لبنان: الصيغة الحكومية المرجحة: 15+10+5
عند العاشرة والنصف قبل ظهر اليوم تفتتح جلسة مجلس النواب اللبناني على يد رئيس السن عبد اللطيف الزين يحيط به النائبان الأصغر سنا وهما نديم الجميل ونايلة تويني، بحضور حشد دبلوماسي عربي وأجنبي ووفود تمثل القطاعات السياسية والاقتصادية والمجتمع المدني.
وبحسب التقديرات فإن بري سيفوز من الدورة الاولى وبأكثرية تلامس مئة وعشرة أصوات، على أن يلي ذلك انتخاب نائب رئيس المجلس (النائب فريد مكاري) وأميني السر والمفوضين الثلاثة. وبعد ذلك يلقي رئيس المجلس كلمة من وحي المناسبة، تشكل في مضمونها، رسالة تطمين لفريق الرابع عشر من آذار، بعدما أعلن الحريري سحب لغة الشروط والشروط المضادة في موضوعي انتخاب رئيس المجلس وتكليف رئيس الحكومة.
وفي السياق نفسه، عقد نواب «14 آذار» اجتماعا موسعا في قريطم برئاسة النائب سعد الحريري، انتهى الى إطلاق تكتل «لبنان أولا» ويضم واحدا وأربعين نائبا من 14 آذار، ولم يغب عنه سوى النائب نقولا فتوش احتجاجا على «خطف» ثلاثة من نواب كتلة «زحلة بالقلب» من قبل قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع.
لم يأت الاجتماع على الصورة التي أرادها الحريري، فقد سمع كلاما اعتراضيا على بري «باسم جمهور 14 آذار»، وعندما تكرر ذلك أكثر من مرة، رد الحريري منبها الحاضرين بأن لا يزايد عليّ أحد، فأنا أخذت 7 أيار بصدري، وأنا دفعت الثمن، وإذا كنا حريصين على العيش المشترك يجب أن نمد يدنا الى الرئيس نبيه بري».
وفور انتهاء الاجتماع انتقل الحريري الى عين التينة والتقى بري، ولم يتم الحديث بينهما لا في الشأن الحكومي ولا في شأن رئاسة المجلس. وقبل مغادرته، مقر الرئاسة الثانية، استأذن الحريري بري الإدلاء بتصريح أعلن فيه موقفا إيجابيا من انتخاب بري رئيسا للمجلس، فما كان من الأخير الا أن أثنى على موقفه، مشيرا الى انه سيزور رئيس الجمهورية بعد انتخابه، وسيتشاور معه في إمكان التعجيل في الاستشارات النيابية الى أقرب وقت، وليس ما يمنع إجراءها يوم غد الجمعة. على ان يقوم الرئيس المكلف بزيارات تقليدية على رؤساء الحكومات السابقين السبت، ومن ثم يجري استشاراته النيابية في المجلس النيابي... والإثنين يوم آخر.
وما يجدر ذكره هنا، ان بري كان قد استبق لقاءه النائب الحريري بإرسال إشارات إيجابية «تطمينية» حول الشأن الحكومي، أعرب فيها عن امله في ان تكون جلسة اليوم للمّ الشمل، معلنا تأييده ترشيح النائب الحريري لرئاسة الحكومة.
وأمل بري في حديث لوكالة «فرانس برس» ان يتم تشكيل حكومة وحدة وطنية، مشيرا الى انه سيعمل على إنجاز الحكومة في اسرع وقت، ولو ان الامر يعود لي ففي خلال اسبوعين. ودعا بري الى ان «تذوب 8 و14 آذار في حكومة وحدة وطنية». وأوضح ان «الذوبان يعني اننا لن نحكي بالثلثين او الثلث او النصف او اكثر او اقل في الحكومة، بل يعني تذويب هذا الانقسام والشرخ العمودي في البلد».
وعلم في السياق ذاته، ان النائب سعد الحريري لا يحبذ إجراء الاستشارات في وقت سريع جدا، كما يرغب بري، فهو يفضل لو تتأجل ثمانياً وأربعين ساعة، وهو ما ربطته مصادر سياسية باحتمال عقد لقاء بين النائب الحريري والأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، من دون استبعاد احتمال قيام الحريري بزيارة العماد ميشال عون، وذلك على قاعدة ضمان التأليف قبل التكليف.
واللافت للانتباه في هذا السياق أن موضوع «الثلث الضامن» قد تراجع تداوله في خطاب قوى المعارضة على اختلافها، فيما يجري التداول الجدي بصيغة الـ15/10/5 كتشكيلة توافقية لا تضم أكثرية لاغية ولا أقلية معطلة بل يشكل فيها رئيس الجمهورية «ضمانة» الطرفين، على أن تشمل حصته وزيرا شيعيا ووزيرا سنيا بالإضافة إلى ثلاثة وزراء مسيحيين (ماروني وأرثوذكسي وكاثوليكي).
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد