضي، تحذيراً مسبقاً من تصاعد النشاط «الإرهابي» في ليبيا، فضلاً عن دور خاص لأحد معتقلي غوانتانامو السابقين، ويدعى سفيان بن قمو.
ويبحث التقرير تفاصيل ما يخطط له «القاعدة» في ليبيا، ومن بينها «تضخيم شبكة إرهابية سرية»، بالرغم من أنه لا يزال «يحدد وجوده تحت مظلة الحراك السلفي»، لأنه لا يريد لفت الأنظار الدولية إليه في الوقت الحالي.
ومن المعروف أن واحدة من المجموعات المتصلة بـ«القاعدة» في ليبيا هي «أنصار الشريعة»، التي يقودها قمو، وهو على اتصال مباشر بشبكة «القاعدة». وقد خطط لإرسال العديد من المجاهدين إلى ساحات معارك أخرى من بينها العراق. ويُعتقد أنه المسؤول عن عدد من التفجيرات التي استهدفت مسؤولين حكوميين سابقين، فيما يقول شهود إنه استهدف «بعض الأشخاص لمجرد أنهم لا يتفقون مع القاعدة».
وبحكم اتفاق بين واشنطن وطرابلس في عهد العقيد الراحل معمر القذافي في العام 2007، تم نقل قمو من غوانتانامو إلى العاصمة الليبية. ولكن السلطات الليبية أفرجت عنه في العام 2010 ضمن العفو العام الذي أصدره القذافي بحق الجهاديين. وأوضح التقرير أن القيادي المتشدد تدرب في الأساس على قيادة المدرعات العسكرية في الجيش الليبي، ولكنه تجاوز القانون أكثر من مرة، وقد أبلغت الحكومة الليبية واشنطن بأنه تحول إلى مدمن مخدرات، وتم اتهامه بجرائم أخرى من بينها الإساءة والقتل. ولذلك حكم عليه بالسجن عشر سنوات، ولكنه استطاع الفرار إلى السودان، حيث أصبح سائقاً في إحدى مؤسسات زعيم تنظيم «القاعدة» الراحل أسامة بن لادن. من ثم غادر مع «القاعدة» إلى أفغانستان وباكستان، حيث استطاع إقامة شبكة اتصالات واسعة مع كبار قياديي التنظيم.
أما في سوريا، ومنذ بدء ظهور المعارضة المسلحة، تنامى الحديث في التقارير الإعلامية والبحثية، عن تواجد عناصر من تنظيم «القاعدة» بين المقاتلين، ومن جنسيات مختلفة. ويدور الحديث تحديداً حول مجموعة «جبهة النصرة» في محافظة إدلب، فضلاً عن «لواء الأمة» الذي يوصف بالمتطرف، ويقود الأخير متمرد ايرلندي من أصل ليبي، بحسب ما نقل معهد «بروكينز» عن الباحث في «مؤسسة أميركا الجديدة»، أناند غولاب.
وقد تبنت «جبهة النصرة» عدة تفجيرات استهدفت مراكز لقوات الأمن السورية، من بينها تفجيران انتحاريان في حلب في شباط الماضي استهدفا مبنى قوات الأمن العسكري، ومقر قوات حفظ النظام.
لكن مراسلة مجلة «تايم» الأميركية في سوريا رانيا أبو زيد، تشير إلى أن «جبهة النصرة» ليست المجموعة الجهادية الوحيدة البارزة، سواء من حيث العدد أو التأثير، مضيفة أن «الجبهة» مؤلفة من سوريين وعرب شاركوا في الحرب ضد الأميركيين في العراق تحت قيادة أبو محمد الجولاني. ولكن يحرص هؤلاء على عدم مخالطة المجتمعات المحلية، بعكس جماعة «أحرار الشام السلفية» والممولة من الكويت، التي لجأت إلى منع بيع الكحول في المناطق التي تتواجد فيها. 

وبحسب العديد من التقارير فإن عناصر من حركة «أنصار الشريعة» المرتبطة بتنظيم «القاعدة» في اليمن، غادروها إلى سوريا.
ويلفت الباحث في «مؤسسة أميركا الجديدة» برايان فيشمان، إلى أن «الجهاديين في اليمن يؤمنون بصراعهم، لكن الفرق أنه لم ينتشر أو يتسع كما حصل في العراق وسوريا»، خصوصاً أن التركيز الدولي اليوم يتجه نحو سوريا، «فإن الجهاديين يلحقون الطابة المضيئة مثل أطفال الست سنوات حين يلعبون كرة القدم». أما الأمر المقلق بنظره فهو أن «الجهاديين الذين يأتون إلى سوريا من العراق وليبيا والجزائر واليمن يحضرون معهم تكتيكات جديدة، وأملا في إحداث دولة جهادية ما بعد الأسد».


(«السفير»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...