تطور العلاقات الاقتصادية بين سورية وتركية

العلاقات السورية ـ التركية شهدت تطورا ملحوظا خلال السنوات الاخيرة على كافة المستويات الامر الذي انعكس بشكل ايجابي على تطور العلاقات الاقتصادية وتحسن المبادلات التجارية وسهولة انسياب السلع والمواد باتجاه البلدين وخاصة بعد تطبيق احكام منطقة التجارة الحرة السورية ـ التركية مع بداية العام الحالي.

وحسب تأكيدات وزارة الاقتصاد والتجارة ان قيمة المبادلات التجارية خلال العام الحالي قد ارتفعت بنسب كبيرة عن الاعوام السابقة لكلا الجانبين استيراداً وتصديراً. ‏

والارقام التي توفرت حالياً وسيتم عرضها في متن المادة هي لنهاية العام 2006 حيث وصل حجم التبادل التجاري الى مستويات مرتفعة منذ العام 2000 فقد كان في حجم المستوردات السورية من الاسواق التركية للعام المذكور بمقدار 193 مليون دولار وفي العام 2003 بمقدار 294 مليون دولار في العام 2006 فقد وصلت قيمة المستوردات السورية من الاسواق المذكورة ايضا بمقدار 426 مليون دولار. 
 بينما الصادرات السورية الى الاسواق التركية في حالة تذبذب تارة تتجه نحو الارتفاع وتارة نحو الانخفاض وفقا للظروف والمعطيات الاقتصادية حيث كانت قيمة الصادرات السورية الى تركيا في العام 2000 باكثر من 477 مليون دولار وفي العام 2002 ـ 502 مليون دولار وفي العام 2003 ـ 428 مليون دولار وتراجع في العام 2006 الى 325 مليون دولار. مع العلم ان الميزان التجاري كان حتى العام 2005 رابحاً لصالح سورية بينما رجحت الكفة لصالح تركيا خلال العامين الاخيرين 2005 ـ 2006. ‏

وحسب احصائيات عام 2006 فان النفط الخام يمثل حوالي 90% من مجمل الصادرات السورية الى الاسواق التركية والقطن الخام يمثل 5% وباقي السلع والمواد تشكل 5% منها الجلود وبذور القطن ونفايات معدة للصناعة والخضار والعدس واحذية مطاطية وحالياً صادرات الغزول والاقمشة حيث اكد مدير عام المؤسسة العامة للصناعات النسيحية الدكتور جمال العمر بانه بعد تطبيق احكام منطقة التجارة الحرة التركية ـ السورية فقد زاد النشاط التسويقي من الغزول القطنية والاقمشة باتجاه الاسواق التركية وخاصة بعد ازالة العديد من الحواجز امام السلع المذكورة منها الرسوم الجمركية وبعض الضرائب المفروضة عليها حيث تم تصدير ما يقارب عشرة آلاف طن من الغزول والاقمشة الى تركيا وهذه احدى المزايا الرئيسية الهامة في تطبيق احكام المنطقة والتي شكلت سوقاً جديداً للمنتجات النسيجية السورية والتركية على السواء باعتبار ان كلا الطرفين يستفيد من مزايا المنطقة. ‏

اما بالنسبة للمستوردات السورية من الاسواق التركية فهي تتركز في مادة الزيوت النباتية والمهدرجة والمنتجات الكيميائية والمعدنية والاسمدة والغزول الصوفية والصناعية والمضخات وآلات الحفر والبولمانات وقطع التبديل وغيرها. ‏

ومن الجدير بالذكر ان العلاقات السورية ـ التركية تنظمها اكثر من 27 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق في كافة المجالات الاقتصادية والخدمية والثقافية والعلمية والسياحية والقضائية. ‏

والاهم من ذلك التعاون في المجال الاستثماري حيث شهدت السنوات الاخيرة تدفقاً كبيراً لرؤؤس الاموال التركية نحو سورية لإقامة منشآت صناعية وخدمية كبيرة تحقق النفع لكلا البلدين مستفيدين من المزايا والتسهيلات التي وفرتها الانظمة والقوانين السورية التي صدرت خلال السنوات السبع الاخيرة وخاصة قانون الاستثمار رقم 10 والتعديلات التي طرأت عليه مؤخراً والتي فسحت المجال امام المستثمرين الاتراك وغيرهم في اقامة المشاريع الاستثمارية الضخمة ايضا المستثمرون السوريون قد استفادوا من تحسن العلاقات السورية ـ التركية خلال السنوات الاخيرة لاقامة مشاريع مشتركة في البلدين. ‏

سامي عيسى

المصدر: تشرين

‏