في السويداء.. دخلت لإجراء تنظير للرحم فخرجت جثة هامدة
باتت أخطاء الأطباء وفنيي التخدير في المشافي الخاصة العنوان الأبرز للعمليات الجراحية في السويداء حيث تحكي قصة الشابة سائرة مهنا إحدى تلك القصص بعد أن دخلت مشفى (س) الخاص لإجراء تنظير للرحم لرغبة تجول في صدرها ليكون لابنها الوحيد أخ أو أخت إلا أن ما كان في حسبانها بأن خطأ ما سيجري في كواليس غرفة العمليات سيكون سببا بترك ولدها الوحيد يتيما دون أم.
ويشير زوجها إحسان رباح إلى أن زوجته سائرة ذات الـ37 عاماً دخلت مشفى (س) لإجراء علاج تنظيري نسائي في عمل لا يتجاوز وقته الزمني نصف الساعة علما بأنها دخلت المشفى وهي بحالة صحية جيدة وتثبت ذلك جميع التحاليل والفحوصات التي أجرتها قبل إجراء العملية ولكن وبشكل طارئ شي ما حدث في الغرفة وسمع على أثره شجار بين شخصين اتضح بعدها أنه الطبيب النسائي.
(م. ع) وطبيب التخدير (أ. ج) يتهم به الطبيب فني التخدير بأنه السبب الذي أوصل المريضة إلى الحال التي آلت إليها ويشتمه بكلمات نابية حيث اتضح أن زوجته سائرة قد دخلت إثر العمل التنظيري في غيبوبة ولم يستطع أي من محاولات الطبيب المختص والفني والممرضين من إعادتها إلى وعيها بعد إصابتها بجلطة دماغية حتى أنه جرى استدعاء الطبيب (ن. ن) في قسم التخدير والعناية المركزة في المشفى الوطني الذي أفاد بوجود محالات إنعاش المريضة دون جدوى بعد إعطائها الأوكسجين الصرف مع مدرات البول وجرعات علاجية وقررا فوراً بعد رؤية وضع المنعكسات العصبية ورؤية وذمة رئوية شديدة نقلها إلى العناية المركزة في المشفى الوطني وذلك لتوفير كامل الخبرات والتجهيزات وتم استدعاء الطبيب المناوب في المشفى الوطني حيث تم وصلها إلى المنفسة حسب النظام المتبع ليأتي إعلان وفاتها بعد ثلاث ساعات من العمل الجراحي ولا يظن بأن الوفاة ناجمة عن العمل الطبي بل هو اختلاط نادر للعمل الطبي.
وتفيد عمة المرحومة سهيلة مهنا أن الخطأ لا يكمن في العمل الجراحي بل بالتخدير حصرا حيث أكد التقرير وجميع الاستشارات التي قامت بها لدى أطباء المحافظة وخارج المحافظة حول ملف السيدة سائرة انما يكمن الخطأ في عمل فني التخدير متهمة أن تقارير الأطباء والاستشاريين في المشفى العام والخاص جاءت للفلفة الموضوع لكيلا يصار إلى محاسبة المخطئ واكبر دليل على ذلك أنه لم يتم اخذ عينات من الدم أو البول مباشرة إثر العملية لفحص نسبة المخدر فيها أو نوعه أو كميته وتعذر اخذ العينات بعد إعلان وفاة المريضة ما حال دون إثبات مكمن الخطأ وسببه.
وأمام اتهامات والدة زوج المتوفاة بأنها سمعت أصوات شجار وتراشق الاتهامات بين الطبيب والمخدر من داخل غرفة العمليات تأتي تبريرات الطبيب (م. ع) بأن الصراخ والشتم انما جاء على إثر غضبه من الممرض لأنه طلب سيارة إسعاف من المشفى الوطني وهو ما يزال مستمرا في عملية الإنعاش من طبيب العناية المركزية مؤكداً لـ«الوطن» أن ما حدث مع المريضة انما سوء حظ ونادرا ما يحدث في هذه العمليات مشيراً إلى أنه لا يمكن أن تكون جرعة التخدير هي وراء الوفاة لأن زيادة الجرعة تؤخر في استعادة الوعي ولا تسبب جلطة دماغية كما حدث مع المتوفاة مضيفاً: إنه يمكن في حالات نادرة حدوث جلطات دماغية مع سيدات أثناء عمليات الولادة.
بدوره نقيب الأطباء في السويداء الدكتور كمال عامر أكد أنه جرى تشكيل لجنة طبية ثلاثية لتحديد المسؤولية الطبية وتحديد سبب الوفاة وإن لم يرض الأهل بقرار اللجنة الطبية يمكنهم طلب لجنة طبية خماسية والنقابة مع كشف الخطأ إن ورد وعدم التستر عليه على حين أكد الطبيب احسان قنديل أحد أعضاء اللجنة الطبية أن تقرير اللجنة جاء بناء على طبلة المريضة.
ويؤكد عم المتوفاة مروان مهنا أن تقرير اللجنة الطبية جاء لمصلحة الأطباء ضاربا بالحائط جميع الاعتبارات وجميع مجريات الأحداث التي جرت أو ما سمعوه داخل غرفة العمليات وخارجها مع تأكيد أحد الأطباء أن هناك كسراً في أحد الإضلاع الذي أدى إلى وذمة رئوية عند القيام بعمليات التنفس الاصطناعي المتلاحقة حيث يؤكد التقرير أن الوفاة جاءت بسبب احتشاء دماغي واسع أدى إلى وقوف القلب بسبب مركزي وجراء اختلاط لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تجاوزه حتى في أرقى المراكز الطبية (على حد قول اللجنة) مطالبا مديرية صحة السويداء ومن خلفها وزارة الصحة بضرورة مراقبة ومحاسبة المخطئ ومراقبة المشافي الخاصة وخاصة مشفى (س) الخاص لأن أخطاءه باتت إجرامية ومعظم أطبائه وأطباء المشافي الخاصة الأخرى على ساحة المحافظة باتت أعمالهم الطبية تجارة وبعيدة كل البعد عن الإنسانية مؤكداً عدم سكوتهم عن الجريمة التي تعرضت لها السيدة سائرة وينتظرون أن يكون القضاء هو الفصل.
عبير صيموعة
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد