خبيران يطرحان “الغزو المعاكس” للانسحاب السريع من العراق
قال خبيران أمنيان أمريكيان بارزان إن بإمكان قوات الاحتلال الانسحاب من العراق في اتجاه قواعدها المجهزة لذلك في الكويت خلال ثلاثة أشهر من خلال القيام ب “غزو معاكس”، وأكدا أن على واشنطن استخدام جدولة الانسحاب، التي تطالب بها الحكومة العراقية، كرافعة لتحقيق التغيير السياسي في البلد المحتل، في وقت تحدثت تقارير إعلامية حول صفقة سرية بين الحكومة العراقية وواشنطن، تتخلى فيها الأخيرة عن دعم قوات “الصحوة” وتفكيكها مقابل دمج 58 ألفاً منها في الأجهزة الأمنية، وفي ضوء الصفقة بدأت القوات الحكومية في إعداد قوائم اعتقال بالآلاف تستهدف قادة وعناصر “الصحوة”، وسط تصريحات بأنهم باتوا “سرطاناً يجب استئصاله”، فيما لوح أحد قادة “الصحوة” بمقاتلة الحكومة في مواجهة هذا الاستهداف.
ورأى اثنان من كبار الخبراء في مركز التقدم الأمريكي، أولهما لورنس كورب مساعد وزير الدفاع الأمريكي في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان، والثاني شين دوجان، أن على الولايات المتحدة أن تستغل المكاسب التي تحققت في العراق، وتستخدم جدول الانسحاب الزمني، الذي يطالب به المسؤولون العراقيون، كرافعة لغرض التغيير السياسي في العراق، واعتبرا أن إعادة الانتشار الآمنة للقوات الأمريكية والتجهيزات الأساسية لها ما زالت في متسع الجيش الأمريكي ويمكن تحقيقها بفعالية وبشكل آمن خلال 8 - 10 أشهر.
وبحسب توصيف الخبيرين، فإن قوات الاحتلال إذا أرادت الانسحاب من العراق إلى قواعدها في الكويت بالسرعة الممكنة، فإنها تستطيع الخروج خلال ثلاثة أشهر فقط من خلال القيام ب”غزو معاكس” على الرغم من التضحية بقدر كبير من المعدات الحساسة، لاسيما أن مثل ذلك الخروج سيخلق فراغاً أمنياً وسياسياً كبيراً مشابهاً لذلك الذي تسبب به إسقاط صدام حسين.
وأضافا أنه في الوقت الذي يبدو هذا المشهد ممكناً، فانه ليس بالمهمة المستحبة ، وإذا أمرت القوات الأمريكية بالتخطيط الآن بإعادة الانتشار المتدرج من العراق، فانه يمكن ان يستكمل بشكل آمن خلال شهر يونيو/ حزيران ،2009 وخلال هذا الوقت، فإن الجيش لن يستبدل القوات بشكل روتيني لتلك التي ستعود إلى الولايات المتحدة في نهاية دورتها الخدمية، حيث يعتقدان أن هذا الانسحاب يمكن أن يتم بتخفيض القوات لواءين في كل شهر وهي خطوة مشابهة لتجديد القطعات التي مارستها القوات الأمريكية خلال السنوات الخمس الماضية.
وإطار المدة الزمنية من 8 - 10 أشهر على افتراضين حاسمين أولهما يفترض أن الهدف الأساسي للانسحاب الأمريكي هو نقل الجنود والمارينز بأمان إلى الكويت، والثاني هو اعتماد إستراتيجية عدم ترك قواعد عملياتية في العراق، حيث أكدا أن تحريك مثل هذا العدد من القوات والتجهيزات الكبير ليس من دون سابقة في العراق، ففي النصف الأول من سنة 2004 حرك البنتاجون 235000 جندي وتجهيزاتهم من داخل العراق بعد أن استكملت القوات التي نفذت عملية الغزو السنة الأولى لها في العراق، وخلال 6 أشهر من المداورة الزمنية للقوات، خسر الجيش الأمريكي بمعدل زيادة 15 % من الإصابات.
من ناحية أخرى، كشف الجنرال ديفيد باركينز، كبير الناطقين العسكريين للاحتلال في العراق، أن المسؤولين الأمريكيين والعراقيين، وافقوا بشكل أساس على “خطة متفائلة” بتحويل 58 ألفاً من “الصحوة” إلى تسلم رواتبهم من الحكومة العراقية، وضمهم تحت قيادة مركز عمليات بغداد، الذي يتلقى أوامره من رئيس الوزراء نوري المالكي، لكنه قال إن النقل لن يتم إلى أن تحل القضايا الحاسمة، حول كيفية تدقيق سيرة كل واحد من عناصر “الصحوة” ومعرفة نوع الوظيفة التي يصلح لها وتلقي البرنامج التدريبي الذي يؤهله في نهاية الأمر.
وكجزء من جهود “الصحوة” لتحويل نفسها إلى “سلطة سياسية” نظم “أبو عزام” أحد قادة “الصحوة” لائحة سياسية تحضيراً للانتخابات المحلية المقبلة، وقال إنه ترك العنف إلى الأبد، وإنه متفائل أن بعض المقاتلين السابقين لن يعودوا إلى النزاع المسلح، إذا ما رفضت الحكومة إعطاءهم الوظائف، لكنه اعترف قائلاً “إن جزءاً منهم سيقاتل الحكومة، إذا لم يجندوهم في القوات الأمنية”.
واعتبر اللواء ناصر الهيتي قائد لواء المثنى المعروف بضراوته والذي يسيطر على منطقة غربي بغداد، “هؤلاء الناس كالسرطان، ونحن يجب أن نستأصلهم”، مشيراً بذلك إلى زعماء الصحوة المسجّلة أسماؤهم على قائمة الاعتقالات التي ينفذها اللواء. ويضيف اللواء قوله إن الأوامر التي لديه صادرة من مركز العمليات العسكرية في بغداد، مقراً أن بعض المقاتلين المحبطين والذين يشعرون بالخيبة “قد يشكلون جيوشاً مسلحة ثانية”.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد