خلاف أميركي ـ إسرائيلي جديد

19-06-2015

خلاف أميركي ـ إسرائيلي جديد

تتزايد الشجارات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية من دون أن يظهر، على الأقل حتى الآن، أي شرخ في العلاقات بينهما.
ورغم تحذيرات مسؤولين كبار في الجانبين من عواقب استمرار مثل هذه الشجارات، فإن مستوى العلاقات لا يتراجع بشكل ملموس، خصوصاً في الجانب العسكري.
ويبدو أن آخر الشجارات هو رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو التنصل من توصيفات سفيره السابق في واشنطن مايكل أورن، حول عداء إدارة الرئيس باراك أوباما لإسرائيل. وقد اجتذبت تصريحات أورن ردود فعل حادّة من وزارة الخارجية الأميركية ومن السفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو.
وأشارت «هآرتس» إلى أن نتنياهو رفض طلباً أميركياً بأن يتنصل علناً من مواقف نشرها سفيره السابق في واشنطن، مايكل أورن ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وجاءت تلك المواقف في مقالة نشرها أورن، قبل بضعة أيام في صحيفة «وول ستريت جورنال»، بعنوان «كيف تخلّى أوباما عن إسرائيل؟». ونشرت المقالة في إطار حملة ترويج لكتاب مذكراته حول الفترة التي قضاها سفيراً لإسرائيل في واشنطن، والتي استمرت في عهدَي نتنياهو من 2009 إلى 2013.
وفي المقالة تحدّث أورن عن تخلّي أوباما عن المبدأين الموجّهين للعلاقة الأميركية - الإسرائيلية، وهما: تجنّب الخلاف العلني، والتزام الطرفين بعدم مفاجأة أي طرف للآخر بتغيير سياسته.
تجدر الإشارة إلى أن أورن لم يعد سفيراً وليس له أي منصب حكومي، لكنه صار عضواً في الكنيست عن قائمة «كلنا»، التي يرأسها وزير المالية موشي كحلون. ويعتبر كحلون الشريك الأكبر لنتنياهو في الحكومة الإسرائيلية الحالية. ولذلك فإنه بعد ساعات من نشر المقالة اتصل السفير الأميركي بنتنياهو طالباً منه نشر توضيح علني يتنصل فيه من اتهامات أورن لأوباما بالتخلي عن إسرائيل منذ لحظة توليه منصبه في البيت الأبيض في العام 2008.
وبحسب «هآرتس»، نقلاً عن مصدر مطلع، رفض نتنياهو طلب شابيرو، وأبلغه أن لا نية لديه للتعليق علناً على كلام أورن. وفي كل حال حاولت «هآرتس» أن تأخذ من ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية ردوداً على بضعة أسئلة مستوحاة من مقالة أورن، لكن رئاسة الحكومة ردت بأنها غير معنية بالردّ. وتوجه شابيرو بعدها إلى زعيم حزب «كلنا» موشي كحلون طالباً الشيء ذاته. وخلافاً لنتنياهو خرج كحلون علناً ليقول إن أقوال أورن ضد أوباما لا تمثل موقف حزبه. واستدعى كحلون أورن طالباً منه توضيح موقفه قبل أن يرسل رداً للسفير الأميركي.
وجاء في رسالة كحلون لشابيرو «على الدوام آمنت أن العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والمساعدة الأميركية الأمنية لإسرائيل، وكذلك المساعدة في الحلبة الدولية هي ذخائر كبرى لدولة إسرائيل، وتشكل مكوناً مركزياً في أمنها القومي». وأضاف «عندما قرأت المقاطع التي نشرت من كتاب أورن فهمت على الفور أنها يمكن أن تثير خلافاً، خصوصاً أقواله التي كتبها في مقالته في وول ستريت جورنال». وشدّد كحلون على رغبته في التوضيح بأنه عندما كتب أورن كتابه لم يكن عضواً في حزب «كلنا»، ولا حتى مرشحاً للانضمام لقائمة الحزب الى الكنيست. وأكد أن كتاب أورن يعبر عن رؤيته الشخصية من فترة خدمته كسفير في واشنطن. ووعد كحلون السفير الأميركي بأن يوضح هذا الموقف في أول جلسة علنية للكتلة، وأن يؤكد على العلاقات والقيم المشتركة بين الدولتين.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد ردّ على كلام أورن. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيري، أمس الأول، إن كيري قرأ مقالة أورن، وهو يعتقد أن مزاعمه ضد أوباما «غير دقيقة أبداً، كاذبة، ولا تعبر عما حدث فعلاً». وأضاف أن كيري يعتقد أن أورن كتب كلامه «كسياسي يحاول تسويق كتابه»، مبيناً أن وزير الخارجية يعرف أن أورن لم يكن كامل الإطلاع على كل المحادثات والاتصالات بين إسرائيل وأميركا خلال سنوات خدمته في واشنطن.
وكان لافتاً أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان انتقد بشدة كلام أورن، قائلاً «أورن يخطئ حين يتهم الرئيس أوباما بسوء النية تجاه إسرائيل. الرئيس منع قرارات صعبة ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، وعمل كثيراً لتعزيز التعاون الأمني بين الدولتين. والقول إن الرئيس أوباما تخلى عن إسرائيل هو قول منفصل عن الواقع». وخلص إلى أن «بين الدولتين خلافات مبدئية، ونحن سنصرّ على مواقفنا، لكن الولايات المتحدة كانت ولا تزال أكبر أصدقائنا، وهي تسهم بشكل حاسم في اقتصاد وأمن ومنعة إسرائيل».
وغمز شابيرو، في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، من قناة أورن، حين قال «لقد نشر أورن رواية خيالية عما يحدث. وأنا لا أوافق على ما كتب. لقد كان سفيراً، وهو اليوم سياسي يريد تسويق كتابه. أحياناً للسفير زاوية رؤية محدودة ضمن الاتصالات الجارية. وما كتبه لا يعبر عن الحقيقة».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...