ليز تشيني تدعم بطات المعارضة السورية
الجمل: بدءاً من عام 2005م، وابنة «ديك تشينى» نائب الرئيس الأمريكي، «إليزابيث تشيني» -أو «ليز» كما يسمونها- تتبوأ مركزاً مرموقاً يسمح لها بتوجيه سياسات الشرق الأوسط، وكما في المقولة المأثورة (مثلها مثل أبيها)، تعتبر ليز لاعباً رئيسياً في صنع توجهات الإدارة الأمريكية المعادية لسورية وإيران، حيث تقوم بدور رئيسي وهام في سياسة الولايات المتحدة داخل الشرق الأوسط، بدءاً من الحرب على العراق مروراً بالضغوط على سورية وإيران، وانتهاءً بمحاولات نشر «ديمقراطية تحرير الأسواق» في المنطقة.
ووظيفة «اليزابيث (ليزا) تشيني» -التي تم تعيينها فيها في شباط 2005م- لها اسم يبرم ويفتل اللسان: (مساعد نائب وزير الخارجية الأمريكية الرئيس لشؤون الشرق الأدنى ومنسق مبادرة الشرق الأوسط الكبير ومبادرة شمال إفريقيا)، وهي بكل التفسيرات تعتبر وظيفة نافذة القوة والأهمية، على النحو الذي يجعل من «ليز تشيني» أكثر شخص غير مناسب لها.
خلال الخمسة عشر عاماً الماضية، قامت «ليز تشيني» بمقابلة ودعم «سرب من بطَّات» المعارضة السورية، وعلى الأرجح أنها قامت بذلك وهي تمتطي على صهوة الركاب نفسه مع كل من «جون هاناه»، و «ديفيد فورمسر»، المسئولان البارزان في مكتب والدها «ديك تشيني» نائب الرئيس بوش، وبقيت تمارس المزيد من الضغوط المتشددة من أجل تخصيص الأموال اللازمة لتسريع الحملة العلنية غير المسبوقة، التي تقوم بها الإدارة الأمريكية من أجل تقويض نظامي دمشق وطهران، كذلك تولي «ليز» عناية فائقة لاعتبارات التشكيك وفقدان المصداقية إزاء عملية الدفع باتجاه تطبيق نمط الإصلاح المستلهم من النموذج الأمريكي في المنطقة الممتدة من المغرب وحتى إيران، وهذا كله يتم استنادا على الدعم والتأييد (الصامت) الذي يقدمه لها والدها، فقد ظلت «ليز تشيني»، تتابع وتنظر بعين الـ (صقر) إلى السياسة المنهجية بوساطة وزارة الخارجية الأمريكية إزاء العراق، حيث ظلت تستهدف كل من يعارض توجهات محور المحافظين الجدد داخل الإدارة الأمريكية، كذلك من تأثيرات «ليز» غير المنظورة، بحسب قول أحد المسؤولين السابقين الذين عملوا معها: (أن نفوذها يؤثر على عملية اختيار مسؤولين وإقصاء آخرين، أو اختيار السفراء بالإضافة إلى تعيينها كل الموظفين والمسئولين الأمريكيين الذين يعملون في السفارات الأمريكية في الخارج، وأيضاً رأيها يؤخذ به، بحيث يتم إعطاءه وزناً كبيراً في كل الخلافات التي تحدث داخل وزارة الخارجية الأمريكية.
وحسب ما ذكرته صحيفة «الفاينانيشال تايمز اللندنية»، تقوم «ليز تشيني» بتنسيق عمل لجنة تم استحداثها مؤخراً، هي: مجموعة عمليات إيران –سورية، وتم استحداث هذا الكيان للقيام بعملية «التخطيط من أجل إستراتيجية ترفيه وتطوير الديمقراطية بشكل أكثر عدوانية إزاء دولتي الشرق الأوسط –سورية وإيران- المعلَّم عليهما باللون الأحمر في الإدارة الأمريكية. حيث أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية في شباط الماضي أن «ليز تشيني» سوف تشرف على برنامج الـ (خمسة ملايين دولار) في سورية، وتقديم منح وهبات تصل إلى مبلغ مليون دولار لكل جهة منشقة ومعارضة في سورية.
أما في السنة المالية الحالية، فسوف تقوم «ليز تشيني» بالإشراف على برنامج تقديم منح وهبات من أجل عملية تغيير النظام في إيران بحدود سبعة ملايين دولار، مع العلم بأن تمويل هذا البرنامج متوقع له أن يصل إلى حوالي خمسة وثمانين مليون دولار على الأقل خلال فترة وجيزة، وذلك على أساس اعتبارات أنه يتضمن تغطية نفقات كل من برنامج «البروباغاندا الإعلامية» ودعم جماعات المعارضة الإيرانية، وتقول «مارينا إس اوتاوي» -المشاركة الرفيعة المستوى، والمحررة المشاركة في مشروع الديمقراطية وحكم القانون، بمؤسسة كارينجي للسلام الدولي، والتي عملت مع «ليز تشيني» في مسائل وقضايا الإصلاح الديمقراطي): «إنها مفوضة ومخولة بترقية وتطوير الديمقراطية، ولكنها.. تملك معرفة قليلة جداً حول الموضوع، وكل ما في الأمر أنهم في الإدارة الأمريكية يقومون بالتقاط الشخص الذي لا يكون متخصصاً في شؤون الشرق الأوسط، حيث تكون المعرفة الدقيقة الحقيقية للمسائل والقضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط لا تتداخل ولا تتقاطع مع توجهاتهم السياسية في الإدارة الأمريكية إزاء الشرق الأوسط...»، أي باختصار لا يريدون سياسة شرق أوسطية تستند إلى العلم والمعرفة الدقيقة.
لقد تم رجم الوظيفة الرفيعة في وزارة الخارجية، بـ «ليز تشيني» بعد أن قامت بالعمل وفقاً لأداء غير متحيز قفزت فيه بطريقة الضفدع من الوظيفة العامة إلى وظيفة في القطاع الخاص، ثم عادت، أو بالأحرى أعادوها مرة أخرى إلى الوظيفة العامة. وعندما كانت في العشرينيات من عمرها، توقفت عن العمل في وزارة الخارجية الأمريكية وذلك عندما كان والدها آنذاك وزيراً للدفاع خلال أيام إدارة بوش الأب، وتوجهت، أو تم توجيهيها، رأساً إلى مدرسة القانون في جامعة شيكاغو حيث عملت في (جمعية أرميتاج)، وهي منشأة يشرف عليها ريتشارد أرميتاج، وباعتبارها «محامية»، أو «موكلة»، فقد عملت بعد ذلك في هيئة التمويل الدولية، التابعة للبنك الدولي، ثم عملت لفترة قصيرة كموظفة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في المجر وبولندا.
أما خبرتها ومعرفتها ودرايتها بشؤون ومسائل وقضايا الشرق الأوسط فهي محدودة وربما قليلة جداً..
فعند سؤال مسؤول سابق في معهد الشرق الأوسط في واشنطن عن خبرة ومعرفة «ليز تشيني» بشؤون الشرق الأوسط، رد قائلاً: (لقد كانت غير جادة وكثيرة العبث في صفوف تعلم اللغة العربية خلال فترة التحاقها بالمعهد، وقد حدث أن جاءت بعد ذلك لحضور مؤتمرنا السنوي، حيث رأينا كما كانت سابقاً (هي... هي..) وقد فوجئنا آنذاك بأنه قد تم تعيينها مساعداً لنائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى!!!..
الجمل
إضافة تعليق جديد