قتله ليسرق سيارته

21-04-2009

قتله ليسرق سيارته

أخبر المدعو(إ/م) رجال شرطة مدينة القرداحة أن ولده تغيب عن المنزل مع سيارته /نوع سابا لون أسود/ بلا سبب معروف، وأفاد : أنه علم من الجوار بأنه بتاريخ تغيب ولده عن المنزل، شاهدوا المدعو(إ/خ) ومعه شخص آخر يركبان مع ولده بالسيارة عند الساعة الرابعة من بعد الظهر.

كما اشتبه كذلك بعدة أشخاص غيرهما بناء على معطيات توفرت لديه..‏

تولى رجال الأمن التحقيق في هذه الأخبار وأثناء ذلك كانت ترد رسائل عبر جوال المتغيب إلى أشقائه وأقاربه ، تفيد بأنه مخطوف لدى جماعة من البدو بحجة ابنتهم. بيد أنه عقب عشرة أيام من تاريخ الاخبار اتصل المدعو نبيل مع مركز شرطة مدينة القرداحة ليبلغهم أنه في حدود الساعة الخامسة من صباح ذلك اليوم وبينما كان يمشي على طريق زراعي في موقع طريق وادي الجديدة بوصوله إلى مرتفع شاهد في أسفل الوادي سيارة لون أصفر مخبأة ضمن أشجار زيتون كثيفة بشكل ملفت للنظر وحيث إن الوصول إليها لا يتم إلا بصعوبة بالغة نظرا لوعورة الطريق وبما أن تلك الأرض التي خبئت فيها السيارة تعود إلى قريب له فقد قصد منزله وأخبره بالموضوع ما أثار لديهما الريبة والشك كونهما سمعا بحصول حادثة خطف لأحد الأشخاص من ضمن المنطقة.. ما حدا بنبيل إلى إبلاغ مركز شرطة المدينة بمكان هذه السيارة .‏

انتقلت دورية الشرطة إلى المكان الذي شوهدت فيه السيارة وتبين أنها من نوع سابا /ع/ وقد طليت حديثا باللون الأصفر ولوحاتها مطموسة بالدهان الأبيض هذا وقد تم التعرف على رقمها كما تبين أنها نفس السيارة المذاع البحث عنها مع المتغيب (إ/م) حيث تعرف عليها والد المتغيب ولدى تفتيش السيارة وجد فيها علبتا دهان بخاخ وتم التعرف من خلال ماركة الدهان على محل وكيل ماركة الدهان الذي أفاد أن الدهان أحمد قد حضر إلى محله واشترى من تلك الماركة بالذات .‏

وبالانتقال إلى محل الدهان المذكور أفاد أن شخصا لايعرف اسمه قد حضر إلى محله على متن سيارة سابا سوداء وطلب منه تغيير لونها ودهانها باللون الأصفر وانجاز ذلك بنفس اليوم فوافق على ذلك وقام ببخ السيارة بمادة الدهان الأصفر بعد إزالة دهانها الأسود القديم ثم وضعها في الفرن الحراري لمدة قصيرة وأعادها إلى صاحبها الذي أكد أنه لايعرفه سابقا ولكنه لاحظ أن مظاهر الارتباك بادية عليه..‏

وعندما سئل هذا الدهان من قبل المحقق هل أنت قادر على التعرف عليه إذا مارأيته ثانية أجاب الدهان بالتأكيد وذكر مواصفات ذلك الشخص بدقة كبيرة وبالتدقيق في هذه المواصفات وجد أنها تنطبق على الموقوف (ك/ظ) الذي لوحظ أثناء التحقيق معه بأن يدلي بمعلومات كاذبة حول وضعه الصحي : في محاولة منه للتملص من أي سؤال أو ربما الهرب الأمر الذي أثار ريبة المحقق به فعرضه على الدهان بين أكثر من خمسة عشر موقوفا، فتعرف عليه على الفور وجزم أنه من أحضر له السيارة بالتأكيد..‏

بمواجهة الموقوف مع الدهان الذي تعرف عليه للتو، اعترف دون ضغط أو إكراه بارتكابه جرم قتل سائق السيارة السابا السوداء المتغيب بعد تخطيط مسبق لقتله أو قتل شخص آخر (أيضا يملك سيارة) تمهيدا لسرقة سيارة أحدهما.. غير أن اختياره استقر على المغدور (إ/م) لاعتبارات لحظها فيه وتسهل عليه جريمة القتل..‏

