كيف جاء حسن الترابي والاخوان بالبشير رئيسا للسودان
انتخابات حرة وديمقراطية شهدها الشارع السوداني في 1986 فاز فيها "حزب الأمة"، وأسهمت بتشكيل حكومة ائتلاف برئاسة الصادق المهدي، في حين تولى رئاسة الجمهورية أحمد الميرغني آنذاك.حينها كان البشير قائدًا للواء الثامن مشاة مستقل، وفي الوقت الذي كان يسعى فيه المهدي إلى حل القضايا الأساسية عبر الإجماع الشعبي وبالوسائل الدستورية، شهد السودان انقلابا عسكريا في 30 من حزيران 1989.
لكن اللافت أن البشير لم يكن على علم بالانقلاب العسكري، وتم اختياره من قبل مهندس الانقلاب زعيم ومؤسس الحركة الإسلامية في السودان، حسن الترابي.
وقال الترابي، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" عام 2010 وبثتها في يونيو 2016 بعد وفاته بثلاثة أشهر، إنه تم خطف البشير من جنوب السودان ونقله إلى الخرطوم، كونه أعلى رتبة عسكرية بين زملائه، وإعلامه بأنه سيقود الانقلاب، مضيفًا أنه لم يكن يعرف البشير سابقًا ولم يرَ وجهه.
وأضاف الترابي أنه قبل الانقلاب بيوم اجتمع مع البشير وقال له إن القرار (بالانقلاب) اتخذ وإنه ليس مكلفا بعمل شيء سوى إلقاء بيان رقم واحد للانقلاب، ليؤكد البشير التزامه.
كما قال إن البشير لم يكن من الصف الأول للعسكريين في الحركة الإسلامية بل تم تجنيده قبل سنوات قليلة من الانقلاب.
ولفت الترابي إلى أنهم خططوا ونفذوا انقلاب 1989 لأن الحكم هو وسيلة لتنفيذ مشروعهم، وقال أيضا إنهم سعوا للسيطرة على كل مفاصل الدولة والإقتصاد لأنهم كانوا يتوقعون الحصار من الدوائر الخارجية.
خطة شديدة الدهاء
كانت خطة الانقلاب تتضمن أن يزج بالترابي نفسه في السجن حتى لا يشك أحد في الأمر، وكان أغلب العساكر الذين ارتدوا زي القوات المسلحة يوم الانقلاب من أعضاء الحركة الإسلامية وليسوا جنود الجيش، وحتى مسرحية القبض على الترابي نفذها أعضاء من تنظيمه.
ويقول الفريق محمد محمود جامع أول مدير لمكتب رئيس الجمهورية بعد نجاح الانقلاب إنه كان هناك بديل للبشير في حال تعذر وصوله قبل الانقلاب، هو العقيد طيار مختار محمدين قائد التنظيم العسكري قبل البشير، الذي قتل قبل الانقلاب بفترة قصيرة.
وكشف الترابي عن السبب وراء استحالة حدوث انقلاب عسكري على نظام الإنقاذ الذي جاء بالبشير، إذ أوضح أن هناك ترتيبا يتعلق بسلاح الدبابات التي تم إحكام السيطرة عليه.
وشرح الترابي في معرض حديثه عملية دخول قوات حركة العدل و المساواة السودانية إلى العاصمة الخرطوم
لكن العلاقة بين الطرفين بدأت تتعقد بعد تدخل الترابي في الحكم، ووصوله لرئاسة البرلمان في 1998 ومحاسبته لعشرات المسؤولين المتهمين بالفساد، الأمر الذي رفضه البشير واعتبره تهكما شخصيا عليه.
وخاض البشير انقلابا ثانيا لكن من نوع آخر، فكان في 1999 ضد الترابي وزملائه، لينفرد بالحكم.
إضافة تعليق جديد