شبح «الثأر لمغنية» يحط في غرب أفريقيا

أرسلت أجهزة الأمن الإسرائيلية مؤخراً طاقماً أمنياً إلى دول غرب أفريقيا بهدف تحذير الجالية الإسرائيلية الصغيرة هناك من خطط يعدها »حزب الله« لاستهدافهم.
وأشارت الصحـف الإسرائـيلية التي نشرت النبأ إلى أن هذه خطوة استثنــائية لا سابـق لها، وهي تدخل في نطاق الإنذارات من احتمال ثأر »حزب الله« لاغتيال الشهيد عماد مغنية.
ولفتت صحيفة »يديعوت أحرونوت« إلى أن هذه، على ما يبدو، المرة الأولى التي ترسل فيها المؤسسة الأمنية طاقماً لتحذير الإسرائيليين شخصياً من احتمالات ثأر »حزب الله« منهم لاغتيال مغنية. وأضافت أن المؤسسة الأمنية اكتفت حتى الآن بتوجيه نصائح وتعليمات للإسرائيليين عبر ما يسمى بـ»مكتب مكافحة الإرهاب«، لكن الطاقم سينتقل هذه المرة من بيت إلى بيت ومن فندق إلى فندق، حيث يقيم إسرائيليون، بهدف تحذيرهم.
وأوضح المراسل العسكري لـ»هآرتس« عاموس هارئيل أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى هذه الأيام من ثأر »حزب الله«. وأشار إلى أن الخوف على حياة الإسرائيليين في غرب أفريقيا، حيث تعيش جاليات عربية كبيرة وبينهم العديد من الشيعة، قد تعاظم مؤخرا، وأثيرت سيناريوهات كهذه في إطار التحسب من الثأر لمغنية. وتنبع الخشية أساساً من سهولة وصول »حزب الله« إلى تلك الدول التي لا توجد فيها حماية خاصة للإسرائيليين.
وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن الحزب يبحث عن سبيل لـ»تصفية الحساب« بشأن مغنية، وأنه بعد إنجاز عملية التبادل لم يعد مضطراً للحذر أكثر. كما أن الاستخبارات الإسرائيلية تعتقد أن »حزب الله« يبحث عن ذرائع تسمح له بمواصلة نضاله ضد الدولة العبرية لتبرير صورته كمدافع عن لبنان في وجه »العدوانية« الإسرائيلية.
وأشار هارئيل إلى أن الخوف من عملية في غرب أفريقيا يعود أيضاً إلى احتمال لجوء الحزب إلى عملية ثأرية لا تكون مدوية ولا تجبره على تحمل تبعاتها السياسية.
ويعيش في دول غرب أفريقيا المئات من الإسرائيليين الذين يعملون في الغالب في مشاريع عقارية وتجارية كبرى، وخاصة في تجارة الماس.
ورغم التعميم فإن الاستخبارات الإسرائيلية توجهت على وجه الخصوص إلى ما بين عشرة إلى عشرين ممن يعملون في تجارة الماس وشركات الاتصالات. ويذكر أن أنغولا وقعت مؤخراً اتفاقيات تعاون اقتصادي مع إسرائيل تتعلق بالنفط والماس. ويتواجد عدد كبير من الإسرائيليين في مينروفيا في ليبيريا، وفي كيغالي في رواندا.
وكتب هارئيل أن المعلوم حتى الآن أن خطة اكتشفت للثأر لمغنية في كندا، وأن السلطات هناك اعتقلت عددا من المشبوهين بمراقبة مؤسسات إسرائيلية ويهودية. وتشدد المصادر الأمنية الإسرائيلية على أن الخلية في كندا اعتقلت وهي في مرحلة متقدمة من الاستعداد للتنفيذ.
وأوضح هارئيل أنه لوحظ مؤخراً محاولة من جانب »حزب الله« لتسخين الحدود مع إسرائيل، بشأن الانتهاكات الجوية. وقد تردد أن الحزب يحاول نشر بطاريات صواريخ مضادة للطائرات في جبال لبنان لتقييد هذه الطلعات.

المصدر: السفير