ضغط الدم «صديق» الملح والبدانة والتدخين
أوجاع في الرأس تحدث غالباً عند الإستيقاظ صباحاً.
دوار أو دوخة.
الذباب الطائر، أو ازدواج في الرؤية.
نزف من الأنف.
طنين في الأذنين.
شعور بالغثيان.
تشوش ذهني.
هل تعاني من واحد أو أكثر من العوارض المذكورة أعلاه؟ إذا أجبت بنعم، فعليك أن تقيس ضغطك بنفسك، أو أن تتوجه إلى عيادة الطبيب لقياسه، فهناك إحتمال أن تكون مصاباً بارتفاع ضغط الدم. لكن مهلاً، فإن الكثيرين من المصابين به يتعايشون مع مرض ارتفاع ضغط الدم لسنوات طويلة من دون علمهم بوجوده، وعند هؤلاء تبقى الوسيلة الوحيدة للتأكد من إصابتهم به هو قياس ضغط الدم.
إن ارتفاع ضغط الدم هو من أهم الأخطار التي تهدد الصحة العامة، لأنه شائع الحدوث من جهة، وبسبب مضاعفاته القاتلة، من جهة أخرى، ولهذا أطلق بعضهم عليه لقب «سارق الأعمار» و "القاتل الصامت»، كونه لا يفصح عن وجهه إلا بعد بطشه بعضو من أعضاء الجسم الأكثر حيوية، كالقلب، والدماغ، والكلية، والشرايين، والأعصاب.
هل أنا معرض لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم؟
هذا السـؤال يـجب أن يكون مـحور إهتمام الجميع ، خصوصاً الذين تجاوزوا سن الأربعين، فبـين هؤلاء نســبة كـبيرة منهم لا يعرفون شيئاً عن أرقام الضغط عندهم على رغم أنهم يعانون من إرتـفاع الضغط، قولاً وفعلاً، من دون علم ولا خبر، وهنا تكمن الكارثة. إن أكثر من شخص من بين أربعة من الكبار، وواحد من إثـنين فوق الـسـتين من العمر يعاني من ارتفاع ضغط الدم، وحوالى 30 إلى 40 في المئة من بين هؤلاء لا يعرفون أن ضغط الدم عندهم مرتفع. وربع سكان الكرة الأرضية يشكون من ارتفاع في الضغط، المسؤول عن حوالى 13 في المئة من مجموع الوفيات في العالم.
إن إرتفاع ضغط الدم قد يزور كل فئات المجتمع من دون استثناء، وهو لا يفرق بين صغير وكبير، ولا بين رجل أو إمرأة، ، غير أن هناك أشخاصاً أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط، وتسمح الإجابة على الأسئلة الآتية في توجيه البوصلة للتعرف على هؤلاء:
1- هل قياس ضغط الدم عندك هو أعلى من 140 ملم زئبق للرقم الأكبر، وأعلى من 90 ملم زئبق للرقم الاصغر؟
- نعم.
- لا.
تعليق: إن أرقام ضغط الدم الطبيعية هي 120 ملم زئبق للضغظ الإنقباضي، و 80 ملم زئبق للضغط الإنبساطي. ويقال أن الشخص يعاني من ارتفاع في الضغط عندما تصل الأرقام إلى 140 و 90 ملم زئبق وما فوق.
2- كم عمرك؟
- أقل من 40 سنة.
- فوق 40 سنة.
تعليق: تدل الدراسات إلى أن ارتفاع الضغط يزداد حدوثه كلما توغل الشخص في العمر. وحتى لو كان الضغط عادياً فوق سن الأربعين فهو لن يبقى كذلك في ما بعد، والسبب يعود إلى زيادة تصلب الشرايين التي تخلق ممانعة أمام تدفق الدم في الشرايين فترتفع أرقام الضغط خصوصاً الرقم الأكبر، أي الضغط الإنقباضي. ويجدر التنوية هنا إلى أنه حتى عمر 55 سنة، يكون الذكور أكثر تعرضاً من الأناث لخطر ارتفاع الضغط، لكن بعد ذلك العمر تتعرض النساء للخطر أكثر من الذكور.
3- كم هو مؤشر كتلة الجسم عندك (حاصل قسمة الوزن على الطول بالأمتار المربعة)؟
- أقل من 25.
- بين 25 و 30.
- أكثر من 30.
تعليق: كلما كان مؤشر كتلة الجسم عالياً زاد احتمال تعرضك لإرتفاع ضغط الدم. فإذا وقع المؤشر بين 20 و 25 فهذا يدل إلى أن وزنك مناسب، وأن خطر إصابتك بارتفاع الضغط ضعيف. أما إذا وقع المؤشر بين 26 و30 فهذا يدل إلى أن وزنك زائد، وأنك معرض لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، لذا من الضروري مراقبة الأخير عن كثب، والعمل على خفض الوزن. في المقابل إذا كان المؤشر أكثر من 30 فأنت بدين وبالتالي فإن خطر حدوث ارتفاع الضغط الشرياني وارد للغاية، وفي هذه الحال يجب تخسيس الوزن ومراقبة أرقام الضغط بشكل روتيني. لقد أفادت دراسات عدة بأن ذوي الأوزان الزائدة يمكنهم إبعاد خطر ارتفاع الضغط من خلال إنقاص أوزانهم. وتوصل الباحثون الفرنسيون إلى أن ارتفاع الضغط لدى النساء والرجال الذين لديهم زيادة في الوزن يواجهون خطر الإصابة بالجلطة القلبية والدماغية مقارنة بالذين يتمتعون بضغط طبيعي.
