قمة فيينا تقرب بين ضفتي الأطلسي

22-06-2006

قمة فيينا تقرب بين ضفتي الأطلسي

حدّد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، امس، أواخر آب المقبل موعدا للرد على رزمة الحوافز الدولية التي تلقتها في السادس من حزيران الحالي، وهو ما اعتبره الرئيس الاميركي جورج بوش انه "وقت طويل جدا بالنسبة الى صفقة معقولة" مكررا مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي بالاضافة الى المانيا، ان امام طهران "أسابيع وليس شهورا" للرد.
وقال نجاد في كلمة القاها في ولاية همذان غربي البلاد "نريد السلام والاستقرار لجميع الشعوب في العالم. نكرر القول اننا مستعدون للمفاوضات مع الآخرين. سنقيّم مقترحاتهم وإن شاء الله بحلول نهاية مرداد سنعلن رأينا". وينتهي شهر مرداد وفق التقويم الفارسي في 22 آب. اضاف "اننا نرغب في السلام والهدوء لجميع البلدان، سنفاوض كل دولة على قاعدة حقوقنا... ولكن ينبغي ان تتم المفاوضات على قدم المساواة من دون شروطهم المسبقة". وتابع "نريد الافادة من حقوقنا الشرعية في شكل كامل، فبلادنا بفضل كفاءاتها تملك اليوم تقنية الوقود النووي".
وشدد نجاد على ان عهد الاكراه قد ولى، وقال "لن نتراجع مقدار ذرة عن حقوقنا... افتحوا اعينكم. ماذا حصل للإمبراطورية البريطانية؟... ان عهد حكم الإمبراطوريات قد انتهى" لافتا الى ان إيران "لا تريد الاستيلاء على بلد ما ولا يدعي الشعب الإيراني بأنه الأفضل بين شعوب العالم".
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي قد قال امس، "ان اوروبا، وفي خطوة صحيحة ومع فهمها للذهنية الايرانية، لم تحدد موعدا نهائيا للرد على اقتراحها" مضيفا "حتى ولو فرضت اوروبا موعدا نهائيا، فان الجمهورية الاسلامية لم تكن لتقبل به".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن القومي في البرلمان الايراني علاء الدين بوروجردي، من جهته، "علّقت ايران طوعا تخصيب اليورانيوم (اعتبارا من نهاية العام 2003) بهدف تبديد الغموض وادخال الشفافية" الى برنامجها النووي. اضاف "منطقيا، لن يكون تعليق التخصيب مجددا مقبولا".
في باكو، اعربت الدول السبع والخمسون الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي، في ختام اجتماعها الوزاري، عن دعمها لطهران. وجاء في البيان الختامي للاجتماع "نعتقد ان حل المسائل العالقة بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب ان يتم في اطار الوكالة وذلك بصفتها السلطة الوحيدة المؤهلة" لذلك. اضاف البيان "نعرب عن اقتناعنا بأن الطريق الوحيد لحل المشكلة النووية الايرانية هو معاودة المفاوضات من دون شروط مسبقة".
في فيينا، قال بوش خلال مؤتمر صحافي في ختام القمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، معلقا على تصريحات نجاد، "ينبغي الا يتطلب تحليل الايرانيين لصفقة معقولة كل هذا الوقت. لقد قلت أسابيع وليس شهورا. اعتقد أن هذا (ما يقوله أيضا) الشركاء الآخرون "وذلك في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين". وتابع "سنجلس الى مائدة المفاوضات عندما يعلقون (أنشطة التخصيب) بشكل يمكن التحقق منه. وأتوقع أن يعلقوا (أنشطتهم) بشكل قابل للتحقق. هذا ما قالوا انهم سيفعلونه للترويكا الأوروبية".
وفي اشارة الى الاوروبيين، قال بوش "من المؤكد اننا نتقاسم الهدف ذاته وهو منع ايران من امتلاك القدرة على (انتاج) اسلحة نووية او حيازة هذه الاسلحة" مضيفا ان "القرار بيد (الايرانيين)".
من جهته، قال المستشار النمساوي فولفغانغ شوسل، الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، ان على ايران القيام ب"الخيار المناسب" ازاء العرض الدولي. اضاف "من الافضل التوصل لاتفاق في اسرع وقت ممكن. الوقت ضيق. يجب الا نعبث بالوقت".
واصدرت القمة الاوروبية الاميركية بيانا اوضحت فيه "لقد اتفقنا على انه اذا قررت ايران عدم المشاركة في مفاوضات، فسيتم اتخاذ خطوات اضافية في مجلس الامن. اننا نحث ايران على ان تتخذ مسارا ايجابيا".
وكان سولانا قد قال في فيينا امس، "اننا نتوقع ردا في الايام المقبلة"، مضيفا انه يتعين على الايرانيين ان "يتخذوا قرارا بسرعة. لم يتبق الكثير من الوقت للنقاش". وتابع ان القادة الايرانيين الذين تحدثت اليهم "يدركون ولا شك المسؤولية التي تقع على عاتقهم" موضحا انه يتعين عليهم ان "يفكروا بعناية في القرار الذي سيتخذونه. آمل ألا يرتكبوا خطأ".
في روما، قال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي إن بوش "لا يمكنه أن يكون على عجلة من أمره ويجب ألا يقوم بذلك" مضيفا "حين قدم سولانا العرض في 6 حزيران، لم يحدد أي موعد نهائي للرد" عليها.
وفي واشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم اريلي ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية نيكولاس بيرنز اجرى امس، محادثات هاتفية مع نظرائه في كل من بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والمانيا، بعد تصريحات نجاد. اضاف ان الدول الست اتفقت على انها قدمت لايران "عرضا جيدا للغاية وسنحث ايران على قبول ذلك العرض". وتابع ان الدول الست "اكدت توافقها... على اننا نتوقع ردا خلال اسابيع لا خلال اشهر" من تاريخ تقديم العرض.

 

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...