كيف يمكن معالجة مشكلة سرقة أغطية الريكارات في محافظة اللاذقية؟!

12-02-2008

كيف يمكن معالجة مشكلة سرقة أغطية الريكارات في محافظة اللاذقية؟!

   كعادتي في كل يوم –وفي فترة بعد الظهر- أمارس نشاطي الرياضي المعتاد (المشي السريع) على دروب حقول طبيعتنا الجميلة التي أكرم الله بها هذه المحافظة الغنّاء.. لكنني اخترت منذ أسبوع أن أمشي حول المدينة الرياضية، ويا ليتني لم أفعل فقد زلّت قدمي اليمنى، وأوشكت على السقوط في إحدى الفتحات أو الفوهات المطرية المركبة حول المدينة الرياضية، حيث لاحظت عدم وجود أي غطاء فوق كل تلك الفتحات..
   وقد أثار هذه الموضوع فضولي، واضطرني عند عودتي سالماً إلى المنزل أن أجري بعض الاتصالات مع الأصدقاء من ذوي الاختصاص بالموضوع، فأعلموني بأن مئات الأغطية المصنعة من الحديد مسروقة (وبالأرقام تم بين عامي 2005 و2006 سرقة 800 غطاء لفتحات التصريف الصحي و500 غطاء لفتحات تابعة لمؤسسة مياه الشرب و300 غطاء معدني وفونت: راجع صحيفة الوحدة في عددها الصادر تاريخ 7/6/2006م) في المحافظة من قبل ذوي النفوس الضعيفة الذين يقومون ببيعها كخردة بأبخس الأثمان، مما يضطر كل من مجلس المدينة أو شركة المياه أو مؤسسة الاتصالات أو شركة الصرف الصحي (أو سيضطرها لاحقاً حيث أنها تحملت تكاليف هذا العبء عن البلدية مؤخراً) لتصنيع أو شراء أغطية أخرى تركب مكان القديمة المسروقة لتتضاعف قيمة الأغطية..
حيث أنه بدلاً من تركيب غطاء واحد لكل فتحة يكلف بحدود 8000 ليرة سورية (بأسعار اليوم، مع أجور التركيب طبعاً) لا بد من تركيب غطائين أو ثلاثة لكل فتحة بعد سرقة الأول والثاني (لترتفع تكلفة الغطاء الواحد إلى حوالي 24000 ليرة سورية وربما أكثر) أو إبقاء الفوهات من دون أغطية ليسقط فيها المواطنون، ويتشوه المنظر العام، وتفوح الروائح والنسائم (العطرة!) هنا وهناك في المحافظة السياحية الساحلية الأجمل والأهم في سوريا..
  وهنا نود أن نؤكد على أنه من المفترض مبدئياً أن تحظى اللاذقية –من خلال هذا العنوان السياحي الكبير والحيوي- بالأولوية القصوى في أية مشاريع أو بنى تحتية يمكن أن تخدم طموحها وطموح أبنائها والمسؤولين فيها كمحافظة سياحية وتاريخية عريقة بامتياز، وتعطي صورة واقعية مشرقة عن نظافتها وجمالها وروعة طبيعتها الساحرة.. خصوصاً وأننا أصبحنا في عصر معولم تحولت فيه السياحة إلى صناعة حقيقية يمكن أن تكون رافداً مهماً وأساسياً في دعم الخزينة وزيادة الدخل الوطني والقومي.
    ولكن القصة طويلة على ما يظهر أمامنا.. أعني بها قصة سرقة الأغطية كجزء من تشوه المشهد الجمالي الحضاري العام في اللاذقية.. ويبدو أنها ستطول وستبقى من دون حل، كما هو حاصل حتى تاريخه..
   واستطراداً في الحديث عن المشكلة..  فقد أخبرنا بعض أصدقائنا الصحفيين أنه سبق أن أثير هذا الموضوع على صفحات بعض المجلات والصحف المحلية والعربية ومواقع الانترنت المتعددة، حيث كتبت مجلة المال مقالاً منذ فترة تحت عنوان: "في اللاذقية.. حتى أغطية الصرف الصحي يسرقونها! العدد 16".. كما نشرت صحيفة الوحدة أكثر من تحقيق ومقال أشار إلى المشكلة في وقتها منذ حوالي ثلاث سنوات (وقد تأكدت من ذلك بالرجوع إلى أرشيف كل من مجلة المال، وصحيفة الوحدة الموجودين على موقعهما الإلكترونين)، ولكن الخلاصة أنه لم يتم إيجاد حل جذري لتلك المشكلة المتفاقمة، كما وبقيت المعالجات محدودة ومحصورة في جانب المتابعة والملاحقة الأمنية للصوص والسارقين دون إيجاد بدائل تنظر إلى المشكلة من زاوية البحث عن بديل يلغي دافع وعلّة السرقة عند اللص من أساسه، حيث أن اللص يسرق ليبيع ويستفيد مادياً، ولذلك لا بد من إيجاد بديل (أو منتج) لغطاء الفوهات غير مصنّع من الحديد (وبالتالي غير قابل للسرقة ومن ثم للبيع) ولكنه يحقق الشروط والمواصفات المطلوبة كاملةً.
...  وانطلاقاً مما تقدم: نأمل من الجهات المعنية المختصة في المحافظة وضع هذا الموضوع نصب أعينها، وإيلاءه الاهتمام اللازم والكافي ليس فقط من خلال تشديد الرقابة على أماكن سرقة الأغطية وملاحقة اللصوص (وهذا أمر مهم وضروري تشكر عليه تلك الجهات الساهرة على أمن وراحة وسلامة الوطن والمواطن)، وإنما عبر البحث الموضوعي عن حلول جدية ووسائل حديثة للمشكلة القائمة التي أضحت حقيقةً مشكلة مقلقة وخطيرة معنوياً ومادياً، لا سيما وأننا سمعنا منذ العام الماضي أنه قد تم في كل من مدينتي دمشق وحلب وفي المدينتين الصناعيتين (عدرا وحسيا) اعتماد وتركيب أغطية حديثة قوية (تتحمل أكثر من 40 طن ومصنوعة من الألياف الزجاجية المقوَاة والمقاومة للعوامل الجوية) قد تشكل حلاً ناجعاً لمشكلة سرقة الأغطية التي -على ما يبدو- لن تنتهي في القريب العاجل.

اللاذقية- م. نبيل علي صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...