4- هل تمارس الرياضة؟
- لا، أبداً.
- نعم، في انتظام.
تعليق: كل الدراسـات أشـارت في شـكل لا لبس فيه الى أن ممارسـة التمارين الـرياضـية في شــكل يـومي له تأثير كبـير في الحفاظ على أرقـام ضـغـط طبيعة لدى الأشخاص الأصحاء، وحتى مرضى الضغط يمكنهم الإستفادة من الرياضة في معالجة ارتفاع الضغط البسـيط إلى المتوسط ، وطبعاً يحتاج المصاب إلى بعض الوقت- يقدر بثلاثة اشهر- من أجل جني ثمار الرياضة في خفض أرقام الضغط، وأن التأثيرات الإيجابية التي يحصل عليها المريض من الرياضة تستمر طالما استمر الشخص في ممارستها. وليس المقصود من الرياضة اليومية الإنتساب إلى ناد رياضي، أو قطع مسافات ماراثونية، بل المقصود هو القيام بجهد بدني متوسط الشدة يهدف إلى تنشيط القلب والأوعية الدموية والرئتين والعضلات.
5- هل تكثر من أكل الملح والمآكل المالحة؟
- لا.
- نعم، بكثرة.
تعليق: هناك علاقة وثيقة بين كثرة استهلاك الملح وارتفاع ضغط الدم مع التقدم في السن. لقد بينت الدراسات أن الشعوب التي تكثر من استهلاك الملح والأطعمة المالحة (كاليابانيين، والبرتغاليين، والبولنديين) هي أكثر تعرضاً من سواها لخطر ارتفاع ضغط الدم والسكتات مع التقدم في العمر. في المقابل فإن الشعوب التي يكون استهلاكها الملحي قليلاً في الغذاء تكون أقل تعرضاً من غيرها لخطر ارتفاع الضغط مع التوغل في السن. والملح لا يأتي من الملاحة، بل من الأغذية الجاهزة، خصوصاً رقائق البطاطا والمآكل الخفيفة التي يولع بها الأطفال والمراهقون، والتي تحوي الكثير من الملح الخفي فيها.
6- هل تتناول الخضار والفواكه والمكسرات؟
- لا.
- نعم، باستمرار.
تعليق: إن الخضار والفواكه والمكسرات هي من الأغذية الغنية بمعدن البوتاسيوم، وقد بينت البحوث فائدة هذا المعدن في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وأن عدم تناول ما يكفي منه يؤدي إلى الإصابة بارتفاع الضغط.
7- هل توجد إصابة عائلية بتصلب الشرايين؟
- نعم
- لا.
تعليق: إذا كان لديك أب، أو أم، أو أخ، أو أخت، يعاني من تصلب مبكر في الشرايين، فأنت معرض في شكل أكبر لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
8- هل أنت حامل(للنساء طبعاً)؟
- نعم.
- لا.
تعليق: هناك 5 في المئة من الحوامل معرضات لخطر الإصابة بارتفاع الضغط الذي يترافق مع وجود الزلال في البول، واحتباس السوائل في الطرفين السفليين.
9- هل أنت مدخن؟
- نعم.
- لا.
تعليق: إن ﺨﻁﺭ ﺍﻟﺘﺩﺨﻴﻥ ( ﺍﻟﻨﻴﻜﻭﺘﻴﻥ) ﻋﻠـﻰ ضغط ﺍﻟﺩﻡ لا يختلف عليه اثنان، وفي هذا الإطار وجدت البحوث أن ضغط ﺩﻡ ﺍﻟﻤﺩﺨﻨﻴﻥ يزيد ﻓـي المتوسط 10 نقاط ﻋﻥ ضغط ﺩﻡ ﻏﻴﺭ ﺍﻟﻤﺩﺨﻨﻴﻥ.
الأدوية و «التضيقات» وراء الضعف الجنسي
خلال مشوار علاج ارتفاع الضغط ببعض الأدوية قد يعاني المريض من الضعف الجنسي (الأصح أن يسمى ضعف الانتصاب)، وهو مشكلة عارضة يمكن حلها بالإقلال من جرعة الدواء، أو بإعطاء علاج آخر.
لكن خافضات الضغط ليست المتهم الوحيد في القضية، فارتفاع الضغط بحد ذاته قد يكون هو المتورط الأول والأخير، ويرجع السبب إلى أن ارتفاع الضغط في حد ذاته، يحدث تغيرات في الشبكة الدموية التابعة للعضو الذكري فتفقد مرونتها وتصاب بالتضيقات التي تقلل تدفق الدم الذي يعتبر حيوياً لتأمين الانتصاب. وهناك تحريات تشير إلى أن ارتفاع الضغط والأدوية المستعملة لعلاجه تقف وراء حوالى 20 في المئة من حالات ضعف الانتصاب. وطبعاً لا يجب إغفال العامل النفسي، فمريض الضغط عندما يشعر بضعف بسيط في القدرة الجنسية، فإنه يدخل في حلقة مفرغة يكون محورها الرئيس عامل الخوف الذي يثبط الرغبة الجنسية فيعزف المصاب عن المعاشرة الزوجية خوفاً من الإحراج.
د. أنور نعمة
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد