سليمان العيسى.. شاعر الطفولة والعروبة والوطن
سليمان أحمد العيسى الشاعر السوري المعاصر والمشهور بقصائده عن الطفولة والشباب والوطن، قدم الكثير من الأعمال الأدبية المميزة والمنتشرة في كل أنحاء الوطن العربي.
اشتهر “العيسى” منذ بداياته بشعره الوطني والقومي ومشاركته بقصائده في النضال ضد الانتداب الفرنسي على سوريا، إضافة إلى كتاباته عن الشهداء والعمال والأم والأرض والربيع.
كان حلمه الأكبر الوصول للوحدة العربية وألّف الكثير من القصائد لتذكير الشعوب العربية بتضحيات وانتصارات وبطولات أجدادهم التي ملأت التاريخ. كما حصل خلال مسيرته على العديد من الجوائز تكريمًا على أعماله الأدبية.
ولد سليمان أحمد العيسى في عام 1921 في قرية النعيرية غربي مدينة أنطاكية في لواء اسكندرون المحتل الذي كان في تلك الفترة لا يزال تابعاً رسمياً للجمهورية العربية السورية.
في تلك الفترة لم يكن يوجد في القرية مدارس، فبدأ سليمان يتلقى تعليمه من والده الشيخ أحمد العيسى في الكتّاب والذي ساعده على حفظ القرآن الكريم والكثير من المعلقات الشعرية بعمر صغير.
ساعده ذلك على كتابة أول ديوان شعري وصف فيه الحياة الريفية ومعاناة الفلاحين حيث كان لا يزال في العاشرة من عمره. بعد ذلك ذهب إلى أنطاكية ليلتحق بالمدرسة الابتدائية.
في العامين التاليين كانت ثورة اللواء العربية بدأت، وشارك سليمان في المظاهرات والنضال ضد الانتداب الفرنسي بقصائده القومية.
واضطر في النهاية مع عائلته إلى مغادرة لواء إسكندرون، وتابع دراسته الثانوية في مدارس حماه واللاذقية ودمشق، وبعد انتهائه من المرحلة الثانوية تابع تعليمه حتى حصل في عام 1947 على إجازة في الأدب والتربية.
بدأ سليمان العيسى مسيرته في كتابة الشعر في العاشرة من عمره حيث كتب أول قصائده ليصف حياة الفلاحين الشاقة في قريته.
بعد تخرجه من الجامعة عمل بالتدريس في دار المعلمين العالي في بغداد، ثمّ عاد إلى بلده سوريا واستقرَّ في حلب من عام 1947 حتى عام 1967 حيث بدأ العمل كأستاذ لغة عربية في مدارسها. كما أنه أصبح موجهاً أول لمادة اللغة العربية في وزارة التربية السورية.
وقضى، حينها، في التدريس عشرين عاماً، واصل فيها نشاطه العلمي والقومي، وكان شعره سجلًّا صادقاً لعواطفه ومواقفه.
وفي سنة 1967م انتقل الأستاذ سليمان إلى دمشق موجّهاً أوَّلَ للغة العربية في وزارة التربية، وقدَّم خدمات كبيرة في البرامج الدراسية وتأليف الكتب.
وتوجَّه إثر كارثة حزيران 1967م إلى كتابة شعر الأطفال، واستطاع أن يقدّم لهم مكتبة عامرة منوعة فيها الشعر والقصص والمسرحيات، وصار يُسمَّى شاعر العروبة والطفولة.
وفي سنة 1972م زار اليمن لحضور مؤتمر تربوي، ثم زارها ثانية سنة 1980م للمشاركة في مؤتمر شعري، تتالت بعدها زيارات سنوية مدة ثماني سنوات، ثم أقام في اليمن قرابة 15 عاماً.
انتُخب الأستاذ سليمان العيسى عضواً عاملاً في مجمع اللغة العربية بدمشق في 24 تشرين الثاني 1990م خلفاً للأستاذ شفيق جبري، وصدر مرسوم تعيينه في 27 أيار 1991م. وبسبب سفره إلى اليمن تأخرت حفلة استقباله إلى 19 أيلول 2001م.
وتوفي الأستاذ سليمان العيسى يوم الجمعة في 2 شوال 1434هـ الموافق 9 آب 2013م، ودُفن في دمشق.
الخبر
إضافة تعليق جديد