حيث أقدم بتاريخ وقوع الحادثة على استدراجه لإيصاله في طلب إلى قرية الجديدة.. وفي الطريق طلب منه التوقف عند منطقة حراجية نائية بحجة «قضاء حاجة» فنزل من السيارة ليعود ويضربه من الخلف ببلطة كان قد خبأها ضمن قميصه من الجهة اليمنى وانهال عليه بعدها بعدة ضربات حتى أرداه قتيلا وسحب الجثة ضمن الحراج وحاول إخفاء آثار الدماء برمي التراب عليها كما أزال آثار الدماء عن البلطة وسرق السيارة وجهاز موبايل المغدور ومبلغاً مالياً، وذهب في اليوم التالي إلى الدهان أحمد لتغيير لونها كما أخفى البلطة المستعملة كأداة في الجريمة ضمن نوابض السرير الذي كان ينام عليه في حين وضع جوال المغدور ضمن المكيف في الصالون بعد أن استعمله بارسال رسائل إلى أشقاء وأقارب المغدور تفيد أنه مخطوف عند جماعة من البدو بحجة ابنتهم وذلك من أجل تضليل مجرى التحقيق .‏

يذكر أن المقبوض عليه، عاد وأنكر اعترافاته السابقة أمام قاضي التحقيق زاعما أنها قد انتزعت منه في الأمن الجنائي بالاكراه والشدة وقال إنه لم يخطط أبدا لقتل المغدور وإنما تورط بالقتل دفاعا عن النفس إذ ادعى كذبا أن له في ذمة المغدور مبلغا نقديا مقداره (250) ألف ل.س كان قد استحصل عليه منذ قرابة سنة كقرض زواج وأعطاه للمغدور حينئذ بقصد شراء سيارة مشاركة بينهما، بعد أن أخبره بوجود سيارة سابا بالغاب بسعر /500/ ألف ل.س إلا أن المغدور -كما لفق- لم يكن صادقا معه حيث لم يشتر السيارة ولم يعد له المبلغ ونظرا لاحساسه بأنه قد تورط مع المغدور لم يخبر أحدا به حتى لايسخر أهله منه وعزم على إقناع المغدور باعادة المبلغ له إذ طلب منه ايصاله إلى قرية الجديدة التي تبعد حوالي 30 كم عن قريته وفي الطريق فاتحه بموضوع النقود فأخبره المغدور بأنه سيحل الموضوع بعدما يذهبان معا في مشوار عبر الجبل وفي الطريق إلى الجبل زعم المدعى عليه كذبا أنه أحس بشيء غير طبيعي يدور في ذهن المغدور الذي باح له بأنه توجد آثار في هذه المنطقة وإذا ما عثروا على من يساعدهم في الحصول عليها فسيعوض عليه خسارته للنقود ثم استرسل المغدور كما يقول المدعى عليه بالكلام إلى حين وصولهما لطريق غير معبدة ليفاجئه بضربة لم تصبه ببلطة كانت معه ثم تعاركا معا حتى تمكن من تخليصه البلطة ليضربه بها ضربات متتالية وكيفما اتفق من دون أن يقصد القتل وإنما كانت البلطة حادة وأجهزت عليه فخر أمامه على وجهه وركبتيه ويديه دون أن يتكلم، أو حتى يستغيث ونزل حسب قول المدعى عليه دم كثير على الأرض، ما أصابه بذهول فلم يفكر إلا بالهرب بعد أن انتظر بحدود عشر دقائق حتى فارق الحياة وأخفى الجثة قبيل أن يهرب بجر المغدور من ساقيه حتى أوصله تحت (الدغلة) وتركه هناك وانطلق هاربا بالسيارة..‏

تمكنت دورية من فرع الأمن الجنائي من العثور على أدوات الجريمة بعد تحري منزل المدعى عليه بشكل أصولي حيث عثر بدلالته على البلطة مخبأة ضمن نوابض سريره الحديدي وكذلك عثر على جوال المغدور المخبأ ضمن جهاز التكييف وعثروا أيضا ضمن خزانته على المفتاح العائد لسيارة المغدور كما قام المدعى عليه بدلالة رجال الأمن على مكان وجود الجثة حيث تم استدعاء هيئة الكشف والتحقيق القضائي وشوهدت في المكان آثار الدماء وسحب الجثة من مكان وقوع الجريمة إلى تحت (الدغلة) التي عثر فيها على عظام الجثة مبعثرة بجانب ثياب المغدور وحذائه .‏

هذا وباغلاق ملف هذه القضية جنائيا وإحالة المدعى إليه للقضاء أصدر قاضي الاحالة باللاذقية مؤخرا القرار رقم 602 في الدعوى أساس 2261 المتضمن: اتهام المدعى عليه (ك/ظ) تولد 1976 أمام هذه الأدلة اليقينية بجناية القتل العمد تمهيدا لسرقة السيارة العائدة للمغدور وإحالته إلى محكمة الجنايات باللاذقية لمحاكمته وفق أحكام المادة 535 من قانون العقوبات العام.

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...