بوش يكبّل يدي خلفه عراقياً

كشفت أنباء في واشنطن أمس، عن سعي إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش لإبرام اتفاق مع الحكومة العراقية يخول لقواتها البقاء لفترة طويلة، الامر الذي اعتبره الديمقراطيون بمثابة تكبيل يدي الرئيس الذي سيخلف بوش. وسارع البيت الابيض إلى نفي نيته إقامة قواعد دائمة في العراق، قائلا انها ليست في مصلحة واشنطن. وفيما أسفرت هجمات ومداهمات عن قتلى وجرحى واعتقالات، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن قواته بدأت هجوماً حاسماً نهائياً على تنظيم القاعدة في الشمال. وهدد مسؤول كردي في كركوك بقطع العلاقات مع بغداد وضم المدينة إلى إقليم كردستان إذا لم تنفذ الحكومة المادة 140 من الدستور بحلول نهاية يونيو/ حزيران المقبل. ومع اقتراب انتهاء التفويض الدولي الممنوح للولايات المتحدة بالعراق بعد 11 شهراً من الآن، تصر إدارة بوش على أن يخولها العراقيون سلطة واسعة لتنفيذ العمليات القتالية. وقالت نيويورك تايمز إن إدارة بوش ستواجه معارضة من الحزب الديمقراطي لخشيته من أن تؤدي اتفاقيات، يحاول البيت الأبيض إبرامها مع العراقيين، إلى تكبيل الرئيس المقبل وبالتالي إجباره على مواصلة سياسات بوش وعلى القبول بوجود عسكري بالعراق على المدى الطويل. وتشمل المطالب الأمريكية من بغداد، منح حصانة لحماية المقاولين المدنيين العاملين مع قوات الاحتلال، وكذلك استثناء الجنود الأمريكيين من ملاحقة القضاء العراقي، وتمسك الأمريكيين بحق اعتقال سجناء عراقيين.

وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس انه ليس في مصلحة واشنطن اقامة قواعد دائمة في العراق، مهدئاً بذلك الديمقراطيين، وتبديد المخاوف الناجمة عن المفاوضات حول وجود عسكري امريكي دائم في هذا البلد.

وقال جيتس “أعتقد من الواضح جداً أن اتفاقاً كهذا لن يتحدث عن مستوى القوات ولن يتضمن ذلك.. لا مصلحة لنا في قواعد دائمة”. وأكد أن النقاش المتعلق باتفاق حول وضع القوات في العراق على وشك ان يبدأ، لكن الشكل الذي سيتخذه ليس واضحاً بعد. وتابع: “أعتقد ان من السابق لأوانه الحديث عن اتفاق مع الكونغرس او اتفاق تنفيذي”.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية توم كايسي أعلن قبل ذلك ان المفاوضات حول وضع القوات مع العراق هدفها الابقاء على الخيارات الامنية مفتوحة الى ما بعد العام 2008 عندما ينتهي تفويض الامم المتحدة. وقال كايسي رداً على سؤال عما اذا كان الاتفاق يتضمن ما يشير الى قواعد دائمة “نحن لا نسعى الى اقامة قواعد دائمة في العراق، وهذه المسألة واضحة منذ بعض الوقت”.

المصدر: وكالات