كلية بريطانية تطبق برنامجاً ثورياً في التعليم
لن يجد التلاميذ الخجولين أو الأشقياء في بريطانيا ملاذاً آمناً للتمتع بأحلام اليقظة أو اللهو إذا طبقت بعض مدارس بريطانيا برنامجاً تعليمياً ثورياً، ابتدعته إحدى الكليات هناك، يجعل من الفصول الدراسية التقليدية أشبه بقاعات الاجتماعات.
فقد استبدل الدكتور أنطوني سيلدون، مدير كلية "ويلينغتون" فصول المؤسسة التعليمية بأخرى تشابه قاعات الاجتماعات تدار فيها الحصص بأسلوب الندوات، مما يفرض على كافة التلاميذ المشاركة في الدروس.
ومن المرجح أن تبدأ بعض مدارس بريطانيا تطبيق البرنامج، بعد أن ثبت نجاحه.
ويحمل البرنامج مسمى "منهج هاركنيس"، الذي يعد الأمريكي إيدوارد هاركنيس من رواده، وبدأ تطبيقه في الولايات المتحدة في الثلاثينيات، ويقتضي جلوس التلاميذ حول طاولة بيضاوية كبرى، كمثل تلك المستخدمة في الجامعات أو اجتماعات العمل.
ويزعم سيلسدون، مؤرخ سياسي وكاتب السيرة الذاتية لرئيس الوزراء البريطاني السابق، طوني بلير، أن "منهج هاركينس" سيحدث أول تغييرات ثورية في الأسلوب التعليمي في المدارس الثانوية منذ ربع قرن.
وأضاف قائلاً أن البرنامج يتوافق أكثر مع الأسلوب التعليمي في الجامعات، إذ "يتحمل الجميع مسؤوليات ويصبحون أكثر دقة.. الفارق الرئيسي عن الحصص التقليدية أنه يعتمد على التفاعل وليس السلبية."
وأردف: "هنا اتخذ التعليم البريطاني منعطفاً خاطئاً.. حيث تعتمد الوسائل الراهنة على التدريس عوضاً عن تعلم التلاميذ.. الأبحاث أظهرت أن الطلبة يتعلمون أكثر من بعضهم البعض وليس من المدرسين... وباستخدام هذا البرنامج التعليمي الجديد سيتحمل التلاميذ مسؤولية تعليمهم."
وأضاف: "لا يغيب عن أذهاننا الطلبة الذين يجلسون في مؤخرة الفصل للهو فقط ويعزلون أنفسهم عن العملية التعليمية.. هذا تغيير قوي للغاية."
وأشار سيلسدون إلى أن أفضل النتائج تحققت بمشاركة قرابة 14 طالباً في الصف، وبدأ تطبيق البرنامج على طلبة الكليات(sixth forms).
من جانبها، أشادت الطالبة آنيا نيسلون، 16 عاماً، بالبرنامج قائلةً: " أعتقد أنه يعدنا جيداً لدخول عالم العمل، لأنه مثل الاجتماعات والأسلوب المستقل للتعليم في الجامعة."
ومن المتوقع استحداثه في الفصول الدنيا كذلك.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد