كيف تواجهين الرجال في عملك؟

تتعرض المرأة العاملة لكثير من المنغصات فى مجال العمل ، وأكبر عائق لتقدم المرأة بعيداً عن حياتها الأسرية هو "زميل العمل" الذي غالباً ما يشعر بالغيرة ويحارب زميلته بأي طريقة من الطرق المتاحة له ، بالتقرب والتودد بخبث حيناً أو المحاربة العلنية حيناً آخر ، وذلك من أجل طعنة أو مقلب عند المدير قد تصل إلى تشويه سمعة الزميلات والخوض فى أعراضهن ، لتتحول ساحة العمل إلى معركة غير شريفة يحركها شعور الجنس الذكورى بأفضليته وعدم تقبله لتفوق المرأة فى أي مجال من المجالات .

وفى استطلاع اماراتى لجريدة "البيان" شمل 24 موظفة من جميع الأعمار لرصد مدى رضا المرأة العالمة عن وظيفتها، والضغوط المحيطة بها، ومدى رضاها عن علاقتها بزملائها من الرجال ، تبين أنها تقابل مشكلات على المستوي المهني أولها الغيرة والمنافسة غير المنصفة وعلي المستوي الشخصي جاء التدخل في الأمور الشخصية كأول المشكلات.

ومن خلال الاستطلاع طُلب من كل موظفة ذكر عشرة سلوكيات سلبية تمُارس عليها من قبل زميلها في العمل على المستويين المهني ، والشخصي ، ويعتقدن أنها ضغوط تؤثر في الانتاج وتجعل بيئة العمل غير مريحة للتعاون .

وتم تجزئة الاستطلاع إلى جزئين على المستوي المهنى من خلال التعامل اليومي بما يخص العمل ، والشخصي في مجال المجاملات، والأحاديث العادية.

وتبين من خلال الاستطلاع أن الغيرة جاءت فى المرتبة الأولي والمنافسة غير المنصفة من قبل الزملاء من أهم المشاكل التى تقابل المرأة علي المستوى المهني بجانب استخدام أساليب مرفوضة من جانب الزملاء الرجال من أجل الارتقاء رغم عدم كفاءة مؤهلاتهم.

وأشارت أحد الموظفات ممن شملهن الاستطلاع إلى أن " زميلها يحاول الانتقاص دائماً من شأنها لمجرد رغبته في الصعود على الأكتاف والمفارقة انه فى الظاهر يحاول مساندتها ودفعها للنجاح ".

اما فى المرتبة الثانية تأتي محاولات التهميش فتتخذ طرقاً متعددة في كل الحالات تضر بالموظفة وتحد من انتاجيتها عندما يجري تعمد عدم ذكر انجازاتها والتقليل من شأنها.

أحد الأساليب من جانب الزملاء والتى جاءت فى المرتبة الثالثة هى غياب روح التعاون مع النساء لأن الرجل يحب أن يتعاون بشكل أكبر مع زميله الرجل.

وفي المرتبة الرابعة يأتي سلوك الزميل بالتفاخر على الموظفة وتجاوز صلاحياتها ، والتدخل في صميم عملها لمجرد ان يفتخر أمام زملائه بكونه يفهم اكثر.

و تأتي في المرتبة الخامسة قلة المناصب القيادية المخصصة للمرأة واقتصارها على الذكور والسبب هو ان الرجل يخشى ان ترأسه امرأة ، كما أن الرجل يعطي المناصب القيادية ليس لكفاءته وقدرته على العطاء بل لقدرته على التعامل بحرية أكبر مع أبناء جنسه ، وبالتالي يصل بسهولة لمبتغاه.

أما على المستوي الشخصي جاء فى المرتبة الأولي أن الموظف يتدخل في ما لا يعنيه حتى في الأمور الشخصية .

المرتبة الثانية التعليقات والاطراءات غير الضرورية التى تشكل بيئة مزعجة للموظفات.

المرتبة الثالثة التحدث عن الزميلات عبر تداول معلومات سلبية عنهن ، وتداول سيرتهن في الأقسام الأخرى.

وهذا ما تبين من دراسة بريطانية اجريت على ألف امرأة حيث أكدت أن الرجال أكثر نميمة من النساء ، وأكثر خبثاً ومكراً في نميمتهم .
وكشفت الدراسة أن الرجال فى العمل يستمتعون بعشر جلسات نميمة على الأقل في اليوم الواحد ، كما يستمتع الرجل بإطلاق الشائعات وتفجير الفضائح أثناء ساعات العمل بعكس النساء.

أما المرتبة الرابعة : فتأتي الأصوات العالية والمزعجة الصادرة من قبل الزملاء في بعض الأقسام والتي من شأنها التشويش على الإنتاج.

كما كشفت دراسة مصرية أجراها الدكتور رامز طه محمد أستاذ الطب النفسي أنه من أسباب نفورالبعض من زملائهم في العمل تتمثل في كثرة الشكوي والسخط وتكرارالتحدث عن المشاكل الشخصية أوالعائلية أو الصحية ، والإفراط في اللوم والعتاب بالإضافة إلي عبوس الوجه ، ويبرع الرجال بالتفاخر والفهلوة والتبجح بألفاظ وتصرفات تدل علي الحماقة ونشرالنميمة والسخرية من الاخرين وتصيد الأخطاء للزملاء للوشاية بهم .

كل السلوكيات الملتوية التى يتبعها الرجال فى العمل ماهي إلا تصرفات تترجم غيرة آدم من نجاح حواء ، وهذا ما أكدته الباحثة النفسية الفرنسية باتريسيا لوفان فى أحد مؤلفاتها أن الرجل عكس ما يعتقد فهو يشعر بالغيرة ولا يقل عن غيرة المرأة‏ لأنها مشاعر إنسانية مثلها مثل غيرها‏.

وأشارت باتريسيا إلى أن الرجل يغار من الأكثر منه نجاحا ‏,‏ كما أكدت أن المرأة أفضل من الرجل لأن غيرتها لا توجه إلا لبنات جنسها فقط ‏,‏ بينما الرجل يغار من الرجال والنساء ويرجع ذلك إلى أن النساء حتي اليوم لم يحصلن علي جميع حقوقهن لينافسن الرجال بشكل كامل وبالتالي يغيرون منهم ‏.

وينصحك الخبراء بعدم الالتفات إلى تفاهات الزملاء ، وتذكري أن عملك هو الأهم ، واتركي أعداء النجاح يضربون رؤوسهم بعرض الحائط حتى لا يعقون مسيرتك ، وكل ما عليكِ هو التخلص من ضغوط العمل وإنجاز مهامك بنجاح وذلك عن طريق الإرادة القوية وقهرهم بتحقيق أهدافك واليك الخطوات التالية :

- اعرفى وتفهمى كل كبيرة وصغيرة في تفاصيل عملك بما يجعلك تؤمنى إيمانا عميقا بما تفعلية.
- تفائلي دائماً ، وانظرى إلى العمل والحياة عموما بنظرة ايجابية وابتعدي عن التشاؤم والشكوى المتكررة من كل شئ.
- اشرحى لنفسك أسباب الحكمة من وراء كل عمل ، وسارعى دائما إلى استغلال النجاح
- احتفظى بحماسك للعمل حتى عندما لا تسير أمور حياتك الخاصة على ما يرام .
- لا تدعى الرتابة تتسلل إلى حياتك ، استرخي تماما أثناء العمل لمدة خمس دقائق.

أسماء أبوشال

المصدر: محيط