خلاف بين «النفط» و«الزراعة» وراء توقف مقالع رخام عن العمل
بيّن أمين سر اتحاد المصدرين السوريين مازن حمور أن الاتحاد قام بتشكيل لجنة قطاعية خاصة بالرخام وأحجار الزينة والفسيفساء، موضحاً أن مهمة اللجنة متابعة أعمال قطاع المقالع والعمل على حل مشاكلها، إذ إن هذا القطاع كان يقوم بتصدير ما يعادل 200 مليون دولار سنوياً لعدد كبير من دول العالم وأهمها دول الخليج والصين، ولكن نتيجة للظروف الأمنية التي تمر بها البلد فقد خرجت العديد من المقالع من الخدمة حتى أصبح نصفها متوقفاً عن العمل إما لأسباب أمنية تتعلق بظروف المنطقة التي بها المقلع أو لظروف أخرى ومنها الخلاف الحاصل بين وزارتي النفط والزراعة حول ملكية عدد من المقالع في المنطقة الساحلية، حيث تدعي وزارة الزراعة أن ملكية الأرض التي بها المقالع تعود لها، بينما ترى وزارة النفط أن المقالع تعتبر ثروة باطنية تعود ملكيتها لمديرية الجيولوجيا، ونتيجة لهذا الخلاف فقد توقفت هذه المقالع عن العمل بانتظار حل هذا الخلاف، مشيراً إلى أن اتحاد المصدرين سيسعى للتواصل مع الأطراف المعنية لإيجاد الحل المناسب الذي يعيد المقالع للعمل، مضيفاً إن الحجر السوري له شهرته وخصوصاً ما يعرف بالحجر البدروسي نسباً لمنطقة البدروسية في الساحل السوري.
ولفت حمور إلى وجود مشاكل أخرى يعاني منها هذا القطاع المهم ومن أهمها كشف العينات لمصلحة الجيولوجيا الذي كان معمولاً به في الفترة التي منع بها التصدير إلا لعدد قليل من الأحجار والرخام، ولكن بعد أن أعيد السماح بتصدير كل شيء، فقد استمر العمل بهذا الكشف وارتفعت تكلفته من الألف ليرة إلى 25 ألف ليرة، وهي تكلفة كبيرة تضاف لحساب المصدر ولو كان لمتر رخام واحد يريد تصديره، إضافة إلى أن المرافئ كانت سابقاً تخزن لمصدري الرخام وأحجار الزينة دون أن تتقاضى أي مبالغ لقاء التخزين، أما الآن فإن المرافئ تأخذ رسوم للتخزين وهو ما يشكل عبء على المصدر يضاف إلى قيمة فواتير تصديره، علماً أن هذا النوع من التخزين يحتاج إلى وقت لأن الأحجار والرخام يتم تجميعها من عدد من المقالع وفي مناطق مختلفة ولا يتم تجميعها في مكان واحد وشحنها للمرفأ، ويتابع حمور: إن المقالع في محافظة السويداء تعاني أيضاً فرض رسوم جمركية محدثة عليها لشحن الأحجار والرخام منها إلى المرافئ وهو أمر يستغرب لأن الشحن يتم ضمن البلد ومن غير المعروف وجود رسوم جمركية بين المحافظات إضافة إلى معاناة عمال المقالع في التنقل بين أماكن السكن ومواقع المقالع نتيجة الظروف الأمنية على الطرق.
وكشف أمين سر اتحاد المصدرين عن أن العمل يتم حالياً لوضع البرامج والترتيبات لإشراك هذا القطاع المهم في المعارض الخارجية، مع العلم أن أحجار الزينة والرخام المطعم بالرسوم والألوان له شهرة كبيرة، إذ إن هناك العديد من القصور والمساجد في منطقة الخليج وآسيا تم تزيينها بأحجار الزينة السورية والفسيفساء والرخام المطعم السوري، وقامت بتنفيذ هذا الأعمال أيد حرفية سورية، فهذه الحرفة عريقة ولها جذورها.
وفي شأن آخر أوضح حمور أن الاتحاد قام بتشكيل لجنة قطاعية للصناعات المنزلية الكهربائية، وسيقوم بوضع الترتيبات اللازمة لدعم صادرات هذا القطاع بعد أن خرجت العديد من المعامل من الخدمة في المناطق الساخنة، وأصبحوا يعانون في تأمين المواد الأولية، مشيراً إلى أن هذا القطاع يسهم في إدخال قطع أجنبي مهم للبلد.
علي محمود سليمان
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد