تجار يتمردون على الغلاء…فهل سيرفع المواطن “الغلبان” القبعة لهم في شهر رمضان أم…؟!
بدأت موجة غلاءٍ متوقّعة تجتاح الأسواق رويداً رويداً، لتكتمل – كالعادة – مع أول أيام شهر رمضان المبارك، وعلى الرغمِ من أنّ الوضع صار مفروغاً منه، بأن لا فائدة ولا أمل بإمكانية الوقوف في وجه هذه الموجة، أمام طمع بعض التجار، بل وأغلبهم، وزيادة جشعهم باستغلال هذا الموسم الرمضاني، وفتح البوابات كلها لدخول تلك الموجة بقوّة، التي تعصفُ بالمستهلكين، وترفع مستوى الأسعار إلى أعلى الدرجات الممكنة، ولاسيما الأسعار التي تطال تلك الأطباق الرمضانية، التي اعتاد الناس على تحضيرها خلال هذا الشهر الفضيل، تحت غطاء مفهومٍ خاطئ، يُستخدم بعكسِ ما هو تماماً، وهو مفهوم ( الكرم الرمضاني ) فالكثير من التجار يعتقدون بأن رفعهم للأسعار بهذه الطريقة الفاحشة، هو ترجمة لهذا الكرم من حيث أنه سيجلب لهم الغلّة الوفيرة، وهذا هو الكرم بعينه ..!!
غير أنّ هذا هو الطمع بعينه، وليس من الكرم بشيء، فالكريم هو الذي يعطي، وليس الذي يأخذ، فالحري بالتجار إن اتّصفوا بفضيلة الكرم فعلاً أن يسعوا إلى تخفيض الأسعار في رمضان، وأن يعملوا بهذا الشهر الفضيل على خرق هذا العرف الخاطئ، وخرق حتى قانون العرض والطلب، فمهما ازداد الطلب في رمضان، فإن هذا لا يبرر رفع الأسعار، إن كان هناك حرص حقيقي على التمسّك بفضيلة الكرم، التي من الواجب أن تدفع التجار باتجاه ممارسة الكرم على الآخرين، وذلك لا يكون إلا بخفض الأسعار. على الرغم من هذا كله كنّا على وشك الاعتقاد بأنّ إطلاق مثل هذا الكلام، أشبه بمن يغنّي في الطاحون، فلا أمل بأن يستمع إليه أحد.
ولكن ما جرى بالأمس في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك عندما اجتمع الوزير الدكتور عاطف الندّاف مع عدد من التجار ووكلاء بعض الشركات التجارية، أعطوا وعداً بتخفيض الأسعار فعلياً خلال شهر رمضان، وعدم الإقدام على رفعها، وقد ضمّ هذا الاجتماع أصحاب ووكلاء شركات حسيب وزرزور وسيدي هشام والناصر والشعلان والفخامة و / الريف و صنوايت / و / الشيف نديم ونستله، الذين تعهّدوا بطرح منتجاتهم بأسعار مخفضة ولن يقوموا برفع سعر أي سلعة من منتجاتهم على الإطلاق خلال شهر رمضان المبارك والاعياد وسيقومون بطرح بعض منتجاتهم عبر السورية للتجارة للمشاركة في عملية التدخل الإيجابي بالأسواق.
هي بادرة رائعة بالفعل، وقد تكون بذرة البداية لأن تُفضي يوماً إلى الإقلاع عن هذا الكرم الرمضاني المعاكس، وتصير هي العرف والعادة، على الرغم من أن موقف هؤلاء التجار، المشكورون عليه، والجدير بالتقدير والاحترام، قد لاقى – الموقف – ردود أفعالٍ عكسيّة عند العديد من المواطنين، من خلال تشكيكهم بهذا التوجه، وبعضهم راح يؤكد بأن غلاء الأسعار قد حصل وانتهى الأمر، ولكن وعلى الرغم من هذا فموقف هؤلاء التجار تُرفع له القبّعة، ونعتقد أن لا داعي لإطلاق الاتهامات الاستباقية، فهم يقولون بأنهم سيخفّضون الأسعار حتى وإن كانت قد ارتفعت، فلنصبر قليلاً، وها هو رمضان قد صار وراء الباب، ويوشك أن يطرقه للدخول .
سينسيريا
إضافة تعليق جديد