سيول وواشنطن تستبعدان استئنافاً وشيكاً للمحادثات السداسيّة
أعلن أحد كبار المسؤولين الحكوميين الكوريين الجنوبيين إنّ من المرجح عدم استئناف المباحثات السداسية الخاصة بالبرنامج النووي الكوري الشمالي قريباً، في وقت أعادت فيه بيونغ يانغ تأكيد رغبتها المشروطة في الرجوع إلى المباحثات.
ويولي مراقبون حول كوريا الشمالية ووسائل الإعلام في سيول اهتماماً كبيراً للموعد الذي من المرجح أن تُستأنف فيه المباحثات، على وجه الخصوص بعدما طالبت كوريا الشمالية أمس بإنشاء معاهدة سلام رسمية لتحل محل الهدنة التي أنهت الحرب الكورية عام 1953. وقالت كوريا الشمالية إنه من الممكن أن يجري تبادل الآراء بشأن المسألة في المباحثات السداسية، أو في منتدى منفصل. وأضافت إنه ينبغي أن تُرفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على بيونغ يانغ قبل عقد مثل هذه المباحثات.
وينظر بعض المحللين إلى مطالبة بيونغ يانغ كعلامة واضحة تشير إلى أنها تسعى إلى الرجوع إلى المباحثات السداسية، التي عُقدت الجولة الأخيرة منها في كانون الأول عام 2008. وتشارك فيها كوريا الجنوبية، الولايات المتحدة، الصين، روسيا واليابان.
إلّا أن المسؤول في مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي قال إنه لا توجد حتى الآن علامة مؤكدة، لاستئناف المباحثات المحتملة.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته إنه لا يوجد حتى الآن تقدم ملموس، منذ زيارة الممثل الأميركي الخاص لسياسة كوريا الشمالية ستيفن بوسوارث لبيونغ يانغ في أوائل كانون الأول الماضي. وكان ستيفن بوسوارث ونائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كانغ سوك جو، قد توصلا إلى أرضية مشتركة بشأن ضرورة استئناف المباحثات أثناء لقائهما. وقالت الولايات المتحدة إنها ستواصل المشاورات حول تحديد موعد لانعقاد المباحثات والظروف التي تجري بموجبها. وقال المسؤول إنه لا تحرك للقاء إضافي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وأضاف إن الصين لم تعرض جدولاً خاصاً بجولة جديدة من المباحثات السداسية. وأشار إلى أن بكين تكون في مراحل استبدال نائب وزير الخارجية وو داوي الذي يرأس المباحثات بمبعوث جديد. وقال «إن الصين لم تخبرنا رسمياً بخلف وو»، وتوقعت وسائل الإعلام الأجنبية أن السفير الصيني الحالي لدى اليابان، كوي تيانكاي، سيتولّى المنصب.
من جانبه قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تي يونغ، اليوم إن كوريا الجنوبية لن تنخدع من آخر إشارة سلام من كوريا الشمالية، وهي تكتيك ثبت أنه عمل للخداع في الماضي. وقال وزير الدفاع في موجز صحافي «إننا كنا نشهد العديد من مثل هذه الحالات في التاريخ، التي أبدت فيها كوريا الشمالية إشارة سلمية، في الوقت الذي كانت فيه تعزّز الاستفزازات المسلحة»، وأضاف «إن جيشنا سيكون مستعداً لأية استفزازات».
ويشار إلى أن كوريا الجنوبية تشكّك في اقتراح بيونغ يانغ إنشاء معاهدة سلام لإنهاء رسمي للحرب الكورية، وهي حذرة من إمكان محاولة كوريا الشمالية استعمال القضية لتعويق المباحثات السداسية الخاصة بإنهاء البرنامج النووي الكوري الشمالي.
وقال كيم إن كوريا الجنوبية، ليست دولة موقّعة على اتفاقية الهدنة، إلا أنه يعتقد بأنها أحد الأطراف المعنيين بالمعاهدة. وتريد كوريا الشمالية إجراء المباحثات بشأن القضية معها. وقال الوزير «إننا نعتقد أنه يمكن أن يجري تبادل الآراء بشأن القضية عندما تُستأنف المباحثات السداسية». وأضاف «إننا نخطط للقيام بالرد الحذر على نية كوريا الشمالية».
وكان البيت الأبيض قد رفض أمس العرض الذي قدمته كوريا الشمالية بتوقيع معاهدة سلام مع الولايات المتحدة قبل البحث في برنامجها النووي، ورأى أن على كوريا الشمالية الوفاء بواجباتها في هذا المجال، قبل تقديم اقتراحات. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن «الكوريين الشماليين يعرفون تماماً ما عليهم القيام به: العودة إلى المفاوضات السداسية، والتخلي عن فكرة الدولة النووية في شبه الجزيرة الكورية». وأضاف غيبس «إذا أرادوا الوفاء بهذه الالتزامات فعندها سنتمكن من التقدم في هذه المفاوضات»، متابعاً «على الكوريين الشماليين أن يقوموا بالخطوة الأولى لا نحن».
وتنص الاتفاقات الموقعة بين مجموعة الست (الكوريتين والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا) في 2005 و2007 على إجراء محادثات بهدف توقيع معاهدة تنهي رسمياً الحرب الكورية (1950ـــــ1953) شرط نزع أسلحة كوريا الشمالية بالكامل.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد