حركشات (1)
ماهر سلوم: أخي المواطن.. العادي مثلي:
إذا قررت أن تحضر احتفالاً حزبياً، أو مهرجاناً خطابياً، أو محاضرةً ثقافية ـ أعني لو فكرت بارتكاب هكذا حماقة ـ إياك، وثم إياك، أن تفكر (ولو مجرد تفكير) بالجلوس في أحد مقاعد الصفوف الأمامية!.. المقاعد الأمامية، أيها العادي، ليست عادية.. المقاعد الأمامية لأناس غير عاديين جرى وصفهم، تجاوزاً، بالمسؤولين!!.. المقاعد الأمامية، في عرفنا، تعني الصدارة. والمسؤولية، في عرفنا، تعني الصدارة. والصدارة، في عرفنا، (بريستيج) لا أكثر ولا أقل!!
في الماضي، رفض نابليون العظيم (غير العادي) الجلوس في المقعد الأمامي في إحدى الاحتفاليات، وجلس في الصف الأخير وهو يقول: حيثما يكون نابليون تكون الصدارة!
واليوم، أخي المواطن.. العادي مثلي، يقول: إذا أردتم أن تنظفوا البلد من اللصوص، الغوا مقاعد الصفوف الأمامية!!
....................
طيب، مادام جميع أهل البلد، الأغنياء منهم والفقراء، يدركون أنهم فانون ولو بعد حين، وبأن (ما حدا بياخود معو شي)! فلماذا يصر الأغنياء على مراكمة ثرواتهم وأموالهم حيثما وكيفما استطاعوا؛ لكأنهم في الدنيا مخلدون؟!..
في الحقيقة، هؤلاء الأغنياء ناس علميين، يؤمنون بالعلم والتكنولوجيا أكثر من إيمانهم بالله!.. ناس يعيشون طيلة حياتهم على أمل أن يتمكن العلم، من الآن وحتى يوم وفاتهم، من اكتشاف طريقة تمكنهم أن يأخذوا معهم (شي).. والأفضل (كل شي)!!.. ناس يعيشون على هذا الأمل الذي لولاه لصرفوا كل قرش في جيوبهم؛ كما الفقراء!
المشكلة أن جميع أهل البلد يسعون للفوز بجنة الله الموعودة، كلٍّ على طريقته! فماذا لو نجح الأغنياء بدخول الجنة مع أموالهم؟!.. هناك احتمالان: إما أن ينتحر الفقراء أو أن الله سينتحر!!
الجمل: من مساهمات القراء
إضافة تعليق جديد