ربط محطة بوشهر النووية بشبكة الكهرباء في إيران
أعلن الناطق باسم المنظمة الايرانية للطاقة الذرية حامد خادم قائمي عن وصل محطة بوشهر النووية الايرانية بالشبكة الكهربائية الوطنية، ما يعني عملياً بدء المحطة في تزويد المستخدمين الايرانيين كهرباء.
ونقلت قناة «العالم» التلفزيونية الايرانية الناطقة بالعربية عن خادم قائمي ان المحطة التي تبلغ قدرتها الانتاجية الف ميغاواط، لا تنتج في الوقت الراهن سوى 60 ميغاواط على سبيل الاختبار، لكنها ستزيد قدرتها تدريجياً لتبلغ 400 ميغاواط بحلول 12 الشهر الجاري.
وأضاف ان المحطة التي بنتها روسيا في جنوب ايران، ربطت بالشبكة السبت، مشيراً الى ان احتفالاً رسمياً سينظم عندما تبلغ قدرة المحطة 400 ميغاواط.
وبلغت كلفت بناء المحطة بليون دولار، ويثير تشغيلها ارتياحاً لدى الاوساط الرسمية الايرانية، بعد سنوات من التأجيل والعثرات. كما ان طهران تعتبر ان تشغيل المحطة يثبت للعالم انضمام ايران الى النادي النووي على رغم العقوبات المفروضة على البلاد في محاولة لعرقلة تقدم برنامجها النووي المثير للجدل.
وتقع المحطة على شاطئ الخليج، وهي الاولى في سلسلة منشآت نووية ايرانية ترى طهران انها ستقلل من اعتماد البلاد على النفط والغاز.
ويأتي تشغيل المحطة في وقت تضغط روسيا لاحياء المحادثات بين القوى العالمية وايران في شأن برنامجها لتخصيب اليورانيوم والذي ينظر اليه في الخارج على انه يمثل خطراً محتملاً لحظر الانتشار النووي، لأن اليورانيوم العالي التخصيب يمكن ان يستخدم في صنع القنابل الذرية.
وتؤكد ايران انها تخصب اليورانيوم بمستويات منخفضة مناسبة لوقود محطات الطاقة او للاستخدام في مجالي الطب والزراعة وبدأ العمل في مفاعل بوشهر في تشرين الثاني (نوفمبر) 2010 لكن مشكلات تقنية ادت الى تأخر تشغيله.
وأعلنت السلطات الروسية وقف المفاعل في شباط (فبراير) الماضي، وتفريغ وقوده في اطار «عملية تنظيف» مرتبطة بحادث تعرضت له مضخة تبريد. واعيد تشغيل المحطة مطلع ايار (مايو) الماضي، وصرحت وسائل الاعلام انه سيتم وصلها بالشبكة مطلع تموز (يوليو).
ودشن موقع بوشهر وسط ضجة كبيرة في اواخر آب (اغسطس) 2010 بعد 35 سنة من التجاذبات، فالمشروع الذي اطلقته شركة «سيمنز» الالمانية عام 1975 توقف بعد الثورة الاسلامية في 1979 ثم الحرب على العراق (1980-1988) قبل ان تستأنفه روسيا في 1995.
وأدت مشكلات تقنية ومالية وسياسية لاحقاً الى تأخير لنحو عشر سنوات في الجدول الزمني الاصلي الذي توقع دخول المحطة في الخدمة عام 1999.
وأسفر هذا التأخير مراراً عن توتر بين ايران وروسيا اذ اتهمت طهران موسكو بالمماطلة بسبب ضغوط غربية خصوصاً اميركية.
وأكد الغربيون على الدوام ان بوشهر قد تساعد ايران على تطوير قدرات نووية عسكرية، قبل الاقرار بأن المحطة التي وضعت تحت رقابة تقنيين روس والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لا تمثل تهديداً لجهة الانتشار النووي.
وتخضغ ايران منذ 2007 الى عقوبات دولية لشق آخر في برنامجها النووي وهو تخصيب اليورانيوم، اذ يتخوف الغربيون من ان يستخدم لاغراض عسكرية على رغم نفي طهران ذلك.
وهذه العقوبات التي فرضها مجلس الامن الدولي الذي تبنى ستة قرارات دانت النشاطات النووية والبالستية لايران منذ 2007، تم تعزيزها تدريجياً من جانب القوى الغربية التي فرضت منذ صيف 2010 حظراً تكنولوجياً صارماً على طهران ارفق بحظر نفطي ومالي وتجاري.
ولم يمنع هذا الحظر طهران من تسريع انتاج اليورانيوم المخصب ومن الاعلان الشهر الماضي عن محادثات مع موسكو لبناء محطات جديدة.
وايران ثاني دولة منتجة للنفط في منظمة «اوبك» وتملك ثاني اكبر احتياطي غاز في العالم. وأعلنت طهران نيتها امتلاك 10 الى 20 محطة نووية مستقبلاً بقدرات اجمالية تصل الى 20 الف ميغاواط.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد