لماذا لا تكفينا بطاريات هواتفنا برغم أنها أكبر من بطاريات هواتفنا القديمة؟
إذا سألت أي مستخدم للهواتف الذكية ماذا تتمنى أن تُحسن في هاتفك فإن أي إجابة ستحصل عليها لن تخلو من البطارية فما من مستخدم إلا ويتمنى أن يمتلك بطارية أكبر لهاتفه مهما كانت المتواجدة كبيرة. هذا الشعور الدائم بالرغبة في زيادة سعة البطارية والفترة بين كل عملية شحن والأخرى لم يكن موجوداً منذ سنوات، بل أنه كلما عدنا للوراء كلما تفاخرنا ببطاريات هواتفنا مع أنها في الحقيقة كانت أقل سعة وأقل أداءً فما السبب إذاً لهذا الشعور؟
شبكات الاتصال
أول سبب في الاستهلاك الأكبر للبطارية مقارنة بالماضي هو شبكات الاتصال وأجيالها الجديدة. منذ 10 سنوات تقريباً كان السائد هو استخدام شبكات الجيل الثالث 3G. بعد سنوات قليلة طرحت أولى الهواتف الداعمة لشبكات الجيل الرابع 4G والتي جلبت معها استهلاك أعلى بنسبة 10%. هذا الاستهلاك بالتأكيد لم يكن بسبب المكالمات أو عند تواجد الهاتف في وضع الاستعداد ولكن بسبب السرعة المضاعفة التي قدمها الجيل الرابع في الاتصال الخلوي بالإنترنت.
شبكات الجيل الخامس والتي بدأت في التوافر خلال العامين الماضيين جلبت معها 20% استهلاك أعلى في البطارية والتي يتوقع أن تزداد مع دعم ترددات 6GHz و mm-Wave خلال السنوات المقبلة.
الحل الأمثل لتفادي استهلاك البطارية بسبب الاتصال الخلوي بالإنترنت هو الاعتماد على شبكات WIFI كلما كانت متاحة أما إذا استحال هذا الأمر فتجنب الاعتماد على شبكات الجيل الخامس ما لم تكن تحتاج لسرعات اتصال فائقة
الشاشة
عند قياس أداء بطارية الهاتف يقاس دائماً زمن استخدام الشاشة كأحد العوامل الأساسية لتقييم أدائها. هذا الزمن والذي من المفترض أن يزداد كلما ازدادت سعة البطارية, تحسن استهلاك المعالجات للطاقة وتم تدعيم أنظمة التشغيل بالذكاء الاصطناعي إلا أنه لا يزداد بنفس النسبة بسبب التغيرات الكثيرة التي حصلت عليها الشاشات خلال السنوات الماضي.
شاشات الهواتف لم تعد شاشات بدقة 720 بيكسل وإضاءة ضعيفة مثلما كانت في الماضي بل وصلت دقتها الآن إلى QHD+ وإضاءتها إلى 1500 nits ومعدل تحديثها إلى 144Hz. لا يمكننا أن نذكر هذه التغيرات دون أن نذكر حجم الشاشات الأكبر وخاصية Always On Display التي أصبحت تستهلك نسبة ملموسة من شحن البطارية بعد احتوائها على الصور, الأيقونات الملونة والرسومات المتحركة.
إذا اردت أن تحصل على عمر أطول للبطارية فاستخدم فقط ما تحتاجه من مميزات الشاشة وتجنب كل ما هو ترفيهي ما لم تكن في حاجة لاستخدامه.
المطورين الكسالى
أغلب التطبيقات التي نستخدمها اليوم يصل عمرها إلى 5 سنوات أو أكثر فالشركات المطورة لها لم تهتم بإعادة صياغتها مكتفية بتحديثها بالمميزات الجديدة وسد الثغرات الأمنية ليتكون لدينا تطبيقات شرهة في استهلاك الطاقة لأن مطوريها كسالى.
تطبيق مثل فيس بوك على سبيل المثال وليس الحصر يعد أكثر تطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي استهلاكاً للطاقة برغم أن المحتوى الذي يقدمه متنوع بين نصوص, صور ومقاطع للفيديو بينما تطبيق مثل إنستاجرام والمملوك لنفس الشركة أقل استهلاكاً للطاقة مع أنه يحتاج لاستهلاكاً أعلى للإنترنت ولموارد الهاتف لعرض مقاطع الفيديو والصور بصورة مستمرة لا تنقطع.
السبب وراء هذا هو أن فيس بوك لم تقم بعد بإعادة صياغة الكود البرمجي لتطبيقها ومكتفية بتقديم نسخة لايت منه مؤجلة هذه الخطوة حتى الآن.
استخدام المتصفح بدلاً من التطبيقات سيوفر استهلاكاً كبيراً للطاقة ولكنك قد تضحي ببعض المميزات في المقابل. وازن بين استخدامك للتطبيقات وللمتصفح حتى تحصل على أفضل تجربة من بطارية هاتفك.
هوس التصوير
لم يكن مستخدمي الهواتف الذكية مهوسون بالتصوير أبداً مثلما هم اليوم فأغلبية المستخدمين لا يتركون شيء إلا ويقومون بتصويره، بل يقضون أوقات طويلة في محاولة التقاط أفضل صورة ليشاركوا في المنافسة التي تفرضها مواقع التواصل الاجتماعي للاتجاه نحو الكمال والمثالية.
تعتبر الكاميرا من أكثر الأشياء استهلاكاً للطاقة من بطارية الهاتف فإذا أردت إبقاء بطارية هاتفك لأطول فترة ممكنة فاستخدام الكاميرا عندما تحتاج لها وليس لإثبات أنك الأفضل.
الاتصال اللاسلكي
كل شيء أصبح لاسلكياً اليوم فهاتفك الذي كان يتصل فقط بالإنترنت بصورة لاسلكية أصبح يتصل بسماعتك لاسلكياً وبساعتك الذكية لاسلكياً بل وبجهاز الكومبيوتر وشاشة تلفازك وحتى سيارتك. هاتفك أصبح متصل باستمرار بكل شيء إما من خلال البلوتوث أو الـ WIFI.
هذا الاتصال الذي قد ترى أنه لا يستهلك قدر كبير من الطاقة إذا وضعته بجانب باقي الأسباب السابقة ستجد أن هاتفك ذو بطارية من المفترض أن تكون أفضل يواجه استهلاكاً مضاعفاً لما كانت تستهلكه هواتفنا في الماضي ولا أقصد هنا منذ سنوات بعيدة بل منذ 5 أو 6 سنوات فقط.
في النهاية هذا الشعور نابع من استخدامنا المفرط لهواتفنا دون أن نضع البطارية في اهتمامنا فإذا تخلينا فقط عن كل ما هو ليس ضروري فإن الشحنة الواحدة للبطارية ستدوم لفترة مضاعفة عما نظن أن هواتفنا القديمة كانت قادرة على تقديمه.
عرب هارد وير- محمد يحيى
إضافة تعليق جديد