تطورات الخارطة الجيوإرهابية في محيط دمشق

09-06-2015

تطورات الخارطة الجيوإرهابية في محيط دمشق

بخطى متسارعة و حثيثة، زهران علوش يحاول جاهداً تثبيت خلافته في الغوطة الشرقية على الطريقة الوهابية السعودية بإنشاء هيئة الحسبة ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) بداية في مدينة دوما و تسيير دورياتها في شوارع المدينة لتفرض قوانين خلافته على قاطنيها و تبدأ بقمع التحركات الشعبية التي نادت بإسقاطه في مدن و بلدات الغوطة و التي كان آخرها في معقل زهران دوما و التي دفعت القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة التي لا زال يسيطر عليها علوش بنشر بيانا موقع من قبل أبو محمد الفاتح قائد لواء أجناد الشام يتوعد ويتهم فيه كل من يخرج عن شورة القيادة الموحدة بأنهم من كلاب داعش كتهمة جاهزة و مسبقة .

خطوة إنشاء هيئة الحسبة بلبوس إسلامي متشدد أتت أيضاً لرفع الشبهة عنه عما سيتأتى في الفترة المقبلة من إصطدام مرتقب مع فصيل إسلامي كجبهة النصرة في جنوب سوريا ( دمشق و ريفها، درعا و القنيطرة ) القتال مع الجبهة سيكون بقرار من القيادة العسكرية الموحدة في الغوطة الشرقية و التي إستلم مهامها حالياً زعيم عصابة أجناد الشام حتى لا يكون زهران هو صاحب القرار بمحاربة النصرة كونه متهم مسبقاً بالعمالة للإستخبارات الغربية، و ذلك تنفيذاً للإتفاق الذي وقع عليه علوش الأسبوع الماضي في العاصمة الأردنية عمان بعد إجتماعات مكثفة مع المخابرات السعودية والأمريكية والأردنية طُلب فيها من علوش التحضر لقتال داعش وجبهة النصرة في جنوب سوريا بالتعاون مع الفصائل المقاتلة في درعا والقنيطرة وعلى رأسها لواء الفرقان الذي إجتمع بقائده محمد الخطيب في فندق الحياة بعمان على هامش التحضيرات المزمعة لقتال جبهة النصرة في الأيام القادمة .

قيادات جبهة النصرة في القطاع الجنوبي والتي تمتاز بإستقلالية قراراتها عن القيادة العامة لجبهة النصرة في الشمال، باتت تعلم ما الذي ينتظرها قريباً وخصوصاً بعد إنسحاب عدد كبير من مقاتليها وإلتحاقهم بفصائل محلية في مناطقهم، فبحسب تقرير أمريكي أن أعداد مقاتلي جبهة النصرة في درعا إنخفض من 3000 مقاتل إلى 700 مقاتل مصوراً أن تنظيم القاعدة في بلاد الشام بدء فعلاً بالإنهيار و ليشجع على مهاجمته من قبل باقي الفصائل التي تعهدت بالمهمة الصعبة كما وصفها علوش مطالباً من الإستخبارات السعودية مساعدته في تبرير حربه على جبهة النصرة أمام جمهور الإرهاب الثوري .

جبهة النصرة بدأت فعلياً التحصن في مناطقها لاسيما المناطق المختلطة كما في الغوطة الشرقية، ملوحة باللجوء إلى السلاح أمام أي تجاوز لسلطتها في هذه المناطق كما حصل يوم الجمعة الماضي في مدينة ‫#‏كفربطنا‬ بالغوطة الشرقية، و ذلك بإقتحام مسلحي النصرة الملثمين لجامع خالد بن الوليد و طرد المصلين من الجامع بعد أن نشرت قناصيها في محيط الجامع و إعتلى أحد قناصيها المأذنة مهددين بسحق كل من يخالف أوامرهم و ذلك كله على أثر إستبدال خطيب الجامع بخطيب جديد لا يبايع جبهة النصرة، و لتكون المدينة محتلة بالكامل !!

وما يحصل في مخيم اليرموك‬ دون أدنى تغطية إعلامية يعتبر مؤشراً على طبيعة الحسابات الجديدة في محيط دمشق، فداعش إنسحبت من كامل أحياء المخيم إلى الجحر الأسود يوم الجمعة الماضي بعد أن سلمت مقراتها و كامل المناطق التي كانت تسيطر عليها لجبهة النصرة و أحرار الشام، لاغية بذلك أي جحة لتصادم ما بين جبهة النصرة و جيش الإسلام بمحاولة دخول المخيم تحت ذريعة محاربة داعش و لتتحول العلاقة ما بين داعش و النصرة في محيط العاصمة لعلاقة حياد كما أعلن سابقاً.

الكل بات متحصن ينتظر شرارة إنطلاق المواجهات ما بين فصائل القاعدة و تحالف علوش الجديد.

 

Nicolas Zahr: الجمل 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...