قتل شقيقه بسبب سمعته السيئة
أقدم عابد على إطلاق النار على أخيه عدنان، من بارودة صيد على إثر خلاف عائلي بسبب سمعة الأخير السيئة وتعاطيه المخدر، وتحرشه بوالدته ( لا أخلاقياً) تحت تأثير- الإدمان- يذكر أن عابداً لاذ بالفرار إلى بلد مجاور عقب إسعافه لأخيه بعد أن نعاه باكياً ومزق ثيابه عليه نادماً. هذا وقد تمكن فرع الأمن الجنائي باللاذقية من إلقاء القبض عليه، بعد نصب كمين له من قبل عناصر مكتب التحقيق الذين ترصدوا له في قريته بناء على معلومات وضعت في عين الاعتبار احتمال عودته إلى القرية، من أجل رؤية أولاده حيث قبض عليه أثناء محاولته دخول منزل أحدهم في حي الدعتور..
بمباشرة التحقيق مع المقبوض عليه من قبل عناصر القسم المذكور، اعترف بأسباب الخلاف بينه وبين شقيقه، وأنه أشهر بارودة الصيد على شقيقه بقصد « الترويع» وليس القتل، وأنه كان يظن خطأ أن البارودة خالية من الذخيرة، ولكنه فوجىء بخروج حبات الخردق من البارودة المذكورة، وإصابتها لأخيه في رأسه وصدره..
خلصت هيئة الكشف القضائي على جثة المغدور إلى أن سبب وفاته يعود إلى نزف دماغي مع أذية دماغية رضية المنشأ، ونزف داخلي أيضاً رضي المنشأ، والنزفان ناجمان عن خردق صيد في الصدر والرأس غير نافذة...
وقدرت مسافة الاطلاق بحدود خمسة عشر متراً
لدى استجواب زوجة الجاني أكدت بأن المغدور كان مصدر إزعاج لزوجها ووالدته التي كانت تشتكي أفعاله أمام زوجها باستمرار كبيعه أغراض المنزل ليشتري بها مخدراً، وأخذ مبلغ من المال كان قد تركه لها ابنها الآخر الذي يعمل في بلد مجاور في غرفتها تحت الباب...
وكذلك تحرشه ( اللاأخلاقي) بها تحت تأثير المخدر وهي نائمة، ما جعل والدته تفكر بترك المنزل نهائياً، والذهاب للعيش عند ابنتها المقيمة في جبلة وأضافت زوجة الجاني: أن المغدور كان يهددها باستمرار بقتل ابنها الصغير انتقاماً من أخيه
والدة المغدور أكدت بدورها سوء أخلاق ابنها عدنان الذي كسر مرة يدها اليمنى، وأقدم في أخرى على ضرب شقيقه عابد بالسكين، فأصابه بيده وقطع وتراً فيها، كما أكدت تحرش، ابنها( لا أخلاقياً ) بها تحت تأثير المخدر الذي كان يضعه لها أحياناً داخل الشاي، وقد تم تحليل دمها، وتبين وجود مخدرفيه.
والد المغدور أكد أمام قاضي التحقيق أنه لا يعرف ملابسات أو ظروف الحادثة كونه يعيش بعيداً عن أسرته بسبب طلاقه لزوجته وأضاف أنه لايود الادعاء على أحد...
يذكر أن المتهم طلب مساعدته إنسانياً بعد شعوره بالندم إذ لجأ إلى وضع سيخ في فمه، حيث انتقل معاون النيابة إلى مكان توقيفه، ونظم ضبطاً بالحادثة بعد أن أخرج المتهم السيخ من فمه، وضمن في الضبط مذكرة استعطاف من المتهم شرح فيها وضعه الانساني كاملاً والظروف التي أفضت به إلى ارتكاب هذه الجريمة.
هذا وقد تقدم وكيل المتهم بمذكرةدفاع ذكر فيها أن المغدور من أرباب السوابق وكان سيئ السمعة والأخلاق، وأشار إلى اقتناء المغدور بالأساس للبارودةالتي قتل بها، حيث لجأ أخوه إلى تخليصه هذه البارودة وفكها لثلاث قطع ووضعها في حاوية كان يملك مفتاحها كونه يستخدمها عادة في بيع القهوة، إلى أنه عاد وأرجع البارودة لأخيه بناء على طلب والدته أمام إلحاحه في استرجاعها منه، حيث بادر المغدور إلى تركيبها ثانية ولقمها بالذخيرة وحاول التهجم بها ذات مرة على شقيقه ما أدى إلى تخليص المتهم هذه البارودة ثانية من يدي المغدور، الأمر الذي نشب على إثره خلاف مجدداً بين الأشقاء،فذهب المغدور باتجاه منزل المتهم وهو يتهدده ويتوعده بأنه سيأخذ حقه من عيون صغيره...
فلحق به على دراجته النارية، وبارودته لا تزال معلقة على كتفه ليجده فعلاً قد أمسك بيد صغيره وهو يقول له« قل لوالدتك باي» في حين كانت زوجته تتوسل إليه أن يذهب ويترك صغيرها ولا يؤذيه قبل حضور أخيه .
غير أن حضور زوجها خلفه، أثار حفيظة المغدور مجدداً، فراح يتهجم على شقيقه ويسبّه ويشتمه، ما أفضى إلى إطلاق المتهم النار من دون قصد القتل .
وأكد الدفاع لو توفر لموكله قصد القتل ، لكان قتل المغدور أمام منزله دون وجود شهود عليه وطلب منح موكله العذر المخفف القانوني بعد وضع ظرفه الاجتماعي والأسروي بعين الاعتبار كون المتهم رب أسرة فقيرة الحال ولا معيل لهم سواه.
وطلب في النتيجة تغيير الوصف الجرمي لموكله من القتل القصد إلى القتل عن طريق الخطأ... وبناء عليه ، ووفقاً لمطالبة النيابة العامة بتجريم المتهم بالقتل قصداً...وتم بالاتفاق تجريم المتهم عابد تولد1972 بجناية القتل قصداً وفق أحكام المادة( 533) من قانون العقوبات العام.
ووضعه في سجن الأشغال الشاقة المؤقتة باللاذقية مدة/15/ عاماً/ وللأسباب المخففة التقديرية نظراً لظروف القضية وعدم وجود ادعاء شخصي، فقد أنزلت المحكمة هذه العقوبة مؤخراً بمقدار النصف مع حساب مدة توقيف المتهم من أصل العقوبة، وحجره وتجريده مدنياً ومنعه من الإقامة في محافظة اللاذقية مدة سبع سنوات ونصف.
ملك خدام
المصدر: الثورة
إضافة تعليق جديد