بعد مدفن السيد المسيح قبر النبي موسى يثير جدلاً في مصر

28-02-2007

بعد مدفن السيد المسيح قبر النبي موسى يثير جدلاً في مصر

بعد 6 سنوات من تفجره لأول مرة، يعود الجدل في مصر حول حقيقة وجود القصر الذي تربى فيه النبي موسى عليه السلام في قرية بمحافظة الشرقية، وأنها شهدت مولده وطوافه في طفولته داخل تَابوت  فوق صفحة نهر النيل بعد أن ألقت به والدته خوفا من أن يقتله فرعون مصر حسب الرواية الدينية المعروفة. 

كما أكد د.زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر أنه لا صحة إطلاقا لما نشرته بعض الصحف عن وجود بعثة تنقب عن الآثار اليهودية في قرية بمحافظة الشرقية (شمال شرق العاصمة المصرية) ومن بينها قصر الفرعون الذي تربى فيه النبي موسى.

وأضاف "ما تردد عن التنقيب عن قصر موسى في قرية قنتير عار من الصحة". وتابع "نعم هناك تنقيب يجري من 30 سنة بواسطة بعثة أثرية نمساوية، لكن ليس ذلك بهدف البحث عن قصر سيدنا موسى، فهو لا يوجد أصلا ولا دليل أو حقيقة تاريخية بشأنه. كل هذا الكلام من تأليف بعض الصحفيين".

وأوضح د. حواس أن قرية "قنتير" التابعة لمركز فاقوس بمحافظة الشرقية كانت عاصمة للهكسوس وعاصمة لرمسيس الثاني وهو ما يعطيها أهمية أثرية، لكن هذا لا يعني وجود قصر النبي موسى فيها.

ونفى تماما ما يتردد عن قيام أثريين بعرض مبالغ خيالية لشراء أراض ومقابر في القرية للحفر تحتها وانهم يعرضون مبلغا يصل إلى 50 ألف يورو لشراء المقبرة الواحدة.

وقال "هذا الكلام لو حصل عندنا سنوقف البعثة التي تقوم بالتنقيب. لا يستطيع أحد أن يفعل هذا، وكل ما نشر كلام فارغ وتلفيقات صحفية".

وفي شأن ذي صلة قال إن مدرسة تقوم بتدريس المنهج البريطاني في مصر قدمت اعتذارا الثلاثاء 27 -2 -2007 بشأن ما جاء في أحد الكتب التي تقوم بتدريسها والتي فهم منها أن يهودا قاموا ببناء الأهرامات.

وكان قد ورد في منهج تلك المدرسة أن Jews قاموا ببناء أهرامات الجيزة الشهيرة، مما أثار غضبا واسعا في مصر باعتبار أن الترجمة العربية لهذه الكلمة تعني "اليهود" وهو ما ينسجم مع آراء لجماعات ومنظمات صهيونية ترى أن اليهود في عهد الفراعنة لعبوا دورا في بناء الأهرامات الثلاثة.

لكن مدير المدرسة قال في برنامج بثه التليفزيون الرسمي المصري إن ترجمة الكلمة إلى "يهود" غير صحيحة وأن الترجمة الصحيحة هي "العبرانيون".

إلا أن د. حواس أوضح أنه لا فرق بين العبرانيين واليهود ويؤديان معنى واحدا، مشيرا إلى أن المدرسة اعتذرت عن هذا الخطأ وقامت بالغاء الكتاب نهائيا من المنهج.

وكان جدلا صحفيا قد تفجر في عام 2001 بشأن قرية قنتير بعد أن نشر أنها شهدت ميلاد النبي موسى. وحينها اشارت مجلة آخر ساعة الحكومية واسعة الانتشار إلى أن أنباء تواترت عن قيام رجل أعمال مصري مهاجر يعيش في هولندا بعرض استثمار مبلغ 20 مليون دولار بالتعاون مع أحد البنوك لاقامة مشروع قرية سياحية دينية في المنطقة، لكن محافظ الشرقية في ذلك الوقت نفى ذلك جملة وتفصيلا.

ثم روجت وسائل اعلام غربية بأن القرية هي التي شهدت مولد النبي موسى، حيث وضع في تابوت وهو طفل طاف به فوق صفحة نهر النيل، وأن هذه القرية التي كان عاصمة للملك رمسيس الثاني شهدت أيضا خروج اليهود من مصر.

وثارت مخاوف من أن تكون جهات إسرائيلية وراء المستثمر المصري الغامض، وتوقعت مجلة "آخر ساعة" حينها أن يعلن رسميا عن أن قرية "قنتير" هي قرية سيدنا موسى القديمة، لكن هذا لم يحدث ثم توقف الحديث عن الموضوع إلى أن تجدد قبل أيام قليلة.

والمعروف أثريا أن هناك قرى في محافظة الشرقية مقامة بالكامل على قرى فرعونية قديمة ومنها قنتير والخناعنة وتل الضبع ورشدي والحسينية. وتقع قرية قنتير على مسافة 10 كم شمال مدينة فاقوس و38 كم من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية، وكان اسمها "برامسيوم" أو "بيت رمسيس" وقد انشئت لتكون مقرا للحكم في شرق الدلتا ولكي تنطلق منها الجيوش المصرية المتجهة للشرق وفلسطين عبر سيناء.

ويحاول بعض الدارسين والباحثين الربط بين قصة سيدنا موسى وخروجه من مصر وبين رمسيس الثاني وهو ما نفاه الأثري المصري د.عبدالحليم نور الدين، كما أوردت المجلة نفسها في 29 -8 -20011 لعدم عثورهم على دليل علمي أو أثري او حقائق قاطعة، ولم يتم كذلك العثور على أي أثر هيروغليفي يؤيد ذلك، خاصة أن الفراعنة دأبوا علي تدوين وتسجيل كل شئ في المعابد وعلى الآثار وفي بردياتهم.

فراج اسماعيل

المصدر: العربية نت

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...