كيف حاول البريطانيون إغلاق قناة السويس بالسفن التجارية؟
واحد من أبرز مجريات تلك المرحلة التي جرت استعادتها، نشرته الباحثة والمحلّلة في معهد «نيولاينز» الأميركي (Newlines Institute for Strategy and Policy) كارولين روز، وهي تتحدث عن خطّة ابتدعها رئيس الوزراء البريطاني آنذاك، أنطوني إيدن، لإغلاق قناة السويس باستخدام السفن التجارية.
بدأ الإعداد للخطة، قبل العدوان الثلاثي في تشرين الأول 1956؛ إذ أراد إيدن فرض حصار غير عسكري على قناة السويس، عبر خنقها بموجة كبيرة من سفن الشحن التجارية، في محاولة لمعاقبة الرئيس عبد الناصر، لتأميمه القناة صيف العام نفسه.
وتقضي الخطّة بحشد عدد كبير من السفن التجارية، وتمركز السفن الحربية على طرفي القناة، بما يفضي إلى سدّ حركة الشحن فيها وإثبات عجز المصريين عن إدارة القناة بأنفسهم.
وكان يفترض أن تتم على مرحلتين، الأولى هي انسحاب مرشدي الملاحة الغربيين، من هيئة القناة المصرية، بضغط بريطاني وفرنسي، ومن ثم محاولة إغلاق القناة من الداخل، فيما تتجمع السفن الحربية على طرفيها بالتوازي.
وكان إيدن يأمل في أن يقود ذلك إلى شلّ الحركة التجارية، والضغط على المجتمع الدولي وإقناع الحلفاء بدعم الإجراءات العقابية ومحاولة الإطاحة بعبد الناصر.
وفي أيلول 1956، نظّم مرشدو الملاحة الغربيون انسحابهم من القناة وحشدوا سفنهم في محاولة لإغلاق القناة، لكن مرشدي الملاحة المصريين أخرجوا الخطة عن مسارها، وتسيير عملها كالمعتاد رغم ضغط السفن.
واضطرت مصر إلى تجنيد عدد من المرشدين الإضافيين (بمساعدة بعض المرشدين من الدول الصديقة لمصر آنذاك، وفق مراجع مصريّة) للحفاظ على حركة الملاحة الطبيعية، وتمكنوا من كسر الرقم القياسي لعدد السفن التي تمرّ عبر القناة، وهو ما اضطر إلى وقف الخطة البريطانية بعد أيام على بدئها، والمضيّ في الدفع نحو العمل العسكري مع إسرائيل وفرنسا.
الأخبار
إضافة تعليق جديد