تقرير صحفي: أردوغان حول تركيا إلى معتقل كبير وعدد السجناء تضاعف في عهده
قال الكاتب الصحفي يوسف الشريف إن اتهامات كثيرة توجه إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنه حول تركيا إلى معتقل كبير.
وأضاف الشريف في تقرير نشرته صحيفة الحياة أمس إن أعمدة الدخان التي تصاعدت من سجن أورفه سيئ السمعة جنوب تركيا يوم الثلاثاء الماضي ونبأ وفاة 13 سجينا حرقا داخله كشفت عن ظروف لا إنسانية يعانيها السجناء من حيث ازدحام العنابر إذ تستضيف الزنزانة المخصصة لثمانية أشخاص عشرين سجيناً يضطرون للتناوب على أوقات النوم والوقوف واستخدام المرحاض طوال مدة اعتقالهم التي تمتد سنوات... وبرد قارس شتاء وقيظ شديد صيفا دفع السجناء إلى إضرام النار في إحدى الزنزانات احتجاجا على أوضاعهم بعدما نفى وزير العدل التركي سعد الله أرغيل الرواية التي ترددت عن أن سبب اندلاع الحريق كان شجارا بين المعتقلين وادارة السجن حول دور الحصول على مروحة تتناقلها العنابر بالتناوب.
وأشار الشريف إلى أن وزير العدل نفى مسؤولية وزارته مؤكدا عدم وجود أي دافع لاستقالته واكتفى بتقديم وعد ببناء مزيد من السجون لتستوعب النزلاء وتخفف الازدحام وهذا ما دفع الكاتب الصحفي التركي المعروف جان دون دار إلى القول إن "حزب العدالة والتنمية حول تركيا إلى معتقل كبير ويعد اليوم بتوسيعه لإراحة سجنائه" مذكرا بأن عدد السجناء لدى تولي أردوغان رئاسة الحكومة بداية 2003 كان 60 ألفا وبات اليوم 126 ألفا بعد تنفيذ قانون الافراج المشروط الذي استفاد منه نحو10 آلاف سجين اطلقوا خلال العامين الماضيين.
ولفت الشريف إلى أن زعيم المعارضة البرلمانية كمال كيليجدار أوغلو اعتبر أن أردوغان ينتهج سياسة احتجاز المعارضين وسجنهم بعد تلفيق الاتهامات لهم متسائلا عن أي ديمقراطية نتحدث وفي السجون يقبع ثمانية نواب و مئة صحفي و600 طالب جامعي وأكثر من ألف ناشط سياسي كردي كما ذكر كيليجدار أوغلو بالحكم الذي صدر الأسبوع الماضي بسجن طالب جامعي ثماني سنوات لأنه تجرأ ورفع لافتة تطالب بالتعليم المجاني في تركيا أثناء زيارة وزير لجامعته.
وأوضح الشريف أن مؤسسات المجتمع المدني في تركيا تتحدث عن ظروف غير إنسانية يعانيها السجناء والمعتقلون في ظل رفض حكومة أردوغان السماح لتلك الموءسسات بتفقد السجون أو مراقبتها من قبل طرف محايد غير حكومي وخصوصا أن حزب الشعب الجمهوري المعارض كان قدم قبل ستة اشهر تقريرا عن أوضاع السجون وطالب بمناقشته في البرلمان محذرا من كارثة إنسانية.
وقال الشريف إنه وعلى الرغم من كل ذلك فإن "الدهشة تعقد ألسنة كثيرين في تركيا" عند قراءة الخبر الذي أوردته صحيفة تقويم في نيسان الماضي ولم تكذبه الحكومة وهو يتناول إعداد سجن خاص لوزير الداخلية السابق محمد أغار الذي حكم بالسجن خمس سنوات لتورطه بتشكيل مافيا للضغط على التجار الذين يدعمون حزب العمال الكردستاني في تسعينيات القرن العشرين ويعتبر من أهم رجال ما يسمى الدولة العميقة التي أعلن أردوغان الحرب عليها لدورها في زعزعة أمن البلد وسعيها إلى ترتيب انقلابات على الحكومات من خلال تعاون بين مؤسسة الأمن والجيش والمافيا حيث فرغ السجن الصغير من الموقوفين ووزعوا على سجون أخرى لينفرد به أغار بالكامل وقبل أن يضع رجليه فيه طلي السجن وأعيد تأثيثه بالكامل كما تسمح إدارته لكل من يريد لقاء أغار بأن يزوره ويقضي ما يشاء من وقت معه وكان آخر زواره لاعب كرة القدم الشهير أرده توران كما تسمح إدارة السجن ببقاء حارسه الشخصي معه فيأتي السجن ليلا ويغادره صباحا.
إضافة تعليق جديد