سماسرة وشقيعة تسببوا بارتفاع أسعار زيت الزيتون هذا الموسم
قدّر رئيس مجلس زيت الزيتون سامي الخطيب أن تصدير زيت الزيتون هذا الموسم وصل إلى 20 ألف طن، يتجه معظمه لإيران والعديد من الدول الأخرى مثل البحرين وكندا وفنزويلا وأستراليا. مبيناً أن حركة التصدير مستمرة حسب المتاح وأن مسألة التصدير تحددها جملة من العوامل بدءاً من مواصفة الزيت وطرق وشكل التوضيب والعبوات إضافة للعلاقات التجارية مع الدول الأخرى.
وعن حجم وتقديرات الإنتاج من زيت الزيتون لهذا الموسم بين أنها لا تتجاوز 100 ألف طن من الزيت وهي كمية منخفضة مقارنة مع سنوات سابقة حيث وصل الإنتاج في العام الماضي رغم تواضعه 150-160 ألف طن، على حين يرى أن الشيء الطبيعي ألا ينخفض حجم الإنتاج عن 200 ألف طن.
وعن أسباب انخفاض حجم الإنتاج وبعيداً عن العوامل والظروف الطبيعية والمناخية حمل رئيس المجلس وزارة الزراعة جزءاً من ذلك لأسباب تعود إلى توزيع غراس زيتون متباينة لجهة الاستهلاك وعدم توحيد هذه الأصناف في المشاتل وتزود الفلاح بها حسب رغبته إذا كان يرغب بزارعة غراس مناسبة لإنتاج زيت الزيتون أو مناسبة لزيتون المائدة وغيرها، وأن ما يؤكد ذلك اليوم هو وجود أنواع وأصناف مشكلة ومختلفة ضمن البستان الواحد، وهو ما سبب إرباكاً وصعوبة لدى المزارع في عملية فرزها وتصنيفها حيث يأخذ ذلك وقتاً وجهداً وتكاليف إضافية لا يستطيع الفلاح أصلاً تحملها، ولا يستطيع في الوقت نفسه قص هذه الأشجار وإعادة توحيدها لأن هذه الأشجار مر على رعايتها والإنفاق عليها أكثر من 10 سنوات ومن غير الوارد القذف بكل هذا الجهد والرعاية لهذه الأشجار.
وعن الارتفاعات السعرية التي شهدها زيت الزيتون مع بدايات هذا الموسم التي تراوحت بين 25-30 ألف ليرة للصفيحة حسب المحافظة والمنطقة وهو ما اعتبره المستهلكون رقماً قياسياً ولا يمكن مجاراته من شريحة واسعة من المواطنين واتهموا التصدير بذلك حيث يسهم بشكل مباشر بزيادة الأسعار في الأسواق المحلية، أكد الخطيب أن التصدير لا يشكل نسبة قادرة على تحريك الأسعار بهذا الشكل إلا أن العامل الأهم ارتفاع تكاليف الإنتاج من أسمدة وأدوية وعمالة ونقل وعصر إضافة لارتفاع كبير في عبوات التعبئة وكل المستلزمات المرافقة لعمليات جني المحصول وتوضيبه وعصره والأعمال التي تسبق الموسم من عمليات الفلاحة والتقليم والسقاية وغيرها من أعمال البستنة. وهناك عامل مهم يترافق مع تسويق الإنتاج من مادة الزيت وهو ظاهرة انتشار السماسرة والشقيعة الذين يتكاثرون كالفطر في القرى والضيع المنتجة ويجولون على المعاصر وحتى على بيوت المزارعين لشراء إنتاجهم بأقل سعر ممكن ومن ثم عودة طرحه من جديد في الأسواق بأسعار مرتفعة مستغلين صعوبات نقل الإنتاج لمناطق الاستهلاك في بعض المناطق إضافة لاستغلالهم حاجة المزارع المالية خاصة وقت جني المحصول بسبب ما يترتب عليه من نفقات وكلف تترافق مع جني وعصر المحصول، وأن الكثير من هؤلاء السماسرة شكلوا حلقات وساطة وسمسرة، لتحصيل أكبر قدر ممكن من هوامش الأرباح والسمسرة.
عبد الهادي شباط
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد