في اعنف تفجير منفرد مقتل 135 شخصاً في بغداد
قتل مهاجم انتحاري 135 شخصا يوم أمس السبت في اعنف تفجير منفرد في بغداد منذ الغزو الامريكي عام 2003 حين قاد شاحنة تحمل طنا من المتفجرات الى سوق في منطقة يغلب عليها الشيعة.وأنحى رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي باللائمة على انصار صدام حسين والمتشددين السنة الاخرين في هذا الانفجار الذي دمر اكشاك للفواكه والخضروات وترك الجثث الممزقة للمتسوقين متناثرة في الشارع.
ووقع الهجوم في وقت تستعد فيه القوات الامريكية والعراقية لشن هجوم بعد محاولة اخيرة لوقف العنف الطائفي المتفاقم والذي يقتل المئات في بغداد اسبوعيا.
وقال احد السكان ويدعى جاسم (42 عاما) والذي هرع من منزله القريب للمساعدة في انتشال الضحايا من بين الانقاض بعد سماع الانفجار المدوي "كان مشهدا مروعا. دمرت الكثير من المتاجر والمنازل."
وتعهد المالكي في يناير كانون الثاني بشن حملة أمنية في العاصمة لسحق المتمردين الذين يتحدون محاولات حكومته للسيطرة على الامن لكن الحملة لم تبدأ بعد.
وقال الرئيس الامريكي جورج بوش انه سيرسل 21 الفا و500 جندي اضافي الى العراق وسيتجه اغلبهم الى بغداد رغم المعارضة القوية في الولايات المتحدة وخاصة من الديمقراطيين الذين يسيطرون الان على مجلسي الكونجرس.
واكد بوش وهو يتحدث الى الاعضاء الديمقراطيين في مجلس النواب يوم السبت ان التزامه بحكومة المالكي ليس "مطلقا" وانه سيكون عليها الالتزام بمعايير معينة.
وقال تقرير للمخابرات الامريكية يوم الجمعة أن أعمال العنف المتصاعدة بين العرب السنة الذين يمثلون اقلية والشيعة الذين يمثلون اغلبية والمهيمنين على الوضع السياسي في العراق يمكن وصفها بأنها حرب أهلية.وقال اللواء جهاد الجابري وهو مسؤول كبير بوزارة الداخلية العراقية للتلفزيون الحكومي ان الشاحنة كانت محملة بطن من المتفجرات.
وقال المالكي في بيان ان "هذه الجريمة" هزت كل العراقيين اليوم. واضاف ان "الصداميين والتكفيريين" ارتكبوا جريمة اخرى.
وافادت الشرطة ان اكثر من 305 اشخاص اصيبوا. واكتظت مستشفيات العاصمة بالضحايا. وسادت الفوضى في مستشفى ابن النفيس في الكرادة حيث امتلأت الممرات بالجرحى المحمولين على محفات.وقال رجل في المستشفى والدماء تسيل من وجهه "كنت في متجري ووقع انفجار ضخم وسقط السقف فوقي. استيقظت هنا في المستشفى."وقال شاهد من رويترز إن عمال الطوارئ سحبوا جثث القتلى من تحت الأنقاض ووضعوها على متن شاحنات صغيرة.
وفي واشنطن وصف البيت الأبيض هذا التفجير الانتحاري بأنه "عمل وحشي " وتعهد بتقديم المساعدة للحكومة العراقية من أجل إحلال الأمن في العاصمة.
وقال توني سنو السكرتير الصحفي للبيت الأبيض في بيان "إن الولايات المتحدة تقف إلى جانب شعب العراق. وسندعم الحكومة المنتخبة.. وقوات أمنها من أجل المساعدة في جلب مزيد من الأمن لأهل بغداد."وكانت ثلاث سيارات ملغومة انفجرت في نفس السوق في ديسمبر كانون الاول مما ادى الى مقتل 51 شخصا.ووقع الانفجار الذي ترك حفرة كبيرة في الشارع بعد ساعات من تجديد أبرز رجل دين شيعي بالبلاد آية الله علي السيستاني مناشدته للعراقيين لنبذ العنف.
وقال السيستاني إن الأمة الاسلامية تمر بأوضاع صعبة وتواجه تحديات هائلة تهدد مستقبلها مضيفا أن الجميع يدرك أهمية الوقوف معا ورفض التوترات الطائفية لتفادي إثارة خلافات طائفية.وفي اسوأ تفجيرات منفردة في السابق بالعراق قتل مفجر انتحاري 125 شخصا في الحلة جنوبي بغداد في فبراير شباط 2005 . وفي نوفمبر تشرين الثاني 2006 قتل تفجير ست سيارات ملغومة في مناطق مختلفة من حي مدينة الصدر في بغداد 202 واصاب 250 .
وسيلقي تفجير السبت الضوء مجددا على الخطة الامنية التي يعتزم المالكي تنفيذها في العاصمة وما اذا كانت ستنجح فيما فشلت فيه حملات امنية سابقة.
ويقول منتقدوه ان حملة امنية الصيف الماضي فشلت لأن الجيش العراقي قدم قوات اقل مما يلزم وأن المالكي تردد في التصدي لميليشيا جيش المهدي التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر وهو حليف سياسي مهم يعتبر البنتاجون الان انه يمثل خطرا اكبر على السلام في العراق من تنظيم القاعدة السني.
وتعهدت جماعة عراقية مسلحة مرتبطة بالقاعدة-الدولة الاسلامية في العراق- في تسجيل بث عبر الانترنت السبت بتوسيع هجماتها الى كل مناطق العراق بدلا من التركيز على بغداد فقط وقالت انها لن تتوقف قبل ان يوقع بوش "اتفاقية الهزيمة".
وقال بوش ان حكومة المالكي يجب ان تقود جهود تأمين العاصمة وأن تحقق تقدما سياسيا بالموافقة على قانون جديد بشأن النفط يحدد كيفية تقاسم الايرادات وأن تعدل الدستور وهو مطلب للاقلية السنية.
وفي مدينة كركوك الشمالية المختلطة عرقيا قالت مصادر من الشرطة إن سبع سيارات ملغومة انفجرت خلال ساعتين مما أسفر عن مقتل اربعة اشخاص على الأقل وإصابة 37 آخرين. واستهدفت عربتان من السبعة مكاتب الحزبين الكرديين الرئيسيين في المدينة.
وعلى مسافة أبعد الى الشمال فرص حظر تجول اخر على الموصل ثالث اكبر المدن العراقية بعدما اندلعت اشتباكات بين المتمردين والشرطة في مناطق عديدة.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد