في مصر... «التشات» حرام؟
ينشغل المصريون بفتوى مثيرة للجدل، صدرت عن أمانة الفتوى التابعة لدار الإفتاء المصرية، تحرّم فيها «المحادثات الإلكترونية بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي إلا في حدود الضرورة». ورغم أن دار الإفتاء المصرية حذفت الفتوى من على موقعها الرسمي بعد أقلّ من 48 ساعة على نشرها يوم الجمعة الماضي، إلا انّ ذلك لم يوقف الجدل على مواقع التواصل، خصوصاً أنّها صدرت بالتزامن مع قرار حكومي يمنع الاختلاط بين الجنسين في النوادي الصحية.
حرّمت الدردشة
هل ثار المصريون على دولة مرسي الدينية ليجدوا أنفسهم في دولة لا تختلف كثيراً؟ سؤال طرحه أحد مستخدمي «تويتر» تعليقاً على الفتوى الدينية التي ربط بينها وبين دعوة دار الإفتاء منذ أسبوعين تقريباً، لإصدار ميثاق شرف لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي (راجع «السفير» عدد 19/8/2014). تأتي الفتوى رداً على ما قالت الدار إنّه واحد من أكثر الأسئلة وروداً إليها وهو: «ما حكم المحادثات بين الجنسين على الإنترنت؟»؛ لتردّ على السؤال بالقول إنّه «لا تجوز المحادثة الإلكترونية بين رجل وامرأة كل منهما أجنبي عن الآخر إلا في حدود الضرورة». تمّ تبرير الفتوى كالتالي: «لما أثبتته التجارب المتكررة خاصة في عصرنا أن هذا النوع المحادثات ـ مع ما فيها من مضيعة للوقت واستهلاك له بلا طائل ولا فائدة صحيحة ـ باب من أبواب العبث والشرّ، ومدخل من مداخل الشيطان وذريعة للفتنة والفساد». الغريب هو أن موقع دار الإفتاء حذف الفتوى أمس الأوّل الأحد، بعدما تسبّبت بجدل كبيرة من دون أي تعليق أو توضيح.
على «تويتر» دشّن شباب مصريون وسم «الشات حرام» سخروا فيه من الفتوى ومن توقيتها. وكتبت الناشطة أميمة: «لأ التشات حرام تعلالي البيت أفضل»، وكتبت ناشطة أخرى: «التشات بين الجنسين حرام، لكن إرضاع الكبير حلال، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم». وعلق الناشط باهر محمود قائلاً: «الأزهر الوسطي الجميل الذي يستمّد منه الشباب الفتاوى كبديل عصري عن السلفيين، يقول لكم التشات حرام. الأزهر منبع التطرّف». وكتب محمد عادل على «تويتر» ساخراً: «دار الإفتاء المصرية تعلن عن بدء تدشين حملة الأمر بالـ«أوفلاين» والنهي عن التشات».
على «فايسبوك» سخر الناشط أحمد الدريني من الفتوى قائلاً: «صديقتي العزيزة، التزاماً مني بفتوى دار الإفتاء بحرمانية التشات بين الجنسين، فأنا لن أقدر على إرسال الكتب التي كنت تحتاجينها إنبوكس، ذلك حرام. زميلة العمل العزيزة لن أتمكن من إرسال العمل اليوم عبر الإنبوكس، لأنّ ذلك يخالف شرع الله». ما كتبه الدريني كتبه مستخدمون كثر، تحدثوا عن أهمية المحادثات عبر مواقع التواصل، خصوصاً أنّها أصبحت أشبه باجتماعات عمل، وتخرج عبرها عشرات المبادرات الشبابية المفيدة.
والجاكوزي أيضاً حرام!
انشغال المصريين بـ«فتوى تحريم التشات» لم يختلف كثيراً عن انشغالهم بالقرار الحكومي الذي يمنع الاختلاط في النوادي الصحية، والصادر عن وزير الصحة والسكان ووزير الشباب والرياضة. يحدّد القرار مواعيد خاصة للرجال وأخرى للسيدات في الأندية الصحية (ساونا/ بخار/جاكوزي)، الأمر الذي قوبل بموجة سخرية على مواقع التواصل. وقالت الناشطة هبة خفاجي: «كم في المئة من جرائم التحرش تحدث في الصالات الرياضية؟ وكم في المئة من تلك الجرائم تحدث في الشارع؟».
الجدل حول هذا القرار، أزاح قضايا أخرى عن ساحة النقاش، وفي مقدّمها ملف انقطاع التيار الكهربائي، والكشف عن تورّط ضباط وأمناء شرطة بانتهاكات جديدة. وذلك ما لفت نظر دكتور وسام، أحد الناشطين المصريين على تويتر، إذ علق قائلاً: «هناك مشاكل في البلد أهمّ من التشات حرام والجاكوزي المختلط».
مصطفى فتحي
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد