صبحي الرفاعي آخر «الطيبين»
في مأتم مهيب، شيّعت دمشق أمس الأحد، الفنان السوري صبحي الرفاعي الذي رحل أمس الأول، عن عمر يناهز 67 عاماً، إثر أزمة قلبية ألمت به. ويعدّ الرفاعي من جيل ما يمكن أن نسميه بجيل «الطيبين»، أولئك الذين عملوا للفن من أجل الفن، وأسسوا للدراما السورية في بداياتها، من دون أن يجدوا التقدير الذي يستحقونه في فترة ازدهارها، وتمددها في الفضائيات العربية، ودخولها بورصة المال والأضواء. هكذا، ظل الرفاعي، مثل معظم أبناء جيله، حاضرين في الدراما، مغيبين عن مواسم الحصاد فيها. الرفاعي هو والد النجم وائل شرف، وفي رصيده أكثر من 150 مسلسلاً درامياً، وحوالي عشرة أفلام سينمائية وأكثر من 30 مسرحية، إضافةً إلى العديد من الأعمال الإذاعيّة.
جيل الطيبين الذين انتمى إليه الراحل، كان الأكثر إخلاصاً للخصوصية السورية، لا في الحكايات التي يقدمها فحسب، بل في ملامحه الشخصية أيضاً. إذ كان الرفاعي بملامحه وأدائه التمثيلي وصوته، نموذجاً للشخصية السورية. ولعل أبرز ما قاربه الراحل في تلك الشخصية، هو طيبة السوري وبشاشة وجه.
وكمعظم أبناء جيله، أخلص الفنان صبحي الرفاعي للمسرح، ولم يثرثر في عشقه. بدأ الرجل العمل في مسارح الهواة منذ سنوات دراسته الثانوية، وانتقل بين مسارحها كلّما استطاع إلى أي مسرح منها سبيلاً. لذلك سنجد اسم الراحل صبحي الرفاعي في معظم مسارح الهواة المتاحة في سوريا، وصولاً إلى مصر. وإلى جانب توليه إدارة المسرح العمالي نحو عشر سنوات، أسس الرفاعي فرقته الخاصة، وعمل كمحترف في المسرح القومي. ومن أهم أعماله: «المفتش العام»، و«رحلة السمرمر»، و«خارج السرب»، و«نبوخذ نصر».
كما عمل الراحل في الإذاعة، وكان صوته أحد أبرز الأصوات لبرنامج إذاعة دمشق الشهير «حكم العدالة»، إضافةً إلى عدد من الأعمال الإذاعية الشهيرة منها «ظاهر مدهشة»، و«شخصيات روائية».
في التلفزيون حضر الراحل الرفاعي، في مساحات تمثيلية محددة، قد تكون أطرته به طبيعة شخصيته وملامح السكينة في وجهه. هكذا، بدا في معظم أدواره بشخصية المغلوب على أمره، وشخصية الرجل الطيب، وابن الشارع البسيط، والموظف الطيب، ومن أشهر أعماله على الشاشة الصغيرة، «نساء بلا أجنحة»، و«حمام القيشاني»،أ و«يوميات مدير عام»، و«مرايا»، و«بقعة ضوء»، و«عودة غوار»، و«باب الحارة».
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد