محاولات أميركية ـ إسرائيلية لبلورة «الخطوط الحمراء» أمام إيران قبل ضربها
كشف موقع «دايلي بيست» الالكتروني بالاشتراك مع مجلة «نيوزويك» الاميركية النقاب عن أن إسرائيل والولايات المتحدة تتداولان في «الخطوط الحمراء» التي يعتبر تخطيهما من جانب المشروع النووي الإيراني مبررا لهجوم وقائي عسكري. وأشار الموقع إلى أن هذه المداولات بدأت إثر تقديم السفير الإسرائيلي في العاصمة الأميركية مايكل أورن احتجاجا رسميا إسرائيليا على خطاب وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في «منتدى صبان» قبل بضعة أسابيع. وكما هو معلوم حذر بانيتا في ذلك الخطاب من العواقب الخطيرة التي قد تنجم عن الهجوم عسكريا على إيران. وقال حينها إن هجوما إسرائيليا على إيران قد يدفع إلى نشوب حرب في الشرق الأوسط «نندم عليها».
وبحسب تقرير الموقع الإخباري الأميركي فإن أقوال بانيتا في «منتدى صبان» أغضبت جدا الحكومة الإسرائيلية التي أمرت السفير أورن بتقديم الاحتجاج. وفي حينه أوحى كثيرون في إسرائيل بوجود شكوك حول التزام أميركا بمنع تسلح إيران النووي. وأعلن وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل الجنرال موشيه يعلون أن «الغرب يرى في الهجوم على إيران ملاذا أخيرا، لن يلجأ إليه طالما أن زعماؤه يقولون في كل الاتجاهات أنه غير ممكن التحقق». وخلال وقت قصير أرسلت الإدارة الأميركية لإسرائيل رسائل طمأنة تفيد بأن لديها «خطوط حمراء» في كل ما يتعلق بمهاجمة إيران وأنه لا حاجة لإسرائيل لأن تعمل على انفراد في هذا الاتجاه.
وأشار الموقع الإخباري إلى أن الاحتجاج الإسرائيلي دفع أيضا بانيتا نفسه إلى إطلاق تصريحات مناقضة في المقابلة التي أجرتها معه شبكة «سي بي اس» التلفزيونية حيث قال إن الولايات المتحدة ستعمل بكل السبل لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. وقد أعقبه أيضا رئيس الأركان المشتركة للقوات الأميركية الجنرال مارتين دمبسي في مقابلة مع شبكة «سي ان ان» قال فيها إن الولايات المتحدة تنضج وسائلها استعدادا لتوجيه ضربة محتملة لإيران.
ونقل الموقع الإخباري عن باتريك كلاوسون من معهد واشنطن لشؤون الشرق الأدنى قوله للتقرير نفسه إنه «إذا تبين أن إيران تتقدم (نحو سلاح نووي) فإن مستشاري الرئيس على قناعة مطلقة بأنه سيأمر باستخدام القوة العسكرية لإيقافهم». ومع ذلك شدد كلاوسون على أن «أحدا لا يعلم كيف سيتصرف الرئيس فعليا عندما تحين تلك اللحظة».
ويقول المدير التنفيذي «للمركز التربوي لسياسة عدم الانتشار» هنري سوكولسكي «لا أحد يقترح حظرا نفطيا ويمضي قدما به إلا إذا كان جديا ازاء اتخاذ الخطوة التالية، والخطوة التالية بالنسبة للإدارة الأميركي هي بوضوح العملية العسكرية بطريقة ما، والأشخاص الذين تركوا هذه الإدارة مثل دنيس روس قد أوضحوا أنها تماما الخطوة التي تجول في ذهن الإدارة».
وجاء في التقرير أيضا أنه في إطار الحوار الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة الذي جرى في مطلع كانون الأول الحالي في واشنطن، عرض الجانب الإسرائيلي تقريرا جديدا يتضمن معلومات تفيد بمحاولات إيران بناء مفاعلات سرية لانتاج وقود نووي وأن هذه المحاولات توجد في مرحلة أكثر تقدما مما تظن الولايات المتحدة. وأشار التقرير إلى أن قسما من المعلومات الاستخبارية الإسرائيلية استندت إلى عينات تربة جمعت من منطقة قريبة من المواقع المشبوهة.
ويخلص التقرير إلى أن أساس الخلاف بين إسرائيل والولايات المتحدة حول إيران يتمحور حول السؤال: إلى أي مدى نجحت إيران في تطوير مواقع سرية لتخصيب اليورانيوم؟ وإزاء هذا الخلاف يتعذر على الجانبين بلورة «خطوط حمراء» مشتركة.
وقال الموقع إن ثلاثة من كبار المسؤولين في الجيش الأميركي أكدوا أن محللين من وزارة الدفاع يعكفون على فحص وتقدير ومحاولة التكهن بوجهة الأحداث في إيران التي يمكن أن تدفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للسماح بتنفيذ عملية عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية. وشدد على أنه رغم الطلبات المتكررة من جانب الإدارة الأميركية من إسرائيل منذ العام 2009، فإن حكومة بنيامين نتنياهو رفضت الإعراب عن قبولها بتقديم إشعار مسبق للأميركيين قبل شن أي هجوم على إيران.
وقال ماثيو كرونينغ، الذي عمل حتى تموز 2011 مستشارا للشؤون الإيرانية في وزارة الدفاع الأميركية أن مثل هذه «الخطوط الحمراء» ينبغي أن تكون إذا طردت إيران مراقبي الوكالة الدولية للطاقة النووية، وشرعت في تخصيب اليورانيوم لمستوى 90 في المئة الكافية لتطوير سلاح نووي أو نصبت أجهزة طرد مركزي متقدمة في موقع التخصيب المركزي الإيراني في مدينة قم.
حلمي موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد