كهربائيات الشتاء تشتعل مسبقاً والسجاد يتبرج ووعود حكومية بالدفء
كالعادة... مع بداية شهر تشرين يبدأ المواطنون بالتحضير لاستقبال فصل الشتاء، وفي هذا العام سيكون الشتاء الأبرد منذ 100 عام، وفق دراسات لوكالات أرصاد جوية عالمية تنذر بشتاء «بارد جداً» على حين يتوقع المواطن السوري ذو الدخل المحدود والمعدوم ربما!!
بأن جيبه ستبقى الأكثر برودة في ظل انعدام الرقابة التموينية مع غلاء كل مستلزمات الشتاء من مدافئ وسجاد وصولاً للحرامات!! هذا ما ذكره بعض المواطنين في جولة على أسواق اللاذقية- القوتلي، أوغاريت، العوينة – والصالات المختصة ببيع الكهربائيات والسجاد التي تشهد حركة خفيفة مقارنة بأعوام سابقة فالأسعار المرتفعة تحدّ من الطلب عليها، حيث تتراوح أسعار المدافئ الكهربائية بين 3500 حتى 10000 ليرة حسب الجحم، أما مدافئ الغاز فوصلت من 17000 حتى 25000 ليرة بزيادة 60 % عن العام الماضي، فلا يجد أبو أحمد وسيلة يقي فيها أطفاله من شتاء قارس سوى مدفأة الحطب مضيفاً: إنه رغم تنبّه التجار ومحاولاتهم الاستغلالية لاحتكاره ورفع سعره لاتجاه الطبقة الفقيرة لتدفئة الحطب إلا أنه يبقى الأرخص فلا المازوت متوفر ولا الكهرباء مضمونة!!، بالمقابل يؤكد صاحب أحد معارض الكهربائيات في القوتلي أن ارتفاع الأسعار أمر طبيعي في ظل غلاء كل المواد الداخلة في التصنيع وتوقف العديد من المعامل عن الإنتاج ما سبب زيادة في الطلب رغم أن النسبة الشرائية محدودة حتى الآن إلا أن البضاعة الجديدة لم تصل بعد ومن المتوقع أن تكون أغلى - علينا وعلى المستهلك - مما في مستودعاتنا من العام الماضي على حد قوله، وفي إحدى صالات بيع السجاد وجدنا بعض المواطنين يتجولون متحسرين بعد أن بردت النية في الشراء مع اقتراب الشتاء فالأسعار فاقت تصورهم، فقد وصل سعر المتر الواحد من السجاد العادي – صناعة محلية-حتى 5000 ليرة على حين كان العام الماضي بـ2500 ليرة، وكان سعر متر السجاد التركي بـ8500 ليرة، أما سجاد الحفر اليدوي فسعر المتر ارتفع من 3200 إلى 7500 ليرة أي السجادة بقياس 2×3 م سعرها اليوم45000 ليرة والموكيت فيتراوح بين 1500 حتى 3000 ليرة للمتر الواحد بعد أن كان بـ200 ليرة السنة الماضية، إلى ذلك تسجل أسعار الحرامات ارتفاعاً غير مسبوق فالحرام المفرد بـ5000 ليرة وإن كان هناك آخر بـ2500 ليرة إلا أنه من النوع الرديء (ولا يدفّي نفسه) كما وصفت عليا وهي تتفحّص أنواع الحرامات علها تجد الجيد بسعر يناسب مابقي مما خبأته لشراء مستلزمات أشهر الشتوية كما قالت، أما الحرام المزدوج فسعره مابين 6000 حتى 12000 ليرة، وبين حرارة الصيف وثلج الشتاء يبقى المواطن الدرويش هو الخاسر الأكبر بين فصول السنة متدفئاً بوعود حكومية بمراقبة الأسعار ووضع حد لاستغلال التجار الذي وصل لدرجة غير معقولة، فمن يقي الفقير من برد الشتاء بعد أن كوته شمس الصيف بحرارة الأسعار؟!
عبير سمير محمود
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد